أُصيب ثلاثة أطفال أشقاء، بينهم طفل حالته خطيرة، جراء انفجار مقذوف من مخلفات الحرب، اليوم الجمعة، أثناء لعبهم داخل منزلهم في بلدة عزمارين غربي إدلب، حيث يعيشون بعد تهجيرهم.
وأشار الدفاع المدني السوري إلى خطورة مخلفات الحرب التي تهدد حياة السكان شمال غربي سوريا، خاصةً الأطفال الذين يعدون الأكثر عرضة لهذه الحوادث، في ظل استمرار حرب النظام وروسيا التي خلفت آلاف الذخائر غير المنفجرة في المناطق المأهولة.
مخاطر التدفئة البدائية تفاقم الأزمة
تفتقر مناطق شمال غربي سوريا إلى مشاريع تدفئة كافية مع بدء فصل الشتاء، ما يدفع السكان إلى البحث عن الحطب في الأراضي الزراعية بوسائل بدائية. هذا السلوك يعرضهم لمخاطر انفجار الألغام والذخائر غير المنفجرة، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".
إحصائيات للضحايا والمخلفات
منذ بداية العام الجاري، وثق الفريق انفجار 25 ذخيرة غير منفجرة، أسفرت عن مقتل 9 مدنيين، بينهم 5 أطفال، وإصابة 37 آخرين، من ضمنهم 25 طفلاً و3 نساء. بالإضافة إلى ذلك، أُتلف أكثر من 950 نوعاً من مخلفات الحرب، ومع ذلك، لا تزال التهديدات قائمة.
دعوات للاستجابة العاجلة
وسط تزايد الحوادث، تدعو المنظمات الإنسانية إلى توفير مواد التدفئة للنازحين في المخيمات والمناطق السكنية، حيث لم تحصل معظم العائلات على الدعم اللازم هذا العام.
وشهد العام الماضي استجابة محدودة بنسبة 41.4% فقط لتوفير مواد التدفئة، ما فاقم معاناة النازحين وأدى إلى استمرار استخدام الوسائل البدائية.
كما دعا فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى تكثيف عمليات إزالة الذخائر غير المنفجرة، لا سيما في محيط المخيمات والأراضي الزراعية، حيث سُجل العام الماضي مقتل 22 مدنياً، بينهم 10 أطفال، وإصابة 88 آخرين نتيجة انفجار الذخائر والألغام.
مخلفات الحرب شمال غربي سوريا
استجاب الدفاع المدني السوري لـ 13 انفجاراً لمخلفات الحرب في مناطق شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي وحتى 21 أيلول، وتسببت تلك الانفجارات بمقتل 6 مدنيين بينهم 3 أطفال، وإصابة 25 مدنياً بجروح بينهم 21 طفلاً وامرأتان.
ويقول الدفاع المدني إن حرب النظام وروسيا على المدنيين وحملات القصف المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً أدت لانتشارٍ كبيرٍ لمخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة في الأراضي الزراعية وبين المنازل وفي المرافق العامة ما يجعلها في متناول المدنيين بشكل سهل ويزيد من خطرها في حال نقلها أو تحريكها من مكانها.
ولا يقتصر خطر مخلفات الحرب بما تخلفه من ضحايا فقط، وإنما لها آثار أخرى إذ تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وتشكل خطر على حياتهم، وتمنع الصناعيين من العمل في بعض الورشات التي طالها القصف، كما تؤثر على عودة السكان لمنازلهم ولا سيما في المناطق التي تعرضت للقصف بشكل مكثف.
ويشير استمرار النظام وروسيا في استخدام الألغام والذخائر العنقودية إلى سياسة ممنهجة تهدف لإحداث أكبر ضرر ممكن على السكان، خاصة أن تلك الذخائر غالباً ما يكون ضحاياها من الأطفال، ومنع النازحين من العودة إلى منازلهم وزراعة أراضيهم، وفقاً للدفاع المدني.