الكاتب مصطفى عبد الفتاح ابن مدينة إدلب.
كاتب متخصص في أدب الأطفال، ولد ونشأ في مدينة إدلب، ودرس في كلية طب الأسنان في جامعة حلب وفيها تخرج ليمارس مهنة طب الأسنان، لكن موهبته الأدبية كانت قد ترعرعت معه منذ الصغر متأثراً بوالده الشاعر محمد عبد الفتاح الذي حُرِمَ منه باكراً، بعد أن تم اعتقاله بتهمة معارضة النظام السوري، في عام 1979.
في المرحلة الابتدائية دأب على متابعة مجلات الأطفال؛ أسامة السورية، وسعد الكويتية، وسامر اللبنانية، وراسل تلك المجلات ونشر فيها قصصه ومقالاته، وأصبح في الصف السادس الابتدائي مندوباً صحافياً لمجلة سعد الكويتية.
منذ طفولته اضطر للعمل الصيفي في مهن مختلفة ليؤمن بعض النقود لدراسته الشتوية؛ عمل في نجارة الموبيليا، وفي قطاف الزيتون، وفي بيع الحلويات والموالح للأطفال على بسطة متنقلة، وفي توزيع المياه الغازية، وفي معمل للغسالات، وغيرها.
خلال كل مراحل دراسته اهتم بالكتابة الأدبية كهاوٍ، وكان لقرب المركز الثقافي من منزله دور كبير في متابعته في هذا الدرب الجميل.
نشر العشرات من الكتب في مجالات أدب الطفل المتنوعة؛ من شعر الطفل إلى قصص الأطفال إلى الرواية والمسرحية والكتب العلمية المبسطة، كما شارك ككاتب سيناريو وكاتب أغانٍ في الموسمين الأخيرين من برنامج (افتح يا سمسم).
نال عدداً من الجوائز البحثية منها؛ جائزة نلسون مانديلا الدولية في البحوث والدراسات في جنوب أفريقيا، وجائزة شكري فيصل للنقاد الشباب، وجائزة دبي الثقافية للبحوث.
أما في مجال أدب الطفل فله العديد من الجوائز منها:
جائزة الكتب العلمية المبسطة للأطفال ـ مكتب التربية العربي لدول الخليج ـ السعودية ـ 2002.
جائزة شعر الأطفال ـ مؤسسة جوائز أنجال هزاع آل نهيان لأدب الطفل ـ الإمارات ـ 2005.
جائزة ماري لويز لقصص الأطفال ـ مؤسسة ناجي نعمان للثقافة ـ لبنان ـ 2009.
جائزة العودة لأدب الأطفال ـ مركز بديل الفلسطيني لحقوق العودة ـ فلسطين ـ 2010.
جائزة المزرعة لأدب الطفل ـ مؤسسة المزرعة للإبداع ـ سورية ـ 2010.
جائزة قصص الأطفال ـ مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ووزارة السياحة ـ فلسطين ـ 2011.
جائزة شعر الطفل ـ جائزة الدولة لأدب الطفل ـ قطر ـ 2015.
جائزة نصوص مسرح الطفل ـ الهيئة العربية للمسرح ـ الشارقة ـ الإمارات ـ 2016.
جائزة شعر الطفل ـ مؤسسة عبد الحميد شومان ـ عمان ـ الأردن ـ 2017.
من مؤلفاته في مجال أدب الطفل نستعرض بعضها:
(حكايات سنا)
ديوان شعري للأطفال، فيه ما يزيد عن خمسين أنشودة للأطفال، صدر عام 2006 عن اتحاد الكتاب العرب، تتنوع موضوعاتها في مختلف قضايا الطفولة؛ من الحياة المنزلية، والأسرة، والمدرسة، والطبيعة، والكون، والبيئة، واللغة، والتربية الصحية، وغيرها.
من أناشيد هذا الديوان، أنشودة (سفينة الفضاء):
سَفينَةُ الفَضاءْ بِقُوَّةِ العُلومْ يالَيْتَني أَطيرْ |
وهذه الأنشودة الإنسانية الجميلة؛ أنشودة (صديقي نديم):
صديقي نديمْ |
ولا بد من الإشارة إلى أهمية شعر الأطفال، وأهمية ما يقدمه الكاتب مصطفى عبد الفتاح في هذا المجال، فعلى امتداد الساحة العربية اليوم لا نجد من يكتب شعر الأطفال باحتراف إلا قلة معدودة على أصابع اليد الواحدة، ونجد بين نتاجات شاعرنا مصطفى نوعية فريدة في المستوى المناسب للطفل، والذي يحقق معايير هذا الفن الخطير، بالإضافة لإنتاجه الغزير، والمتمثل بالدواوين الشعرية التالية التي نشرها للأطفال: (حكايات سنا)، (حكاية الغيمة)، (أميرة الزهور)، (أبي بحَّار)، (عبير الهدى)، (سنا والقمر)، (عبير الحب)، (طريف وظريفة) وهي مجموعة أناشيد الحروف الهجائية، ملحنة ومغناة بصوت الفنانة عنان خياط، بالإضافة لمشاركته بثماني عشرة أنشودة للأطفال في منهاج دولة زنجبار.
(أُمُّنا الطبيعةُ هِبَةُ الله)
كتاب علمي مبسط للأطفال نشره مكتب التربية العربي لدول الخليج عام 2002، وفيه يتناول الدكتور مصطفى قضية البيئة وسلامتها والعناية بها، بأسلوب علمي يناسب الأطفال، فهو حيناً ينطلق بهم في رحاب أنشودة تتحدث عن أهمية الماء، وتارة يعرض معاناة الطبيعة من التلوث بمسرحية شعرية جميلة، وتارة أخرى يُدْخِلُ الأطفالَ في مسابقات حماسية من أسئلة منوعة تخص البيئة، وهذا الكتاب أتمنى أن يجد طريقه إلى كل مدرسة عربية، لإحاطته موضوع البيئة، ولطريقة طرحه المناسبة للطفولة.
ولمصطفى عبد الفتاح في هذا المجال النادر عدة كتب علمية مبسطة منها؛ (قلعة الحاسوب)، (مملكة الأسنان)، (رغد وبوابة الأحلام) التي هي رواية من الخيال العلمي تتناول موضوع السفر إلى كوكب المريخ، وغيرها.
(الطاووس الجائع)
قصة تتوجه نحو الفئة الأكثر صعوبة، وهي فئة الطفولة المبكرة، نشر هذه القصة مكتب التربية العربي لدول الخليج عام 2016، وتتحدث عن الألوان ضمن حبكة تناسب هذه الفئة العمرية؛ فالطاووس يخرج من منزله باحثاً عن طعام، فيصل إلى مزرعة تسكنها عائلة من الدجاج، فيتنازل الطاووس تدريجياً عن ألوانه للعائلة مقابل بعض الطعام حتى يشبع، لكنه يخسر ألوانه، فيحزن، وينهي الكاتب قصته بالعبارة التالية المرافقة لصورة طاووس غير ملون: "أيها الأطفال إن رأيتم الطاووس حزيناً فلونوا ريشاته حتى يذهب حزنه".
ونذكر في هذا المجال إبداع الكاتب مصطفى عبد الفتاح في توجهه للطفولة المبكرة بعدد كبير من الأعمال القصصية والمسرحية.
(دارين تبحث عن وطن)
مسرحية فازت بجائزة الهيئة العربية للمسرح في مجال نصوص مسرح الطفل، وقُدمت بإخراج الفنان الأردني سمير الخوالدة في مهرجان مسرح الطفل صيف 2017.
تتناول المسرحية موضوع معاناة الأرض من الكوارث والحروب والتلوث والإهمال، فتنطلق الطفلة دارين وأصدقاؤها من الحيوانات والنباتات، في الفضاء الخارجي على ظهر مُذَنَّبٍ بحثاً عن وطن فوق كواكب المجموعة الشمسية.
حبكة المسرحية تجذب الطفل، وتعلمه في النهاية أن الهروب من الوطن لن يكون حلا للمشكلة، بل لا بد من العودة إلى الوطن وحل مشاكله بالمواجهة.
وللكاتب مصطفى ما يزيد عن عشرين مسرحية غنائية للأطفال.
أخيراً أود أن أذكر أن الدكتور مصطفى هو أول من أنشأ مجلة للأطفال يحررها الأطفال بأنفسهم عام 1999، وهي مجلة (ندى)، لكنها توقفت بسبب ضعف التمويل.
وله أيضاً مبادرة فردية رائدة تتمثل في إنشاء (نادي الأطفال الأدبي)، وهو مؤسسة ثقافية تضم الأطفال وترعى مواهبهم الكتابية، وما زال هذا النادي مستمراً رغم الحرب، لكنه ينشط عبر السكايب مع فروعه المتعددة، التي تكونت في مناطق هجرة ونزوح السوريين في أقطار الأرض قاطبة، وهدفه المحافظة على إتقان اللغة العربية لدى الطفل السوري.