أكدت دراسة حديثة أن إعادة اللاجئين السوريين من ألمانيا قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الألماني، إذ تواجه البلاد احتمالية حدوث فجوة كبيرة في سوق العمل بسبب نقص المهارات، في وقت تعتمد فيه قطاعات حيوية على مساهمات العمالة الماهرة من اللاجئين.
ولفتت الدراسة، التي أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا، إلى الدور الكبير للسوريين في سد الفجوات بسوق العمل الألماني، خصوصاً في الوظائف التي تعاني نقصاً حاداً في العمالة، مثل قطاع هندسة السيارات، والرعاية الصحية، والوظائف المتعلقة بالمناخ.
وأكد فابيان سمسارها، الخبير الاقتصادي ومؤلف الدراسة في معهد العمل الدولي، أهمية العمالة السورية قائلاً: "إن السوريين يسهمون بشكل كبير في التخفيف من نقص المهارات في ألمانيا."
وأبرزت الدراسة مدى أهمية السوريين في سد فجوات سوق العمل، ما يعكس دورهم الفاعل في تعزيز الاقتصاد الألماني ومواجهة تحديات نقص العمالة.
السوريون في قطاع هندسة السيارات والطب
وبحسب الدراسة، يعمل أكثر من 4,000 سوري في قطاع هندسة السيارات، الذي يعاني نقصاً حاداً في المهنيين المؤهلين لتغطية حوالي 70% من وظائفه.
كما أشارت الدراسة إلى أن هذه الأرقام تسلط الضوء على أهمية العمالة السورية في تلبية احتياجات هذا القطاع الحيوي.
ويبلغ عدد الأطباء السوريين العاملين في ألمانيا حوالي 5,300 طبيب، وفقاً للدراسة، التي أكدت أن عودة هؤلاء الأطباء إلى سوريا ستفاقم النقص الكبير في الكوادر الطبية داخل ألمانيا. كذلك، يعمل نحو 2,470 سورياً في مجال طب الأسنان، مما يسهم في تعزيز قطاع الرعاية الصحية بشكل ملحوظ.
أدوار متعددة في وظائف أخرى
إلى جانب قطاع الرعاية الصحية، يعمل السوريون في مجالات أخرى حيوية، من بينها:
- رعاية الأطفال والتعليم، بعدد يبلغ حوالي 2,260 موظفاً.
- الرعاية الصحية والتمريض، بعدد يصل إلى 2,160 موظفاً.
- الكهرباء الإنشائية، بعدد 2,100 موظف.
- الصحة والتدفئة والتكييف، بعدد 1,570 موظفاً.
ميركل تدافع عن استقبال اللاجئين السوريين
دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن قرارها استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين خلال فترة حكمها، مشددة على أن القرار كان يتعلق بـ"الكرامة الإنسانية". كما دعت إلى أخذ مشكلة الهجرة غير النظامية "على محمل الجد".
في المقابل، ومع سقوط نظام بشار الأسد وفراره من سوريا، عاد الجدل في أوروبا حول استقبال اللاجئين السوريين إلى الواجهة. وأعلنت دول أوروبية عديدة تجميد إجراءات طلبات اللجوء للسوريين.