لم يكن محمد معاوية معتوق ليعلم أنه سيكون أول مقاتل يرتقي في عملية "ردع العدوان" التي أدت إلى إسقاط النظام السوري وهروب بشار الأسد من البلاد، في الوقت الذي لم يتمكن ما تبقى من أهله ليعلنوا خبر مقتله أمام الناس في مدينته قطنا بريف دمشق في الأيام الأولى من المعركة.
وقال مؤيد معتوق شقيق محمد لموقع تلفزيون سوريا: "إن التواصل مع أخي خلال إقامته في إدلب كان سرياً، كما تعلم الوضع الأمني في مناطق سيطرة النظام المخلوع كان صعباً، حتى لا نتعرض لأي أذى".
كان مصاباً قبل مقتله
وأضاف مؤيد: "الأخبار انقطعت عن أخي، فقلت لأخي أحمد تواصل مع محمد لأن الإنترنت لا يعمل عنده، وبالطبع كنا لا نعلم بوجود معركة ردع العدوان، ولا أي شيء بما يخص ذلك، ثم علمنا أنه استشهد بانفجار لغم في بدء معركة تحرير ريف حلب الغربي والطريق لتحرير حلب".
وتابع: "لم نستطع أن نعلم أحدا باستشهاد أخي في المعركة، أبقينا الموضوع سراً سوى عن بعض الأقارب والأصدقاء المقربين جداً، أسبوع كامل لم نتمكن من الخوف أن تأتي سيارات مخابرات النظام لاعتقالي".
وأكمل مؤيد أنه "بعد يوم واحد من هروب بشار الأسد وسقوط النظام أعلنا في مدينة قطنا استشهاد أخي محمد معتوق في معركة تحرير سوريا من النظام، والحمد لله رب العالمين".
وأشار مؤيد إلى أن شقيقه محمد انخرط في الثورة السورية منذ بدايات أيامها، ثم حمل السلاح، وكما هو معروف لم يتمكن ثوار مدينة قطنا من البقاء في المدينة فانتقلوا إلى منطقة خان الشيح بريف دمشق، ثم هجرت الفصائل إلى الشمال السوري في عام 2016.
ولفت إلى أن شقيقه كان قد أصيب من قبل في يده وبترت أصابعه الأربعة، وقتل ابن عمي أسامة معتوق أيضاً، فهو كان بإصابة دائمة بيده قبل أن يشارك بالمعركة الأخيرة لإسقاط النظام.
عائلة مليئة بالآلام
وكحال عشرات آلاف العائلات السورية التي فقدت خيرة شبابها على يد قوات النظام سواء في القصف أو القتل أو الاعتقال والاختفاء القسري، لم تكن عائلة معتوق لتفقد أول أبنائها في معركة ردع العدوان، حيث اعتقل معاوية معتوق والد محمد عام 2013.
وعن ذلك قال مؤيد: اعتقلوا والدي عام 2013، كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، فتحوا جبهة أمام بيتنا، واعتقلوه بملابسه البيتية دون أن يسمحوا له بارتداء أي شيء آخر وبدون أن يأخذوا الهوية الشخصية بعد أن اقتحموا البيت عليه واقتادوه إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الحين لم نسمع عن والدي سوى أنه بسجن صيدنايا".
وبعد عامين من اعتقال والدي عام 2015، اعتقلوا أخي عبد الرحمن معتوق في عيد الأم بتاريخ 21 آذار، وهو ما جعل هذا اليوم كئيباً بشكل أكبر على والدتي".
وفي رسالة إلى الشعب السوري، قال مؤيد معتوق: "إننا كعائلة فقدت ثلاثة من أبنائها نحمد الله على شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الله ومن أجل نصرة هذه الثورة، والتي أدت بالنهاية إلى سقوط النظام، ونتمنى أن نحقق العدالة بالقصاص لأجلهم".