لا تمكن قراءة حدث غياب الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، عن المشهد الإقليمي المعاصر في معزلٍ عن البحث في سرديتين أساسيتين ترسمان الإطار الأكبر للموضوع الذي يندرج في سياقهما بشكلٍ لصيق. تتعلق الأولى بطبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، بينما تتعلق الثانية بالتغييرات الجذرية التي جَرت، ولا تزال تجري، من تاريخ 7 أكتوبر / تشرين الأول في العام الماضي.
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. لا عداوة ولا عمالة، وإنما تنافس مشروعين
إن قراءة ذلك الغياب، لجهة أسبابه ونتائجه، تبدو مُختزلةً إذا لم توضع في سياقٍ أكبر يتمثل في تحليل طبيعة العلاقة الإيرانية الإسرائيلية على مدى العقود الأربعة السابقة منذ إنشاء "الجمهورية الإسلامية" في إيران.
وثمة مدخلٌ يضع الباحث في مسارٍ خاطئ من بداية الطريق إذا حاصر نفسه بين فكي ثنائية "عمالة إيران الكاملة لإسرائيل" من جهة، و"عداء إيران الكامل لإسرائيل" كعنوانٍ للعلاقة بين الطرفين.
بالمقابل، قد يكون المدخل الأكثر دقةً هو النظر إلى تلك العلاقات على أنها "تنافسٌ" بين مشروعين كبيرين يتمحوران حول ما يمكن وصفه بـ "القومية الدينية". تنافسٌ بين إسرائيل "علمانية"، لكنها لا تترك مناسبةً إلا وتؤكد فيها حقيقة كونها دولةً "يهودية"، وإيران "إسلامية"، لا تخفي فخرها بأمجاد إمبراطوريةٍ (فارسيةٍ) بائدة، وأحلامها في استعادة دورها ومكانتها.
مشروعان يستخدمان جملة مفاهيم ومعاني تتمحور حول "القوة" عنصراً أساسياً في ذلك التنافس. وبحيث يبني الطرفان ما يمكن، بالاستعارة من وليد سيف، تسميته بـ "خطاب القوة Discourse" و "رواية القوي Narrative". هنا "حيث تتدخل علاقات القوة بكل تجلياتها المادية [الاقتصادية والعسكرية والأمنية] والمعرفية والروحية والسياسية، ليتمكن الطرف الأقوى من فرض تعريفاته وتأويلاته وتوصيفاته على عقول الآخرين. وبذا يتمكن من السيطرة على الألباب والأفئدة، ومن تشكيل نظرتها للعالم، وإدارة سلوكها واستجاباتها بناءً على ذلك".
فإسرائيل تعلم أن إيران تطمح استراتيجياً لتحقيق مشروعٍ للسيطرة على المنطقة، لكنها تعلم أن "إيران" ذاتها، تبحث وترحب، على المدى المنظور، بمرحلة "تعايش" بين مشروعها والمشروع الإسرائيلي. هذا التعايش يتضمن فهماً متبادلاً بين الطرفين بأن هناك "تنافساً" بينهما على تحقيق الهدف ذاته، وأن هذا التنافس يمكن أن يكون "شرساً" ما بين فترةٍ وأخرى. بل إنه يمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى مناوشات عسكرية، يُفضل ألا تنخرط فيها إيران مباشرةً، وإنما تأتي عن طريق وكلائها.
إسرائيل ترى في ممارسات إيران في المنطقة عناصر إيجابية كثيرة تساعدها هي الأخرى على تحقيق مشروعها الخاص
وإسرائيل ترى في ممارسات إيران في المنطقة عناصر إيجابية كثيرة تساعدها هي الأخرى على تحقيق مشروعها الخاص. وتمتد تلك الممارسات من التسبب في إسقاط نظام صدام حسين، العدو الانفعالي الأهوج الذي لا يمكن توقع سياساته، مروراً باستعادة وترسيخ النزاع الطائفي والمذهبي في المنطقة العربية، وما أدى إليه من تفسخ عدة دولٍ عربية، وصولاً إلى معاداة الربيع العربي، ومساعدة نظام بشار الأسد على سحق ثورة الشعب السوري، وهو ما كان عنصراً رئيساً في إيقاف مدّ الربيع المذكور. هذا فضلاً عن كون الحدود السورية الإسرائيلية هي الأكثر أمناً وهدوءاً على امتداد خمسة عقود، وبرعايةٍ إيرانية لنظامي الأسد الأب والابن في أربعةٍ منها على الأقل.
بذلك الفهم لطبيعة المشروع الإيراني، تتعامل إسرائيل مع أصحابه بحذرٍ وحساسية وتوازنات كبيرة. فهي، من جهةٍ، تدرك أن السقف العالي جداً للمشروع ذاك يتضمن طموحاً بإنهاء الدولة العبرية، وأن أي تفاهمات غير مباشرة مع إيران يمكن أن تختفي في وجود ظروف استراتيجية يمكن أن تسمح بذلك النوع من "الغدر". وهي تعرف أن مستوى ودرجة "الردع العسكري الإسرائيلي" في عين الإيرانيين هي التي تؤجل أي مواجهةٍ حقيقية تتعلق بذلك السقف العالي. وبالتالي، فإنها ترسل إليهم إشارات إعلامية وسياسية وعسكرية تتعلق بوجود ذلك الردع دائماً. إما بشكلٍ مباشر، أو بطريقةٍ غير مباشرة، ومن خلال الطرف الأميركي.
لكنها، من جهةٍ أخرى، تعلم أن الأولوية القصوى حالياً لإيران تتمثل في السيطرة على دول المنطقة الأخرى. وأن إيران تُدرك أن هذا الهدف المرحلي أسهلُ بكثير. من هنا، فإن إسرائيل بدورها تتعامل مع المشروع الإيراني بشكلٍ مرحلي. فهي، بينما تستمر في الإظهار لإيران بأنها تغض النظر عن كثيرٍ من ممارساتها في المنطقة، إلا أنها، بدورها، تبقى متهيأةً لإمكانية تجاوز أي قواعد اشتباك أو تفاهماتٍ غير مباشرة، وممارسة "الغدر" نفسه من خلال ممارسات لا تنهي فقط دور أدوات إيران في المنطقة، بل وتمتد إلى إيران نفسها، لتحطيمها من الداخل.
نحن هنا، مرةً أخرى، بإزاء مشروعين شرسين كلاهما. مشروعان منسجمان مرحلياً، ومتناقضان استراتيجياً. لكن مفرق الطريق هو التأكيد بأن سبب التناقض لا يكمن في اعتباراتٍ مبدئية لأحد الطرفين. لا علاقة للموضوع هنا أبداً بالسلام والديمقراطية والازدهار والأمن، من جهة، ولا بانتصار المسلمين وعزة العرب واستقلال شعوب المنطقة من الهيمنة، وتلبية تطلعاتهم في الحرية والكرامة، من جهةٍ ثانية، كما يوحي "خطاب القوة" الذي يطرحه الطرفان، في عملية تزويرٍ كبرى للمعاني تعمل على تغييبٍ كامل لوعي شعوب المنطقة.
في غياب أي مشروعٍ عربي، يُحاصرُ الإنسان العربي بين هذين الخطابين، ويوضع في خانةٍ قاتلة سياسياً ونفسياً وعملياً
وفي غياب أي مشروعٍ عربي، يُحاصرُ الإنسان العربي بين هذين الخطابين، ويوضع في خانةٍ قاتلة سياسياً ونفسياً وعملياً، تتمثل في ضرورة الاختيار بينهما دونما وجود أي خيارٍ ثالث. ويصب هذا الواقع في خدمة المشروعين نهاية المطاف.
وبغير فهم تلك العلاقة، بكل ملابساتها، من المدخل المذكور، يصبح سهلاً الوقوع تحت تأثير "رواية القوة" لأحد الطرفين، بحيث يتمكن من فرض تعريفاته وتأويلاته وتوصيفاته على عقولنا. ويتمكن من السيطرة على ألبابنا وأفئدتنا، وعلى تشكيل نظرتنا للمسألة، وإدارة سلوكنا واستجاباتنا بناءً على ذلك!
كيف غيّرَ السابع من أكتوبر قواعد الاشتباك الإيراني الإسرائيلي؟
لكن قواعد الاشتباك والتفاهمات غير المباشرة بين الطرفين اختلت بشكلٍ غير متوقعٍ، لكليهما، مع وقوع أحداث السابع من أكتوبر في العام الماضي. وبما أن قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل متضمَّنةٌ في سياقٍ أكبر يتمثل في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، فقد أثّرَ الأمر على حزب الله بشكلٍ لم يكن متهيئاً له، في سياق تعامله مع إيران وإسرائيل، بما أوصله إلى واقعه المتفكك حالياً.
فقد وجد حزب الله، ومن ورائه إيران، نفسيهما أمام إحراجٍ غير مسبوق. لم يكن الطرفان يعلمان بالحدث، ولا يتوقعان إمكانية حصوله ابتداءً، فأخذتهما التطورات على حين غرة، بكل ما في الكلمة من معنىً.
كان حزب الله قد قام بمناورات ضخمة، قبل شهور قليلةٍ فقط. وكانت هذه المناورات تحت عناوين تحرير القدس والأقصى. وكان واضحاً أن حدث أكتوبر هزَّ المنظومة العسكرية والأمنية والسياسية الإسرائيلية بشكلٍ هائل. وفي غضون أسابيع، كان الجهد العسكري والأمني لإسرائيل متركزاً في جنوبها، بعيداً عن الحدود اللبنانية، وهو واقعٌ امتد لشهور طويلة.
كانت تلك نافذةَ فرصةٍ استراتيجية للحزب، تتكرر وإن بشكلٍ نادرٍ لبعض الأطراف في التاريخ، يمكن له معها أن يقوم باختراقٍ عسكري كبير لحدود إسرائيل الشمالية، يخلق معه واقعاً عملياتياً يُشكلُ أكبر تهديد وجوديٍ حقيقيٍ شهدته الدولة العبرية منذ تأسيسها. لكن الموافقة كانت يجب أن تأتي من طهران، والتي يبدو أنها قامت بحسابات رأت معها أنها غير جاهزةٍ لتبعاتِ مثل هذا الاختراق الاستراتيجي.
من هنا، ابتكر حزب الله سريعاً ما اعتقد أنه تنزيلٌ واقعيٌ مناسب لشعار "وحدة الساحات"... يتمثل في إعلان فتحه لـ "جبهة مؤازرة" مع غزة. وعلى مدى أحد عشر شهراً ونيف، ظل الحزب يتصرف عسكرياً وفق قواعد الاشتباك التي تم الاتفاق عليها مع إسرائيل بعد حرب يوليو / تموز عام 2006. واستمر هذا "الالتزام الصارم" بالقواعد حتى مع دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح، ومع تصاعد المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين بشكلٍ هائل.
كانت تلك إشارةً أولى وطويلة، التقطها رئيس الوزراء الإسرائيلي المأزوم جداً، نتنياهو، دلّتهُ على طبيعة "الحدود" التي تلتزم بها إيران فيما يتعلق بقواعد الاشتباك بين الطرفين. ثم إنه بدأ يربط المواضيع ببعضها، فرأى في غمرة انهماكه سياسياً، وانهماك جيشه عسكرياً، في رمال غزة المتحركة، نافذة فرصة تتعلق بتأثير "صواريخ" حزب الله، والذي تمثل في تهجير قرابة 80 ألف إسرائيلي من بلدات ومستوطنات الشمال، الأمر الذي شكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً إضافياً إلى أحمال المجهود الحربي.
كان هذا التهجير غاية الإنجاز في نظر حزب الله. بل إنه تَحولَ بشكلٍ علنيٍ واضح عند حسن نصر الله نفسه إلى أن يكون بؤرة التحدي الرئيسة بينه وبين نتنياهو، كما أعلن في خطابه الأخير قبل اغتياله.
لكن نتنياهو، مع أجهزته ومستشاريه، كان يفكر خلال الأسابيع الأخيرة، في هذا التحدي على أنه فرصة نافذةٍ استراتيجية، ليس فقط لإنقاذ نفسه شخصياً من ورطته الهائلة المتمثلة في فشل أكتوبر، ثم الفشل في تحقيق أهداف عدوانه على غزة. بل وفي إمكانيات تحويل ذلك الفشل إلى نجاح، وربما نجاحٍ كبير، يقلب المعادلة لصالحه داخلياً، وإقليمياً، ودولياً.
من هنا، بدأ يستكشف حجم تلك الفرصة من خلال تصعيد عمليات التحرش بإيران، وحزب الله، عبر عمليات الاغتيالات التي تتالت في سوريا، ثم إيران، ثم لبنان، بشكلٍ ملحوظ. كان نتنياهو يهدف عبر ذلك إلى التحقق من درجة التزام إيران بقواعد الاشتباك وبالتفاهمات غير المباشرة معها.
لكن ما ظهر له وللأجهزة الإسرائيلية كان في غاية الخطورة استراتيجياً: لم يكن الأمر يقف عند إصرار إيران على الالتزام بحدود قواعد الاشتباك فقط، بل تبين أنه لا توجد أي إرادة سياسية لتجاوز السقف الحالي لردودهم، والاحتمال قويٌ جداً بأنه لا توجد قدرةٌ أصلاً على الرد بدرجةٍ أكبر!
فبعد ضرب القنصلية الإيرانية وقتل مستشاري الحرس الثوري، تمثل الرد الإيراني، الأول شهر أبريل / نيسان الماضي، في إطلاق قرابة 300 صاروخ ومُسيّرة على إسرائيل بإخراجٍ مُحيّر، يبدو مدروساً، تمثل في الإعلان عن الضربة قبل وصولها لأهدافها، وفي نتائج الضربة التي كانت في غاية الهزالة. وفي حرص إيران على الإعلان بأن ذلك يمثل الرد الإيراني الكامل.
صعّدَ الإسرائيليون السقف، فاغتالوا رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في قلب طهران، وفي عز احتفالات إيران بتنصيب رئيسٍ جديدٍ لها. فمضت الأسابيع، وتبخر الكلام الكبير عن الانتقام لمقتل الرجل.
انتقلوا بعدها إلى تصعيدٍ أكبر يتمثل في اغتيال فؤاد شكر القائد العسكري الأول للحزب في الجنوب وأحد كبار مستشاري نصر الله المقربين جداً. ويبدو أن هذا الحدث وما تبعهُ كان الخط الفاصل لقرار نتنياهو بالتصعيد الكامل.
فبعد أسبوعٍ كامل من المشاورات مع إيران، تمثل رد حزب الله في الرد أيضاً بإطلاق مئات الصواريخ والمُسيّرات، ولكن أيضاً بتأثيرٍ عسكري وأمني واجتماعي واقتصادي هزيلٍ جداً. وبلغت الإشارات، التي كان نتنياهو وأجهزته يلتقطونها من نصر الله ويدرسونها بدقةٍ شديدة، ذروة معانيها حين خرج الرجل في خطابٍ تأبينيٍ قال في نهايته بصريح العبارة إن الرد انتهى، بل وطالب فيه المدنيين بالعودة إلى بيوتهم وأعمالهم، موضحاً أن القلق في لبنان بشأن ما يحصل يجب أن يتوقف. واستدل على ذلك بأن "العدو قال إن الموضوع انتهى"!
كانت، بدرجةٍ من التحليل، تلك هي اللحظة التاريخية التي حَكمَ فيها نصر الله على نفسه بالإعدام، وعلى حزبه بمعاناةٍ لم يتصورها أحد في يومٍ من الأيام
كانت، بدرجةٍ من التحليل، تلك هي اللحظة التاريخية التي حَكمَ فيها نصر الله على نفسه بالإعدام، وعلى حزبه بمعاناةٍ لم يتصورها أحد في يومٍ من الأيام.
ذلك أن مثل هذه "الرخاوة" تُعتبر، استراتيجياً، استسلاماً هو أقربُ لرفع العلم الأبيض. ففي مثل السياق الذي تحدثنا عنه للعلاقات الإيرانية الإسرائيلية، بكل توازناتها الحساسة، وما فيها من شراسةٍ في التنافس، ومن محاولات التقاط الفرص، يُمثّلُ اعتقادُ نصر الله بأن إسرائيل ستلتزم بقواعد الاشتباك تهاوناً كبيراً من جانبه هو في الالتزام بالقواعد الاستراتيجية الكبرى لمثل ذلك التنافس.
التقط نتنياهو الإشارة بشكلٍ في غاية الوضوح، وبدأ فوراً بتشغيل كل العمليات (النائمة) التي كان يجري العمل عليها خلال الأشهر والسنوات السابقة، للتعامل مع أي خطرٍ استراتيجيٍ قادم يمكن أن يشكله حزب الله. وكان من ضمنها المصادقة على قرار اغتيال نصر الله نفسه، وهو قرارٌ ترددت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومنها حكومة نتنياهو السابقة، في اتخاذه بشكلٍ نهائي.
حصل هذا أكثر من مرة بضغطٍ أميركي. وكان السبب الرئيس، بالنسبة للأميركان والإسرائيليين، يكمن في عدم معرفة حدود الرد الإيراني الممكنة، وفي الاعتقاد بجاهزية إيران لإشعال حربٍ شاملةٍ في المنطقة. وهذا ما تسببت أحداث أكتوبر ودور حزب الله فيها في كشف سقوفه المنخفضة.
فبينما صمدت غزة ومقاومتها قرابة اثني عشر شهراً في وجود الجيش الإسرائيلي فيها بكامل عدته وعتاده، وبكل مجازره وممارساته الوحشية، تهاوت هيكلية حزب الله الأمنية، ثم العسكرية والسياسية، خلال اثني عشر يوماً بدأت بتفجيرات "البيجر" ثم "اللاسلكي" ثم اغتيال القيادة العسكرية للحزب، تلاها خروج نصر الله في خطابه الأخير معترفاً بحجم الخسارة بكل صراحة، و وَصْفِها بأنها غير مسبوقة، لينتهي المشهد بعدها بثمانية أيام مع اغتياله رفقة عددٍ كبيرٍ آخر من قادة الحزب السياسيين والعسكريين، فضلاً عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني!
ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوةٍ هنا، وتتمحور حول الانضباط الهائل من قبل حزب الله بعدم استخدام ترسانة الأسلحة الكبيرة لديه، والتي تبدو بشكلٍ أوضح أنها مذخورةٌ للاستعمال الحقيقي في حالة واحدة، وواحدةٍ فقط: تطور الوضع إلى ضربةٍ إسرائيليةٍ ضخمة لإيران، أو لردع إسرائيل عن القيام بتلك الضربة.
وهو ما نرى تجليه في تصعيد حزب الله الأخير، فقط بعد الضربة الإيرانية لإسرائيل، ومع ترقب إيران لتلك الضربة.