icon
التغطية الحية

على ارتفاع 6 طوابق بالرقة.. طفل يقود آلية ثقيلة بحثا عن الحديد| صور

2021.10.08 | 16:59 دمشق

jraft_asasy.png
طفل يقود جرافة على ارتفاع 6 طوابق في مدينة الرقة بحثا عن الحديد في المباني المدمرة- تشرين الأول 2021 (روسيا اليوم)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أظهر تقرير مصور نشره مراسل قناة "روسيا اليوم" في مدينة الرقة رصده موقع تلفزيون سوريا، قيام أطفال صغار بأعمال شاقة، إذ أشار التقرير إلى انتشار ظاهرة عمالة أطفال بشكل واسع في الرقة، التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية" بجناحيها العسكري "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"مجلس سوريا الديمقراطي" (مسد).

وكان لافتا في التقرير ظهور طفل لا يتجاوز عمره الـ 15 عاما وهو يعتلي جرافة كبيرة يصعب قيادتها من قبل رجال كبار، وتحتاج إلى مختصين للتعامل معها.

لكن المستغرب أكثر هو قيادة الطفل (أنس) للجرافة على علو نحو 30 مترا (6 طوابق)، مشيرا إلى أنه واجه صعوبة كبيرة كي يوصل الجرافة إلى هذا الارتفاع.

ووفق التقرير فإن أنس يعمل مع والده في إزالة الأنقاض وسحب الحديد منها، عبر إشراك أطفال صغار وشبان آخرين في تلك العملية، وتحدث والد أنس في التقرير عن أن "مجلس الرقة المدني" التابع لـ "الإدارة الذاتية" شريك في هذه العمليات عبر اتفاقيات يجريها معه.

وكان التقرير يتحدث عن إزالة ركام مشفى "الرقة الوطني" المدمر والذي كان يعد أكبر مشفى في سوريا.

مهن خطرة.. تفشي ظاهرة عمالة الأطفال في الرقة

وسبق وأن أكدت تقارير أممية وحقوقية أن الآلاف من أطفال مدينة الرقة مبعدون عن العملية التعليمية، وذلك بسبب فعل ظروف الحرب التي شنتها قوات التحالف الدولي و"قسد" ضد تنظيم "الدولة" عام 2017 في محافظة الرقة، والتي خلفت دماراً كبيراً في المدينة، إضافة لتأثيرها على حياة الناس الاقتصادية، ما أدى إلى اضطرار كثير من الأطفال للعمل في مهنٍ صعبة لا تتناسب وأعمارهم، وحتى حجم أجسادهم الصغيرة.

وبحسب استطلاع لموقع تلفزيون سوريا، يقدر عدد الأطفال العاملين في مجال إصلاح السيارات في المدينة الصناعية في الرقة بأكثر من 1600 طفل، فيما يعمل نحو 900 آخرين في سوق الحديد، بالإضافة إلى 600 كحمالين (عتالين) في سوق الهال.

وبحسب ناشطين محليين، يذهب فقط نحو 60% من أطفال الرقة إلى المدارس.

ويمتهن كثير من الأطفال من أبناء الرقة أو حتى أطفال النازحين العديد من المهن الخطرة، ولعل أبرزها هي ظاهرة استخراج الحديد من الأبنية المُدمرة بفعل قصف التحالف الدولي و"قسد"، إذ تبرز خطورة هذه المهنة من كون أن كثير من الأبنية تحتوي تحت أنقاضها العديد من القنابل التي لم تنفجر، أو وجود ألغام كان قد زرعها تنظيم الدولة قبل انسحابه من المدينة.

وبحسب دراسة نشرها معهد الأمم المتحدة للبحث والتدري (UNITAR) في آذار من العام 2019، يوجد 12781 مبنى مدمراً في محافظة الرقة بينها 3326 مبنى مدمراً بالكامل في محافظة الرقة، و3962 مبنى مدمراً بشكل بالغ، و5493 مبنى مدمراً جزئياً.

ولا تقتصر الخطورة على القنابل والألغام غير المنفجرة، وإنما على مخاطر التعرض للسقوط من حواف المباني المدمرة بشكل جزئي أو انهيار الأسقف التي يتم تكسيرها لاستخراج الحديد منها.

ومن المهن الخطيرة الأخرى استخراج المخلفات البلاستيكية من حاويات القمامة والمكبات، وهنا تبرز خطورة تعرض صحة هؤلاء الأطفال للأمراض والأوبئة المنتشرة بكثرة في المدينة نتيجة تدني الخدمات من قبل سلطة الأمر الواقع.