أغلقت السلطات في أذربيجان مسجداً تابعاً لمكتب ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، وحسينية في العاصمة باكو، تبعها إغلاق إيران لمجالها الجوي في وجه المقاتلات الحربية الأذرية.
وقال أحسن زهيدوف، متحدث وزارة الداخلية الأذربيجانية في تصريحات صحفية، إن قرار إغلاق المسجد والحسينية يأتي في إطار تدابير مكافحة وباء كورونا.
بالمقابل، حظرت طهران، عقب ساعات من إعلان إغلاق المسجد والحسينية، تحليق المقاتلات الحربية الأذرية في أجوائها، والتي تنقل، بحسب وسائل إعلام إيرانية، إمدادات عسكرية إلى جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي.
وتتزامن القرارات المتتالية مع أزمة سياسية بين باكو وطهران، على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال فيها إن بلاده "لن تقبل بأي وجود للكيان الصهيوني (إسرائيل) قرب حدودنا وأبلغت أذربيجان بهذا الأمر".
وترتبط إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان، اللتان تضمان غالبية من المسلمين الشيعة، بعلاقات جيدة، إلا أن البلدين، اللذين يتشاركان حدوداً بطول نحو 700 كم، تبادلا في الأيام الماضية انتقادات على خلفية مناورات أجراها الجيش الإيراني قرب الحدود مع أذربيجان.
من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المناورات العسكرية "قرار سيادي"، وذلك على لسان المتحدث باسمها سعيد الخطيب زاده الذي قال إن بلاده "لن تتسامح مع أي شكل من أشكال وجود الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها"، وستتخذ في هذا المجال "ما تجده مناسباً لأمنها القومي".
وأتى ذلك غداة اعتبار رئيس أذربيجان إلهام علييف المناورات بمثابة “حدث مفاجئ جداً”، مضيفاً “هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟".
بدورها رفضت باكو عبر وزارة خارجيتها، "المزاعم بشأن وجود أي طرف ثالث بالقرب من الحدود الأذربيجانية الإيرانية"، في إشارة الى إسرائيل، معتبرة أن هذا الأمر "لا أساس له من الصحة على الإطلاق".
وتقطن إيران مجموعة كبيرة من السكان المنتمين إلى القومية الأذرية، وخصوصاً في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا.