اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس السبت، روسيا بأنها ما زالت ترسل الأسلحة لميليشيا حفتر في ليبيا وأن المسؤولين العسكريين الروس هم مَن يديرون مرتزقة "فاغنر" التي تقاتل إلى جانب حفتر.
وقال أردوغان في تصريح للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من باكستان إلى تركيا، "هنالك ألفان و500 عنصر من مرتزقة فاغنر الروسية موجودون إلى جانب حفتر.. بعض الدول ما زالت تُرسل السلاح إلى قوات حفتر رغم دعوات مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في ليبيا".
وأطلع أردوغان الصحفيين، على صورة تجمع رئيس مرتزقة فاغنر مع حفتر، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، مؤكداً أن من في الصورة هم القادة العسكريون الأعلى مستوى في روسيا، وأن هؤلاء هم من يُديرون مرتزقة فاغنر في ليبيا رغم إنكارهم ذلك.
وأشار إلى أن بلاده أرسلت فريقاً مكوناً من مدربين وإداريين ومعلمين إلى ليبيا في إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة مع حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس.
وإلى جانب المرتزقة الروس، أضاف أردوغان بأن نحو 5 آلاف مقاتل من السودان موجودون في ليبيا إلى جانب حفتر، وهناك مقاتلون من تشاد أيضاً، لافتاً إلى أن حوالي 10 آلاف مقاتل أجنبي موجودون في ليبيا في الوقت الراهن.
وشدّد على أن "الذين يقفون إلى جانب حفتر معروفون للجميع، وهم مصر، وإدارة أبو ظبي، والسعودية، وفرنسا، مشيرا إلى أن الأخيرة وجهت دعوة إلى حفتر لزيارتها مؤخراً.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده "ستواصل نضالها لحماية حقوقها وحقوق ليبيا في البحر المتوسط حتى النهاية".
وجاءت تصريحات أردوغان بعيد انتقاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر الأمن في ميونيخ "التدخل الشديد الخطورة" لدول خليجية في النزاع الذي تشهده ليبيا.
الجدير بالذكر أن "فاغنر" هي شركة أمنية تدعم من خلالها موسكو نظام الأسد في سوريا، وكذلك ميليشيا حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج وتعترف بها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، الإضافة إلى أوكرانيا ووصولاً إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وتدل هذه التصريحات للرئيس التركي على مرحلة التوتر الجديدة التي ظهرت مؤخراً في سوريا، بعد أن شنّت قوات النظام هجوماً مدعوماً من روسيا، وسيطرت خلال الأشهر الفائتة على مناطق عديدة من محافظتي حلب وإدلب، في حين زوّدت تركيا فصائل المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، ودفعت بآلاف الجنود الأتراك إلى داخل الأراضي السورية وهددت أنقرة الأسد بشن عملية عسكرية في حال لم ينسحب إلى حدود اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا في أيلول 2018.