لقي أربعة مهاجرين مصرعهم بعد انقلاب قارب صغير كان يقلهم في المياه المتجمدة للقناة الإنكليزية، في حين تم إنقاذ 43 مهاجراً.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن زورقاً صغيراً محملاً بالمهاجرين، كان متوجهاً إلى الشواطئ البريطانية من فرنسا، انقلب في المياه المتجمدة للقناة الإنكليزية، في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وأوضح المتحدث أنه "تم تنبيه السلطات إلى حادثة في القنال تتعلق بقارب صغير يقل مهاجرين في محنة"، مضيفاً أنه "بعد عملية بحث وإنقاذ منسقة، بقيادة خفر السواحل الملكي، ومشاركة قوارب نجاة ومروحيات وفرق إنقاذ عاملة مع البحرية الفرنسية والبريطانية، يؤسفنا وقوع أربع حالات وفاة مؤكدة نتيجة هذا الحادث".
وقال مراسل وكالة "رويترز" إنه شاهد كيس جثث ينتشل من سفينة في محطة قوارب النجاة في ميناء مدينة دوفر، المطلة على بحري المانش والشمال، في حين أشار المتحدث باسم الحكومة البريطانية إلى أن "التحقيق جارٍ بالحادث".
وأشارت شبكة "سكاي نيوز" إلى أن سيارات الإسعاف وطواقم الطوارئ تجمعت على رصيف ميناء دوفر، ونقل بعض الأشخاص إلى مستشفى أشفورد بولاية كنت، لكن لم يُعرف ما إذا كانوا ناجين أم من القتلى.
الحكومة البريطانية: اللوم على مهربي البشر
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، عن "الأسف لهذه المأساة"، مضيفاً "أنا متأكد من أن البيت كله يشارك في الحزن على انقلاب القارب الصغير، والخسارة المأساوية في الأرواح البشرية".
وفي كلمة له بالبرلمان البريطاني، قال سوناك "قلوبنا مع كل المتضررين، ونحيي أولئك الذين شاركوا في عملية الإنقاذ المكثفة".
من جانبها، ألقت وزير الداخلية، سويلا برافرمان، التي تشرف وزارتها على سياسة الهجرة، باللوم على عصابات التهريب، وقالت في كلمتها بالبرلمان "عبور القناة في سفن غير صالحة للإبحار مسعى خطير جداً".
وأضافت أنه "لهذا السبب قبل كل شيء، نحن نعمل بجد لتدمير نموذج عمل مهربي البشر، المجرمين الأشرار المنظمين الذين يعاملون البشر كبضائع".
"غزو" المهاجرين
وسبق أن وصفت وزير الداخلية البريطانية موجة المهاجرين بأنها "غزو"، مما أثار ردود فعل غاضبة.
واتهمت منظمة "Care4Calais" المعنية باللاجئين الحكومة البريطانية بعدم القيام بأي شيء لمنع وفيات المهاجرين، مؤكدة على أن هذه الوفيات "غير ضرورية على الإطلاق، ويمكن الوقاية منها".
وفي بيان لها، قالت الجمعية إنه "بعدم تحرك حكومتنا، فإن أيديها تلطخت بالدماء"، مضيفة أن "المهاجرين عانوا من ويلات مثل النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب".
وأشارت المنظمة البريطانية إلى أن المهاجرين "كانوا شجعانَ وصامدين بما يكفي للهروب والبقاء على قيد الحياة، في رحلات مذهلة للمجيء إلى هنا وطلب مساعدتنا، ومع ذلك فإننا نحرمهم".
وتظهر البيانات التي جمعها مشروع المهاجرين المفقودين أن 205 مهاجرين على الأقل لقوا حتفهم أو فُقدوا في القناة الإنجليزية، منذ العام 2014.
500 مهاجر خلال أسبوع
ويأتي مصرع المهاجرين الأربعة بعد نحو عام من وفاة 27 مهاجراً أثناء محاولتهم عبور البحر في زورق مطاطي، في تشرين الثاني الماضي، في أسوأ حادث مسجل من نوعه في القناة الإنكليزية.
وانخفضت درجات الحرارة في مختلف أنحاء بريطانيا الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تساقط الثلوج في أجزاء من البلاد، إلا أنه على الرغم من البرد القارس، قام أكثر من 500 مهاجر برحلة محفوفة المخاطر في قوارب صغيرة منذ السبت الماضي، حيث استغل المهربون الذين ينظمون رحلات المهاجرين الرياح المنخفضة والبحار الهادئة.
ووفق "رويترز"، وصل أكثر من 40 ألفاً من المهاجرين إلى بريطانيا قادمين من فرنسا خلال هذا العام، العديد منهم قطعوا الرحلة من أفغانستان أو إيران أو دول أخرى تعاني من الحرب والقمح للسفر عبر أوروبا وإلى بريطانيا لطلب اللجوء.
ووفق وزارة الدفاع البريطانية، فإن العدد الإجمالي الأولي لعابري قناة المانش وصل إلى 40.885 لاجئاً، معظمهم من الألبان والإيرانيين والأفغان، مقابل 28.561 لاجئاً العام الماضي، ما يشير إلى زيادة كبيرة.
وتشير الإحصاءات البريطانية إلى أن الأرقام في ارتفاع متزايد منذ سنوات، فمن 299 لاجئاً عبروا في العام 2018، إلى 1.843 في العام 2019، و8.466 في العام 2020.
وتسببت الأعداد المتزايدة للمهاجرين في زيادة طلبات اللجوء وتكاليف الإيواء التي تقدرها حكومة المملكة المتحدة بـ 6.8 ملايين جنيه إسترليني يومياً، ما أدى إلى استنفاد جهود مقدمي الخدمات وإثارة غضب البريطانيين.