في أحياء مدينة دمشق وغيرها من المدن، وفي وضح النهار، تُسرق سيارات وتكسر نوافذ أخرى بقصد سرقة ما بداخلها. ظاهرة سرقة السيارات ومحتوياتها تحدث يومياً بفعل الانهيار الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي في مناطق سيطرة النظام.
مصطفى وهو مُحام مقيم في دمشق استيقظ منذ نحو أسبوع، فوجد باب سيارته مخلوعا ومادة البنزين مسروقة إضافةً إلى دواليب السيارة.
ويوضح في حديثه لموقع تلفزيون سوريا "أنَّ سيارته ليست الأولى التي تُسرق من الحي الذي يقطنه في مدينة جرمانا"، إذ تعرض أصحاب عدة سيارات إلى سرقة قطع من سياراتهم ورغم تقديمهم لبلاغات في قسم الشرطة فإنَّ أجهزة النظام الأمنية لم تساعدهم في إعادة ما سُرق.
وكثرت سرقة السيارات مع نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، في ظل تفاقم أزمة البنزين، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، إذ يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر وفقاً لتقديرات أممية.
وتنشر وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام بين الحين والآخر أخباراً عن ورود شكاوى سرقة سيارات من عدة مناطق وعن توقيف عصابات تقوم بسرقة السيارات في دمشق وريفها من دون قدرتها على معالجة تلك الظاهرة أو الحد منها. ليبقى الخاسر الوحيد من تتعرض سيارته للسرقة دون قدرته على فعل شيء بحسب إفادة مصطفى.
وعلى غرار العديد من أصحاب السيارات، يقول عمر (56عاماً) وهو صاحب أحد محال الألبسة في شارع الحمرا بدمشق "إنَّ محتويات سيارته سُرقت حيث كان يركنها في مكان قريب من محله من خلال كسر بلور السيارة".
ويشرح لموقع تلفزيون سوريا "أن الحادثة حصلت في النهار وتمت سرقة مبالغ مالية منها ودفاتر حسابات خاصة بمحله"، أي أن سيارته عٌفشت وفقاً لتعبيره.
وفي الرابع عشر من شهر شباط الجاري ذكرت جريدة تشرين التابعة لحكومة النظام أن طالبة دراسات عليا في العلاقات الدبلوماسية بجامعة دمشق وفي أثناء وجودها في منطقة القنوات نهاراً لزيارة خالتها المريضة، أوقفت سيارتها لدقائق أمام المنزل لتفاجَأ بأن نافذة الباب الأمامي مكسورة ومسروق منها حقيبتها النسائية وجوّالان كانا بداخلها مع مبلغ مالي يتجاوز المليون وسبعمئة ألف ليرة كان معها من أجل دفعه قسطاً لتسجيلها الجامعي.
وتتسع عملية سرقة السيارات لتشمل ليس فقط الأغراض بداخلها، بل تمتد إلى سرقة البطاريات والدواليب وهذه السرقات تحصل في الليل أو في أثناء انقطاع الكهرباء، بحسب عدد ممن سُرقت قطع سيارتهم التقاهم تلفزيون سوريا.
ويقول صالح، وهو سائق سيارة أجرة يعمل في مدينة دمشق لموقع تلفزيون سوريا "منذ نحو الشهر سُرقت بطارية سيارتي من أمام منزلي في الليل" إذ استيقظ صباحاً ليجد سيارته بلا بطارية.
ويتابع، بأنه كل يوم وبعد نهاية عمله يقوم بفك بطارية سيارته ووضعها في المنزل ليقوم بتركيبها في الصباح خوفاً من تعرضها للسرقة للمرة الثانية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد السيارات المسروقة في سوريا. لكن في العام 2020 كشفت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام في حصيلة رقمية عن عدد السيارات التي سٌرقت وعثر عليها بنحو 901 سيارة، من إجمالي 1392 سيارة أبلغ عنها كمسروقة. وخلال النصف الأول من العام الفائت 2021 سُرقت 426 سيارة، منها 241 عُثر عليها، بحسب بيانات داخلية النظام.