icon
التغطية الحية

شديدة الخطورة وقاتلة.. أطباء يحذرون من انتشار تعاطي "الكريستال ميث" في دمشق

2024.08.12 | 11:19 دمشق

ساحة المرجة بدمشق، نيسان، 2024 ـ AFP
ساحة المرجة بدمشق، نيسان، 2024 ـ AFP
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أطباء في دمشق يحذرون من انتشار الكريستال ميث بين الشباب، حيث يسبب إدماناً سريعاً وأضراراً جسدية خطيرة.  
  • المادة تشبه الهيروين والكوكايين في تأثيرها، لكنها أكثر بدائية وتصنع بأسماء شعبية مختلفة.  
  • تعاطيها يتم غالباً عبر حرقها واستنشاقها، والإدمان قد يحدث من المرة الأولى.  
  • المادة تسبب تلفاً في الأعضاء الحيوية وقد تكون مرتبطة بزيادة السكتات القلبية والدماغية بين الشباب.  
  • سعر الغرام الواحد يتراوح بين 300 و400 ألف ليرة ويكفي لجلسة تدخين جماعية أو للاستخدام الفردي لعدة أيام.

حذر أطباء في دمشق، من انتشار تعاطي مادة "الكريستال ميث" المخدرة بين الشباب في دمشق، ووصفوا المادة بـأنها "شديدة الخطورة وقاتلة"، وتسبب إدماناً شديداً وآثاراً "مدمرة" على المتعاطي من الناحية الجسدية وبسرعة كبيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة بشكل سريع أيضاً.

وأشار الأطباء خلال حديثهم مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أن المادة تُصنف من ضمن المنشطات وتفرز كميات كبيرة من هرموني السعادة (الدوبامين والسيروتونين) وتسبب النشوة.

تشبه هذه المادة في تعاطيها مواد مثل الهيروين والكوكايين، لكنها أكثر بدائية في تصنيعها. ويُطلق عليها شعبياً بين الشباب اسم "السكر أو كريستال"، وهي مادة معروفة بالكريستال ميث، أو الآيس شبو، أو الآتش بوز. كل تلك المسميات تطلق على مادة واحدة كريستالية تشبه السكر نبات نوعاً ما لكنها أنعم منه وقابلة للذوبان في الماء.

يتم تعاطي هذه المادة، بحسب الأطباء، عبر حرقها واستنشاق رائحتها وهي الطريقة الأكثر رواجاً، إضافةً إلى إمكانية التناول الفموي مباشرةً، أو حلها وحقنها.

وأوضح الأطباء أن الإدمان على هذه المادة سريع جداً وقد يحدث من المرة الأولى أو الثانية للتعاطي، مهما كانت الكمية قليلة. وبحسب الأطباء الذين التقاهم الموقع، فإن هذه المادة المخدرة الصناعية تسبب الإدمان أكثر بثلاثة أضعاف من الكوكايين.

الأعراض تكشف انتشار تعاطي "الكريستال ميث"

وقد يؤدي تعاطي هذه المادة، وفقاً لما أكده الأطباء الذين اكتشفوا انتشار تعاطيها بين الشباب من خلال أعراض المتعاطين، إلى تلف بالكلى والكبد والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتلف بالأعصاب وتضرر بالقلب والدماغ دون سبب واضح سوى التعاطي. وأشاروا إلى أن الآثار التي عاينوها على الشبان المتعاطين مخيفة، وأن حياتهم كانت على المحك.

لا ينفي الأطباء الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا أن يكون سبب زيادة الوفيات بالسكتات القلبية أو الدماغية المفاجئة بين شريحة واسعة من الشباب هو انتشار تعاطي الكريستال ميث، لكنهم لم يجزموا بذلك. وأكدوا أن تعاطي هذه المادة المخدرة قد يسبب سكتات قلبية نتيجة ارتفاع ضغط الدم وسرعة النبض إثر النشاط المفرط الذي تسببه.

الكريستال ميث يُصنف ضمن المخدرات الصناعية الشديدة المنشطة، وهو من مشتقات الميثامفيتامين. وتكمن خطورته في أن المصنعين يضيفون له مواد شديدة السمية، مثل حمض الكبريت والبنزين وروح الملح، وموانع تجمد المياه التي تضم الإيثيلين جليكول السام.

أعراض تعاطي المخدر (تختلف بحسب الجرعات ومدة التعاطي):

  •  فقدان الوزن بشكل مفرط.
  • نوبات قلبية متكررة.
  •  غثيان وقيء.
  •  تلف الأسنان.
  •  اضطرابات نوم شديدة.
  •  ذهان وهلوسة وهلعات.
  •  عصبية وعدوانية.
  •  قروح وحكة بالجلد.
  •  فرط نشاط جنسي وزيادة في الرغبة الجنسية.
  •  يقظة مفرطة وشعور بالقوة.
  • مشكلات في جميع أعضاء الجسم (تنفس، هضم، جهاز بولي، جهاز عصبي، إلخ).

حاول الموقع الوصول إلى بعض المدمنين لمعرفة سعر المادة وسبب انتشارها، لكن أغلب المتعاطين يصبحون خطرين جداً ويصعب التعامل معهم أو الاقتراب منهم للحديث في القضية. وبحسب الأطباء، فإنهم يخشون حتى الإبلاغ عنهم.

بعد السؤال والاستفسار بين بعض المتعاطين السابقين للمواد المخدرة، أفاد بعضهم أن الغرام الواحد من الكريستال ميث "شديد القوة" قد يكفي 7 إلى 10 أشخاص في جلسة تدخين واحدة، بينما قد يستخدمه شخص واحد ما بين 4 إلى 10 أيام حسب نسبة إدمانه وتأثير المادة عليه ومدة تعاطيه لها.

وأشار أكثر من متعاط سابق إلى أن سعر الغرام كان منذ عامين تقريباً بين 60 و200 ألف ليرة، بينما سعره حالياً يتراوح بين 300 و400 ألف ليرة، مؤكدين أن لهذه المادة أصنافاً؛ فمنها التجاري الرخيص ومنها النقي مرتفع الثمن.

المخدرات تجارة النظام السوري والميليشيات

وأضحى النظام السوري بمشاركة الميليشيات الإيرانية أكبر منتج ومصدّر للمواد المخدرة المصنَّعة، وعلى الرغم من الإجراءات التي تقوم بها دول الجوار لمكافحة هذا التهديد، فإن المخدرات ما تزال تصلها بكميات كبيرة، إذ جرى بحسب "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية" ضبط 1251 شحنة مخدرات في منطقة الشرق الأوسط بين عامَي 2016 و2022.

وأطلقت شبكة كبتاغون النظام السوري بقيادة الفرقة الرابعة سوقاً محلية كخطة طارئة لتصريف عشرات ملايين الحبات في أوساط السوريين، بعد أن تسبب الضغط الدولي والعربي منذ اجتماع عمان في أيار من العام الفائت، بخفض عمليات تهريب المواد المخدرة إلى الأسواق العربية والدولية.