البث المباشر
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 17 كانون الثاني إن مشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط الذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل مباشرة إلى أوروبا لا يمكن أن يتحقق من دون تركيا.
وأجاب أردوغان على أسئلة الصحافيين في أثناء رحلة عودته إلى تركيا من ألبانيا، حيث صرح بأن الولايات المتحدة الأميركية قد تخلت عن مشروع الغاز بين إسرائيل وأوروبا في ظل الظروف الراهنة في المنطقة: "هذا ليس بالمشروع الذي يمكن تحقيقه. لقد قاموا (الولايات المتحدة) بتحليل كل المعطيات حول هذا الأمر، ورأوا أنه لا توجد جدوى من وراء هذا العمل".
وذكر أردوغان في حديثه بأن الولايات المتحدة انسحبت من المشروع لأنه كان سيكون مكلفاً للغاية، ولا يمكن القيام به من دون تركيا، لأن عملية نقل الغاز إلى أوروبا لا يمكن أن تتم من دون العبور من الأراضي التركية، مؤكداً حرصَ تركيا على استئناف محادثات جلب الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.
وأشار أردوغان إلى أن إسرائيل اقترحت في وقت سابق تنفيذ المشروع مع تركيا ضمن مناقشات أجريت مع وزير الطاقة السابق بيرات البيرق: "كانت المباحثات متجهة نحو مكان ما، ربما يمكن استكمالها مع إسرائيل في وقت لاحق، هل هذا يعني بأنه لا يمكننا إنهاء الأمر الآن؟ يمكن مناقشة الشروط لاحقاً، لأن تحليل الفائدة من هذه المباحثات مهمة للغاية".
وأشار أردوغان إلى أنه توصل مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى مستويات متقدمة من المحادثات بعد إجرائه حواراً معه، وأضاف: "يرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت رسائل على مستويات مختلفة".
وذكّر أردوغان باللقاء الذي أجري مع أعضاء التحالف الحاخامي للدول الإسلامية وقال: "إذا كنا نصنع السياسة، فلا يمكن أن يكون ذلك بالقتال أو الشجار. علينا أن نحافظ على السياسة متماشية مع السلام".
وقال أردوغان إن نهج تركيا في شرق البحر المتوسط "معروف" بعد إبرام اتفاق بحري مع ليبيا ، مشيرًا إلى أن أنقرة تواصل أنشطتها في المنطقة بناءً على هذه الصفقة: "اشترينا أربع سفن حفر وسفينتي مسح زلزالي. هل حصلنا على هذه السفن من أجل اللا شيء؟ ستعمل هذه السفن في البحر الأسود وفي البحر الأبيض المتوسط، وسيكون لدينا أقوى بنية تحتية في هذا المجال".
وأجاب أردوغان خلال رحلة العودة عن سؤال حول ازدياد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وعن إمكانية لعب تركيا دور الوساطة في القضية، وعن موقف أنقرة من احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية، قال: "لا أرى أن الغزو الروسي لأوكرانيا هو نهج واقعي، لأن أوكرانيا ليست دولة عادية. أوكرانيا بلد قوي. بالإضافة إلى ذلك، لكي تتخذ روسيا هذه الخطوة، تحتاج إلى مراجعة الوضع في العالم بأسره ووضعها الخاص أيضاً".
وفي إشارة إلى التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم، ذكّر أردوغان أن تركيا كانت تعترض على هذه الخطوة وأن موقفها سيكون هو نفسه بالنسبة لأي سيناريوهات مماثلة: "إن سياستنا واضحة في هذا الصدد".
