أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن حكومته لن تسمح بتفشي العنصرية وكراهية الأجانب وستتخذ الإجراءات اللازمة لحل مشكلة الهجرة غير النظامية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الخميس، خلال فعالية أقيمت بمشاركة مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان إن "وصمة الاستعمار والعنصرية والفاشية لم تكن موجودة أبدا في أي مرحلة من مراحل التاريخ التركي".
وأوضح أن الجهود التي بذلت عبر التاريخ لتأليب الشعب ضد بعضه على أساس العرق والطائفة والنزعة والأيديولوجية وما شابهها من تقسيمات أخرى، قد باءت دائما بالفشل. بحسب وكالة الأناضول.
"لن نسمح بأن تصل سمومهم إلى حد العنصرية وكراهية الأجانب"#أردوغان يوجه تحذيرات لسياسيين ومنظمات إرهابية ويتعهد بمواجهة العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/HvIL7n7MmX
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 16, 2023
ولفت إلى أن التاريخ التركي معروف باحتضان جميع من ضاقت بهم السبل دون أي تمييز، من البلقان وحتى القوقاز والعراق وسوريا، وبالتسامح مع الآخرين ومساعدة المحتاجين.
وأضاف: "لا يمكننا إطلاقا أن نسمح بتجذر الألاعيب الخبيثة التي تتسبب بتخريب نسيجنا الاجتماعي بدءا من استفزازات المنظمات الإرهابية وبعض السياسيين وحتى سموم العنصرية وكراهية الأجانب".
الحكومة التركية ستكافح الهجرة غير الشرعية
وبيّن أن الحكومة التركية ستعمل أيضا على حل المشاكل المتعلقة بالهجرة غير النظامية من خلال تفعيل أمن الحدود وعمليات الرقابة داخل البلاد.
كما تعهد الرئيس أردوغان بإفشال محاولات "حفنة من الدجالين" المجتمعين في مواقع التواصل الاجتماعي لتحريض أفراد الشعب ضد بعضهم وإشعال الفوضى في البلاد.
وأعرب عن ثقته أن الشعب التركي المعروف برحمته وعطفه ووقاره وتسامحه لن يقبل أيضا مثل هذه المحاولات.
وقال إن الدولة التركية ستتخذ جميع أشكال التدابير اللازمة ضد الخارجين عن القانون وستعمل على إطفاء نار الفتنة هذه قبل أن تتفاقم.
وأردف: "نسعى جاهدين لضمان عودة اللاجئين الذين استقبلناهم في بلدنا لأسباب إنسانية إلى ديارهم طوعا وبأمان وكرامة".
ولفت إلى أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم بلغ نحو 600 ألف، وأن الرقم سيزداد أكثر كلما استكملت مشاريع السكن في الشمال السوري التي أطلقتها تركيا بدعم مالي من قطر.
التصريحات السياسية العنصرية تشجع على خرق القانون
وكانت منظمة "متحدون ضد التعصب الطائفي" في تركيا قد أصدرت بياناً في وقت سابق قالت فيه إنها "تراقب بقلق بالغ تزايد التصريحات السياسية ذات الطابع العنصري الصادرة من قبل بعض ممثلي الأحزاب والشخصيات التركية، والتي تصر بوضوح على استخدام ورقة اللاجئين بشكل مستفز، ولأسباب معروفة، مستغلة الظروف الاقتصادية التي تعيشها تركيا والمنطقة برمتها نتيجة أسباب عديدة".
وأوضحت المنظمة حينئذٍ أن "وجود ما يزيد على 3 ملايين سوري في تركيا لم يكن خياراً طوعياً لهم، وإنما أُرغموا على مغادرة بلادهم هرباً من الممارسات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه الإقليميين والدوليين طوال ما يربو على عشر سنوات".
وأكدت المنظمة أن "هذه القيم السلبية التي يروج لها البعض، وإن قدمت لهم بعض المكاسب السياسية الآنية على المستوى القريب، إلا أن أضرارها ستكون أوسع وأعمق، وستكون انعكاساتها أوضح في المستقبل"، مشيرة إلى أنها "تشجع البعض على تجاوز القانون وتزيد المخاوف بين جموع اللاجئين، وتعزز حالة فقدان الثقة وانعدام الأمان، وهو ما يجب أن يتحرك لمناهضته كل الأتراك والسوريين".