icon
التغطية الحية

لاجئون سوريون يبكون أقرباء قضوا بغارة إسرائيلية في جنوبي لبنان

2024.08.18 | 09:18 دمشق

لاجئون سوريون يبكون أقرباء قضوا بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان
لاجئون سوريون يبكون أقرباء قضوا بغارة إسرائيلية في جنوبي لبنان ـ AFP
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

عمّ الحزن السبت أروقة مستشفى الشيخ راغب حرب في جنوبي لبنان، حيث وقف المعزون والأقرباء عاجزين عن التعبير إثر مقتل عشرة مدنيين سوريين، من بينهم أسرة كاملة، فروا من الحرب في بلادهم ليلاقوا الموت بغارة إسرائيلية خلال الليل.

عمال في مصنع حديد

بصعوبة يعدّ حسين الحسين عدد أقربائه الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في هذه الغارة التي باغتت عمّال مصنع حديد في منطقة النبطية في جنوبي لبنان، فيما كانوا نائمين في مبنى متواضع ملحق بالمعمل ومؤلف من طابقين. وفق وكالة فرانس برس.

ويقول الرجل بغصّة واقفا عند مدخل المستشفى الذي غصّ بالمعزين "قتل اثنان من أبناء شقيقتي، وآخر في العناية المشدّدة، وابن أخي بالعناية المشددة أيضاً، وقتل شابان آخران من قريتي أيضاً".

ويضيف "كانوا نائمين، لا يعرفون شيئاً، عمال شباب استهدفهم الطيران الإسرائيلي".

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أدّت الغارة الاسرائيلية إلى مقتل "عشرة أشخاص من الجنسية السورية من بينهم امرأة وطفلاها"، وإصابة خمسة أشخاص بجروح "بينهم ثلاثة من الجنسية السورية، اثنان منهم إصاباتهما حرجة" ويخضعان للعلاج.

في أروقة المستشفى، تجمّع الأقرباء والأصدقاء من رجال ونساء متشحات بالسواد مع أطفالهنّ وسط حالة من الحزن والغضب، يعزّي واحدهم الآخر، أو يهنّئه بنجاته من الموت.

ممرض يقدم العلاج لأحد المصابين في الغارة الإسرائيلية ـ afp
معمل الحديد الذي استهدفته إسرائيل ـ afp

من غرفة مجاورة، تعالى صوت النحيب والبكاء في حين ودّع الأقرباء الأسرة الصغيرة المؤلفة من ناطور المعمل وزوجته وطفليه البالغين أربع سنوات وعاما ونصف عام، وفق أحد الأقرباء.

ووضعت الجثامين الأربعة التي لفت بأكفان حمراء على أسرّة صغيرة استعداداً لتشييعها وزينت بورود، من بينها كفنان صغيران.

في المقابل، حالف الحظّ عمر الشحود، العامل أيضاً في المعمل، لأنّه يقطن ويبيت في مبنى آخر. ويروي الرجل اللاجئ من محافظة حلب في سوريا "استشهد ستة من أقربائي، لا علاقة لهم بشيء".

ويضيف بصوت امتزج فيه الحزن والغضب "إنهم عمال جاؤوا بحثاً عن الرزق".

"من موت إلى موت"

ليست المرة الأولى التي يقضي فيها سوريون بغارات إسرائيلية في جنوبي لبنان منذ بدأ حزب الله وإسرائيل تبادل القصف عبر الحدود في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، غداة اندلاع العدوان على قطاع غزّة عقب عملية "طوفان الأقصى".

ففي تموز/يوليو الماضي، قتل خمسة سوريين بينهم ثلاثة أطفال في غارتين إسرائيليتين في جنوبي لبنان. ومطلع آب/أغسطس، قتل أربعة سوريين كذلك في غارة مماثلة.

يتجاوز عدد سكان لبنان أربعة ملايين نسمة، وتقول السلطات إن البلاد تستضيف نحو مليوني سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة.

وبالمجمل، أدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 581 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون في حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي حزب الله ومجموعات أخرى.

وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيليّ مقتل 22 عسكريّا و26 مدنيّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ.

ركام وأحذية أطفال

في موقع الغارة، ركام وحجارة وحديد مبعثر وبضع ملابس وأحذية أطفال ظهرت من تحت الردم، هي كلّ ما تبقّى من المبنى. وفي الجوار، معالم مستودع حديدي وقضبان معدنية من بين الركام، وشاحنة حمراء تحطّمت واجهتها.

ويقول صاحب المعمل حسين طهماز إن "الخسائر المادية كبيرة".

ويضيف أن المعمل "منشأة مدنية مئة بالمئة، وكل الادعاءات في غير ذلك كاذبة"، مشيراً بيده إلى المستودع المدمّر قائلاً "هنا نركن سياراتنا ونحمّل بضاعتنا" وينام العمال.

ممرض يقدم العلاج لأحد المصابين في الغارة الإسرائيلية ـ afp
ممرض يقدم العلاج لأحد المصابين في الغارة الإسرائيلية ـ afp

وكان جيش الاحتلال قال في بيان إن طائراته "هاجمت خلال ساعات الليلة الماضية مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية".

وبحسب رئيس بلدية القرية خضر سعد، استهدفت الغارة الإسرائيلية في وادي الكفور منشأةً لصناعة الحديد هي عبارة عن مستودع، يجاورها مبنى من طابقين تقطنه الأسرة والعمّال الآخرون الذين فارقوا الحياة.

ويقول إن "المعمل موجود هنا منذ زمن، يستورد الحديد من الخارج وفيه آلات بسيطة لإعادة تصنيعه".

ويسأل "ما ذنب الأطفال؟ شاءت الأقدار أن ينزحوا من بلادهم لكي لا يموتوا هناك، لكنهم ماتوا هنا (...) لقد هربوا من موت إلى موت".