أعلنت "هيئة تحرير الشام" مقتل متحدث جناحها العسكري "أبو خالد الشامي"، اليوم الخميس، إثر قصفٍ لـ روسيا وقوات نظام الأسد على قرية إبلين في جبل الزواية جنوبي إدلب.
وحسب مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ "الشامي" كان صباح اليوم على محور جبهة الفطيرة جنوبي إدلب، وخلال عودتهِ ومروره مِن قرية إبلين المجاورة توقّف لانتشال وإسعاف الضحايا الذين وقعوا إثر قصفٍ روسي على القرية.
وفي أثناء ذلك جدّدت روسيا وقوات النظام قصف المنطقة واستهدفت سيارة "الشامي" - التي كانت تقلّه وعناصر آخرين مِن "الهيئة" - ما أدّى إلى احتراق السيارة ومقتل مَن فيها وبجوارها، عُرف منهم "أبو مصعب الحمصي" و"أبو تامر الحمصي" وهما مسؤولان في مكتب العلاقات العامة التابع لـ"تحرير الشام".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي آخر صورة لـ"أبو خالد الشامي" جمعته مع الإعلامي الأجنبي المقيم في إدلب عبد الصمد داغول، وذلك قرب خطوط الجبهة في جبل الزاوية.
مَن هو "أبو خالد الشامي"؟
"أبو خالد الشامي" والذي يتحفّظ موقع تلفزيون سوريا عن ذكر اسمهِ الصريح بناءً على طلبِ ذويه، ينحدر مِن بلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية، وكان يُعرف فيها بـ"أبو خالد جسرين".
ترك "الشامي" عمله في أحد معامل الخياطة ببلدته جسرين وسافر إلى السعودية للعمل هناك، قبل أن يتركها مع بداية انطلاق الثورة السوريّة، منتصف آذار 2011، عائداً إلى بلدته للمشاركة في المظاهرات ضد نظام الأسد.
كان "الشامي" - في بدايات الثورة - عضواً في "تنسيقية بلدة جسرين"، قبل أن ينضم إلى "لواء القعقاع بن عمرو التميمي" التابع - حينذاك - إلى "ألوية الحبيب المصطفى" في "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام".
وبعد إعلان "أجناد الشام"، مطلع العام 2016، انضمامها إلى "فيلق الرحمن" - ثاني أبرز فصائل الغوطة الشرقية بعد "جيش الإسلام" - تفرّقت بعض الألوية والكتائب التي كانت تابعة للأجناد وأعلنت انضمامها إلى "جيش الإسلام"، فيما توجّه بعض المقاتلين إلى "جبهة فتح الشام" ("هيئة تحرير الشام" حالياً).
وكان "الشامي" مِن بين الذين انتقلوا إلى "الهيئة" وتنقّل داخلها في العديد مِن المناصب الأمنية، حتّى أصبح قائدها العسكري في الغوطة الشرقية ثم قائدها العام، خلفاً لـ"أبو عاصم الشامي"، أبرز قادة الصف الأول في "الهيئة" وعضو مجلسها العسكري، وأبرز المقربين مِن "الجولاني".
قاد "أبو خالد الشامي" - أو "أبو خالد جسرين" كما كان يُعرف - مجموعات فصيله سواء في صفوف "الأجناد" أو "الهيئة" لاحقاً، في عدة معارك بالغوطة الشرقية وأبرزها: "معركة الله أعلى وأجل (2013)، معركة المليحة (2014)، معركة عدرا، إدارة المركبات/ حرستا (2017) معركة يا عباد الله اثبتوا (2017)".
وبقي "الشامي" القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية إلى حين سيطرة قوات نظام الأسد - بدعم روسي وإيراني - على كامل الغوطة، مطلع العام 2018، وتهجير فصائلها برفقة عائلاتهم إلى الشمال السوري، وكان "الشامي" مِن بين المهجّرين مع قوافل "الهيئة".
اقرأ أيضاً.. المعارضة تتعهد لمجلس الأمن بإخراج "تحرير الشام" من الغوطة
وفي الشمال السوري عُرف "الشامي" - لأوّل مرّة - بصفته متحدثاً باسم الجناح العسكري، وذلك بعد تهجيرهم مِن الغوطة واجتماع "الجولاني" بهم، في حزيران 2018، حيث كلّف بعضهم بمراكز ومناصب قيادية ضمن تشكيلات "الهيئة".
حينذاك، كُلّف "أبو خالد" بمهمة المتحدث العسكري باسم "الهيئة"، وكلّف "أبو عاصم الشامي" بتأسيس وقيادة "جيش عمر"، و"أبو عبد الله الشامي" - الشرعي السابق لـ"الهيئة" في الغوطة - بقيادة مجموعات "العصائب الحمراء" وقوات النخبة في "الهيئة"، بينما أصبح "أبو أحمد الشامي" - القائد السابق لـ قوات الاقتحام في الغوطة - قائداً لـ"جيش الغوطة" في الشمال، وهو جيش مؤلّف مِن مقاتلي "الهيئة" الذين هُجّروا مِن الغوطة.