"أزرق .. رمادي" مجموعة من القصص (22 قصة قصيرة) تعالج فيها الكاتبة "غفران طحان" أحلام الحياة البسيطة وأصحابها البسطاء، والحرب وتداعياتها عليهم، في سوريا، وتحديداً في حلب.
تعتمد المجموعة على مفهومين أساسيين، هما الموت والحياة/ الحلم. فالموت تقدمه المجموعة من منظور خاص، كفضاء بات يتسع لكل تفاصيل الحياة.
فنجد الموت حاضرًا كشخصية فاعلة ومؤثرة في عددٍ كبير من القصص مثل: "بلا اسم" و"اختبارات القتل" و"مقايضة" و"حكاية مقبرة".
مقابل الموت، نجد الحُلم، كعنصر يفتح باب الحياة لأشخاص ما زالوا يرون فيه ملاذًا آمنًا يحميهم من مكائد الموت". وكان حاضراً بقوة أيضاً في قصص عدة مثل: "حلم السمكة" و"نبت لك قلب"، و"علبة الأحلام".
اقرأ أيضاً: هل لعبت الرواية السورية دوراً في الثورة؟
اقرأ أيضاً: الأدب النسوي السوري.. انكفاء الشعر وسيطرة الرواية الوثائقية
في اختيارها للونين، الأزرق والرمادي، كعنوان لمجموعتها، فقد يبدو لنا الرمادي لوناً محايداً، ولكنه يمتلك سطوة الموت في العمل، ليكون الأزرق حلما يتسع للقلوب الضعيفة، ربما هكذا أرادت أن تخبرناالكاتبة.
وتقع المجموعة في اثنيتن وعشرين قصة، تبدأ بـ "حلم السمكة"، وتنتهي بـ "تعويذة أمل"، ولكن تبقى الكلمة الأخيرة للموت الذي لم يعد مخيفًا للسوريين.
تعريف وسيرة
صدرت المجموعة القصصية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتوزعت قصصها الـ22 على 110 صفحات من القطع المتوسط، وتتضمن قصصاً إنسانية مزجت بين الواقعي والخيالي/ الفانتازي.
استخدمت الكاتبة لغة هادفة، محددّة التعبير، وسلسة بنفس الوقت. واتبعت أسلوب "المختزل المفيد" مبتعدة عن المباشَرة في العديد من الزوايا والتفاصيل، واعتمدت التخيّل والتصوّر في إيصال الفكرة بانسيابية ولطافة إلى شعور القارئ.
مجموعة غفران الطحان توافرت فيها معايير القصة القصير، فنياً ومضموناً، بالرغم من شعورنا بوجود انتفاضة تبرز بين الحين والآخر في بعض قصصها، فتكسبها لوناً خاصاً واختلافاً عن السائد، وهذا يسجّل للكاتبة وليس العكس، خصوصاً في زمن تراجع فن كتابة القصة القصيرة خلال العقد السوري الأخير مقابل بروز الرواية، نسبياً.
وتعد "أزرق.. رمادي" المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة غفران طحان، إذ أصدرت مجموعتين قصصيتين، الأولى حملت عنوان "كحلم أبيض" 2009، والثانية جاءت بعنوان "عالم آخر يخصني" 2014. كما صدر لها كتاب يضمّ نصوصاً نثرية بعنوان "حلم يغفو على مطر" 2016.
اقرأ أيضاً: "في بيت آن فرانك".. نصّ روائي لمها حسن يجمع الخيال بالواقع