تضررت عدة مبانٍ ومتاحف ومواقع أثرية في سوريا، أبرزها قلعة حلب التي تعتبر من أكبر وأقدم القلاع في العالم، جراء الزلزال الذي ضرب البلاد فجر اليوم الإثنين، ووُصف بأنه الأعنف في تاريخ سوريا منذ عقود.
وأشارت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري في بيان، إلى "وقوع أضرار طفيفة ومتوسطة بقلعة حلب التاريخية منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية".
وأوضح البيان، "سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار، كما تعرضت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب".
وقالت المديرية، إن الفنيين في مديرية آثار حلب يُعاينون المدينة القديمة التي تعرضت لأضرار وانهيارات وتصدعات في الكثير من المباني السكنية الخاصة، لافتةً إلى تعرض حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي لأضرار وانهيارات، كما تعرض حي الجلوم التاريخي لأضرار إنشائية بالغة، فضلاً عن سقوط عدد من مآذن الجوامع التاريخية.
انهيارات في قلاع ومآذن تاريخية
وألحق الزلزال أضراراً طفيفة ومتوسطة في بعض المباني داخل قلعة المرقب الواقعة على بعد 5 كيلومترات شرقي مدينة بانياس على الساحل السوري، ما أدى إلى سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، بالإضافة إلى سقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية.
كذلك تسبب الزلزال بسقوط الجرف الصخري في محيط قلعة القدموس وانهيار بعض المباني السكنية المتواضعة في حرم القلعة.
وتأثرت كذلك بعض المباني التاريخية في محافظة حماة، ما أدى إلى سقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية لهذه المباني، مع حدوث تشققات وتصدعات بجدرانها.
وفي السلمية سقط الجزء العلوي من مئذنة جامع الإمام إسماعيل ما أدى إلى تصدع واجهة الجامع، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس.
وما تزال حصيلة الخسائر هذه غير نهائية، لكن العديد من الآثار المتضررة حتى الآن تُعتبر شواهد مهمة على فترات تاريخية حاسمة مرّت بها المنطقة، وبعضها وصلنا من حضارات تعود إلى ما قبل الميلاد، والآخر بقي من حقب إسلامية عديدة مرّت على البلاد.