ضجت وسائل الإعلام الكردية على مدار أيام متواصلة مطلع عام 2021 باسمه، أشبه بزعيم مافيا، يستمد نفوذه من علاقته الوطيدة بكبار مسؤولي "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المنحدرين من جبال قنديل، إلى جانب حيازته على موقع مقرب جداً من أجهزة نظام الأسد الأمنية.
بدأ نشاطه المالي موظفاً عادياً في بوابة اليعربية الحدودية مع العراق، استغل "وظيفته" بكل اجتهاد حتى كنز ثروة مالية ضخمة وصلت حتى الآن إلى أكثر من 2 مليار دولار.
في أثناء عمله في اليعربية قبل نحو ثلاثين عاماً لفت أنظار الأجهزة الأمنية إليه، وهذه الأخيرة أحبته لفساده المستشري، ووسعت دائرة العمل معه من خلال الاعتماد عليه في تهريب الأغنام والنفط والدخان والمخدرات، وخاصة أيام حرب الخليج، ولاحقاً في أثناء الغزو الأميركي للعراق نشط في تهريب المقاتلين والسلاح، فزاد إعجاب نظام الأسد منه وقربه أكثر، لتنفيذه أجندة النظام بصمت.
وإذا ما وضعناه في ميزان القرب بين نظام الأسد و"وحدات حماية الشعب" سترجح كفة النظام، على الرغم من أنه كردي من القامشلي، فهو صاحب نظرية "الإخلاص والتستر على من يتعامل معه" وهذا ما يريح من يتعامل معه في الخفاء.
معروف لدى جميع أكراد شمال شرقي سوريا، ويدركون أنه قوة اقصادية كبرى، لكنها فاسدة، إلا أن البحث في أخطائه يُعد انتحاراً من قبل "الإدارة الذاتية" ومؤسساتها الأمنية، التي تعتمد عليه بشكل واسع في إدخال بضائع نظام الأسد إليها وتصدير منتجاتها من نفط وقمح وقطن وحديد إلى دمشق، فهو صلة وصل معقدة، وإذا تم حلّها، فستتعطل عجلة التجارة بين الطرفين.
هو أداة مثمرة لغسيل الأموال بيد قيادات و"PYD" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الجناح العسكري لـ "الإدارة الذاتية"، فالاستثمار معه متوفر وفي أبواب واسعة، من النفط إلى الدخان والمخدرات، والآن في البناء، إذ بات يعد من كبار تجار البناء والحديد شمال شرقي سوريا، حيث يوجد حركة عمرانية متسارعة.
يحصل سكان القامشلي على معظم الوقود عبره، والأمر يعود إلى مزاجه، فاليوم الذي لا يشتهي فيه بيع الوقود، تتقطع فيه السبل بالناس، فلا يستطيعون تدفئة منازلهم ولا ملء سياراتهم لتحريكها بحثاً عن أرزاقهم.
لا يظهر على الإعلام لكن أصابعه موجودة في معظم أرجاء القامشلي وشتى مناطق شمال شرقي سوريا، شخصية قوية لا يستطيع أحد محاسبتها، ويشكل حجر الأساس في السياسة الاقتصادية لـ "الإدارة الذاتية".
يستلهم شخصية ابن خال بشار الأسد الملياردير رامي مخلوف في حياته المالية، حتى بات يُطلق عليه لقب "رامي مخلوف الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا". يقترب من الـ 60 عاماً، ولا يوحي مظهره بأنه متعلم، ولديه ابن وحيد اسمه حيدرة.
أما مناسبة الحديث الآن عن فؤاد محمد (أبو دلو) هو ما أحدثه زفاف ابنه الأسطوري قبل أيام في القامشلي، من استهجان وغضب في الشارع الكردي، حيث تم إطلاق كمية كبيرة من المفرقعات التي أيقظت الكبار قبل الصغار من نومه عند الفجر، إلى جانب ظهور ابنه حيدرة هو وعروسه يرتديان الزي العثماني، الذي اعتبره ناشطون أكراد يمثل رسالة تقرّب من أنقرة.