شهدت قضية مقتل شاب سوري برصاصات زوج الفنانة اللبنانية "نانسي عجرم"، يوم الأحد الفائت، تطورات جديدة حول تفاصيل القصة التي بدأت -بحسب رواية الإعلام اللبناني- بدخول شاب سوري منزل "عجرم" بقصد السرقة، فتصدّى له زوجها وقتله.
وانشغل الإعلام اللبناني خلال الساعات القليلة الماضية، بخبر اقتحام شابٍ سوري منزل "نانسي عجرم" بدعوى السرقة، وأن القصة انتهت بمقتل الشاب بـ 16 رصاصة أطلقها زوج الفنانة الدكتور "فادي الهاشم"، وسط حملات تعاطف مع الفنانة وزوجها، الذي أوقفته السلطات اللبنانية عقب الحادثة.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصدر قضائي، بأن "السارق" المزعوم، دخل منزل "عجرم" وبحوزته مسدس خلّبي، لم يطلق أي رصاصة، وبالتالي لم يحدث اشتباك مسلّح في المنزل، إلّا أن زوج "نانسي" قتله - حسب زعمه في تسجيل صوتي - بعد دخوله غرفة زوجته والأولاد وأشهر مسدسه عليهم.
عائلة الشاب السوري توضّح
مصادر مقرّبة مِن عائلة الشاب السوري أكّدت، أن الشاب كان يعمل في حديقة المنزل الذي تقيم فيه "نانسي" وعائلتها بمنطقة "نيو سهيلة كسروان"، وأنه موجود هناك أساساً ولم يدخل بدعوى السرقة، مضيفين أن المنزل محصّن ويصعب دخوله مع وجود الحرّاس وأجهزة المراقبة.
وأوضحت المصادر - التي نقلتها شبكة شام الإخبارية -، أن الشاب السوري المغدور "محمد حسن الموسى" (مواليد 1989) مِن أبناء قرية بسقلا جنوب إدلب، كان له حقوق مالية متراكمة رفض المشرف على المنزل إعطاءه إيّاها، ما دفعه إلى محاولة مقابلة زوج "نانسي" وطلب مستحقاته.
وأضافت المصادر، أن طريقة رد زوج "نانسي" خلال محاولة "الموسى" لقاءه، دفعته للتهديد والوعيد بسبب رفضه مقابلته، مشيرةً إلى أن السلاح الذي كان يحمله الشاب غير حقيقي وهو سلاح صوتي فقط "خلّبي"، وكان هدفه منه التهديد لـ تحصيل حقوقه، وأشهره عند رفض زوج "نانسي" مقابلته وإعطاءه مستحقاته.
ومِن خلال الفيديو الذي بثّته وسائل إعلام لبنانية، يدخل الشاب لـ غرفة "نانسي" محاولاً الوصول إليها لعرض طلبه، وهذا - حسب مصادر شام - دليل أنه يعرف كل مداخل ومخارج المنزل، كما أن تعاطي الحرس معه لم يكن في ذلك الوقت على أنه دخيل، إنما يعرفونه جيداً.
كذلك، يُظهر الفيديو إطلاق زوج "نانسي" الرصاص مِن سلاح حقيقي لـ يردي الشاب السوري قتيلاً، وهي نفس الرصاصات التي حطّمت الزجاج الذي أصاب "عجرم" بخدش في ساقها، كما أظهرت عدم هروب الشاب السوري عند اكتشاف أمره مِن حرّاس المنزل وبقي في مكانه، وهو ما أكده "فادي الهاشم" بقوله: إن الضحية قال له "أستاذ فادي عمول معروف وهات المصاري"، في إشارة لمعرفة سابقة بين الطرفين.
وقال خال الضحية إن "زوج نانسي حذف ما يريده في الفيديو المنشور" متسائلاً "لماذا لم يتم التقاط صورة لـ محمد بعد إطلاق النار عليه تظهر المسدس بين يديه؟"، مؤكّداً أن ابن أخته يعيش في لبنان منذ 10 سنوات، وليس لديه أي سوابق جرمية، في حين ناشدت والدته - عبر شبكة شام -، القوى اللبنانية للتحقيق في حادثة قتل ولدها، مطالبة بالعدالة والقصاص العادل من القاتل، مؤكدة أنه "كان يعمل في فيلا نانسي عجرم ضمن الحديقة يومي السبت والجمعة".
وعقب الحادثة بدأت وسائل الإعلام اللبنانية بترويج رواية تحت عنوان "اقتحام شاب سوري منزل نانسي عجرم بدعوى السرقة"، في وقتٍ لم تُنشر فيه باقي الفيديوهات التي توضّح تفاصيل حوار الشاب مع الحرس، وحواره الكامل الذي يطلب فيه مستحقاته مِن زوج "نانسي".
وحسب صحيفة "جسر"، فإنها حاولت الحصول على دليل يثبت عمل الشاب السوري في حديقة منزل "نانسي"، إلّا أن الأمن اللبناني صادر هواتف الضحية وزوجته وأخيه وعمه، في حين أصدرت عشائر "النعيم" - التي ينتمي إليه الضحية - بياناً طالبت فيه بفتح تحقيق حول حادثة مقتل ابنهم "الموسى"، مشيرين إلى وجود شرائط صوَّرتها كاميرات المراقبة المنتشرة في المنزل لم ينشرها الإعلام اللبناني.
القضاء اللبناني يفرج عن "زوج نانسي"
بعد ساعات مِن إيقاف "فادي الهاشم" زوج الفنانة نانسي عجرم، قرّرت النائب العام الاستئنافي في "جبل لبنان" القاضي غادة عون، الإفراج عن "الهاشم"، وذلك بعد اطلاعها - حسب زعمها - على كامل الملف وأفلام كاميرات المراقبة والأدلة، وتأكّدها بأن ما قام به كان دفاعاَ مشروعاَ عن النفس، على أن تُتابع القضية لدى قاضي التحقيق في جبل لبنان.
وأفاد وكيلا ورثة الضحية المحاميان "أشرف الموسوي وقاسم الضيقة" لـ تلفزيون سوريا، بأنّ "عائلة الشاب ترفض تسلم الجثة استنكاراً لقرار الإفراج عن الهاشم"، وأنهم تقدّموا بادّعاء شخصي، لافتين إلى أن هذا الإجراء مِن شأنه أن يُعقّد الاجراءات القضائية تجاه "الهاشم".
وأضاف مصدر قضائي في لبنان لـ تلفزيون سوريا، أنه في هذه الحالة "سيتمّ اللجوء إلى المادّة ٥٦٣ مِن قانون العقوبات، والتي تنص على حالات الدفاع المشروع عن النفس في حالة دخول أحدهم إلى المنزل بهدف السرقة"، لافتاً أن "هذه المادة تخفض العقوبة بشكل كبير بحق الهاشم، ولكن لا تلغي ضرورة التعويض على عائلة القتيل".
مِن جانبه، قال محامي عائلة نانسي عجرم "غابي جرمانوس" لـ تلفزيون سوريا بعد الإفراج عن "الهاشم" إن الاجراءات القضائية تحتّم الآن إحالة الملف لـ قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان لإجراء تحقيق قضائي واتخاذ القرار النهائي.
وعلّق "جرمانوس" على قرار عائلة الضحية رفض تسلم الجثّة قائلاً "نحن نتفهم موقفهم، وخسارتهم، وما حصل لم يكن مقصوداً، ولكن لم يتمكن الدكتور هاشم من القيام بأي شيء آخر حينما رأى الشاب محمد موسى يتوجّه إلى غرفة أطفاله".
ورفض "جرمانوس" ما يتم تداوله عن معرفة عائلة "الهاشم" للشاب السوري قائلاً "مَن يريد تحصيل حقوقه لا يدخل في منتصف الليل إلى بيوت الناس حاملا مسدسا في يد، وحقيبة نانسي عجرم في اليد الأخرى"، وفقاً لـ قوله.
وحسب ناشطين، فإن المدّعي العام في جبل لبنان القاضية "غادة عون" - التي أطلقت سراح "الهاشم" -، سبق أن طالبت بترحيل لاجئين سوريين إلى سوريا، لـ يقوم الأمن العام اللبناني فيما بعد، بتسليمهم إلى نظام الأسد.
يشار إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان، يتعرضون إلى اعتقال مِن السلطات اللبنانية بتهم مختلفة، كما يعانون من ظروف إنسانية صعبة، وتقدر أعدادهم في لبنان بـ نحو "مليون ومئة ألف" لاجئ سوري، في ظل مواصلة السلطات اللبنانية أعمالها بإعادة السوريين إلى بلادهم وفق ما تقول بأنها "عودة طوعية".