عثر الأهالي على طفلين مرميين خلال أقل من 24 ساعة، أحدهما بالقرب من مسجد "أنس بن مالك" في مدينة دير الزور متوفى بعد نهشه من الكلاب الشاردة، والآخر بالقرب من مسجد "التقوى" في مدينة الحسكة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن أهالي حي الرشدية في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري، عثروا على جثة طفل حديث الولادة مشوهة بسبب تعرضها للنهش من قبل الكلاب الشاردة، في حين لم يتم التعرف على هوية الطفل.
وقال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة ابراهيم خلف لإذاعة "شام اف ام" المقربة من النظام، إن الطفل الذي عثر عليه في حي النشوة، كان عمره ساعات، ونُقل إلى مركز اللؤلؤة الطبي في المدينة لوضعه في الحاضنة وهو بصحة جيدة حالياً.
وأوضح الخلف أن الطفل سيُنقل بعد أيام عدة إلى دار الرحمة لرعاية الأيتام في مدينة القامشلي، ريثما يتم تجهيز عملية نقله إلى مركز لحن الحياة في دمشق.
وخلال عام 2022 تم العثور على سبعة أطفال، سُلّم أحدهم لمركز لحن الحياة، وفق الخلف، فيما سلم الستة البقية لأسر بديلة.
وأشار الخلف إلى أن هناك أطفال يعثر عليهم في مناطق سيطرة أخرى، وهم يعدون بمثابة "مجهولي المصير" بالنسبة لمديرية الشؤون الاجتماعية، لكونهم يسلمون لـ "الإدارة الذاتية".
حوادث متكررة
ويوم الأحد الماضي عثر شاب في بلدة شهبا شمالي السويداء على طفل حديث الولادة موضوعاً في كرتونة على الرصيف.
ونقل موقع "أنا إنسان" المحلي عن مصدر مقرب من الشاب قوله إن الشاب نشر على صفحته الشخصية في "فيس بوك" منشوراً حول الحادثة وتواصل مع عدد من الصفحات لمساعدته حيث طلب من ذوي الطفل مراجعة أنفسهم واستعادته وأكد بأنه سيتكفل بالطفل إلى أن تعلن أي عائلة عن تبنيه إذا لم تظهر عائلته.
وأضاف الموقع أن عدد من العائلات تواصلت معه مؤكدين رغبتهم في تبني الطفل لكنه رغب في اختيار عائلة ذات بيئة جيدة وقادرة على القيام بهذه المهمة وبالفعل وجد تلك العائلة من مدينة السويداء وقام بتسليمهم الطفل بعد استكمال الإجراءات وطلبت العائلة عدم التعريف إليها.
العثور على طفل حديث الولادة في الحسكة
وفي حادثة أخرى، عثر الأهالي ليل الجمعة، على طفل حديث الولادة مجهول النسب، مرمي على الرصيف بالقرب من مسجد "التقوى" في حي النشوة جنوب غربي مدينة الحسكة والخاضع أيضاً لسيطرة النظام السوري.
وقال موقع "الخابور" المحلي إن الأهالي قاموا بنقل الطفل إلى مركز الرعاية الاجتماعية، وإنه يتمتع بصحة جيدة.
من جانبها قالت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام إن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للنظام، ستتكفل بالإشراف على الطفل ورعايته بعد وضعه في مركز "اللؤلؤة" الطبي المُحدث وسط المدينة.
وأضافت أن جمعية البر والخدمات الاجتماعية الخيرية بالحسكة، ستعمل على تأمين كامل مستلزمات الطفل، ريثما تستكمل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل الإجراءات القانونية لتسجيله، قبل التحضير إلى نقله إلى مجمع "لحن الحياة" بدمشق.
ظاهرة رمي الأطفال في سوريا
وانتشرت في سوريا، خلال الآونة الأخيرة ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة على الطرقات، وأمام المساجد وفي الأماكن المهجورة وبالقرب من المشافي، في ظاهرة جديدة وغريبة على المجتمع السوري.
ولا تعرف الأسباب الحقيقية التي تدفع الأسر للتخلي عن أطفالهم، حيث عثر خلال الأشهر الأخيرة على العديد من هؤلاء الأطفال ضمن علب كرتونية أو ضمن حرامات شتوية أحياء يصارعون الجوع والبرد، في حين لم يحالف بعضهم الحظ وتوفي قبل أن يصل إليه أحد.