icon
التغطية الحية

تايمز: حكم بايدن يختتم بنهاية مذلة لأميركا بعد اندلاع النزاع بين إسرائيل وإيران

2024.10.02 | 18:28 دمشق

الرئيس الأميركي جو بايدن برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
الرئيس الأميركي جو بايدن برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

خلال الأيام الأولى لرئاسته، أعلن جو بايدن عن عودة أميركا [لسابق مجدها]، وبما أنه خبير بالسياسة الخارجية ولديه خبرة امتدت لعقود في هذا المجال، لذا تعهد بإحياء المؤسسات والتحالفات التي انهارت خلال أربع سنوات من حكم دونالد ترامب.

ولكن خلال الأسابيع الأخيرة لفترته الرئاسية، بدت أميركا كمتفرج عاجز أمام أحداث الشرق الأوسط التي خرجت عن السيطرة، وإنها لنهاية مذلة لفترة رئاسية منيت بأخطاء في السياسة الخارجية.

إذ بعد الانسحاب الاعتباطي من أفغانستان قبل ثلاث سنوات، دخلت نسبة تأييد بايدن مرحلة الهبوط التي لن تخرج منها مطلقاً.

ومع ذلك، نال الرئيس بعد ذلك إعجاب الدول الحليفة للولايات المتحدة في مختلف بقاع العالم بعد أن وحّد حلف شمالي الأطلسي في وجه الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكنه سيرحل عن منصبه في وقت وصل هذا النزاع إلى طريق مسدود وتراجع الدعم السياسي المقدم لكييف.

لم يكن الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي اضطر للتنازل والذهاب إلى برج ترامب خلال الأسبوع الفائت، الزعيم الوحيد الذي سيراقب بنزق وتوتر نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستقام الشهر المقبل.

جهود وصدود

منذ أن سحب بايدن ترشيحه للانتخابات على مضض في شهر تموز الماضي، أخذ يعمل على تعزيز وديعته عبر السعي لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وإحياء عملية السلام التي دخلت مرحلة السبات.

غير أن الشهور التي أمضتها واشنطن وهي تبذل جهوداً دبلوماسية منيت بالفشل إثر توسع النزاع ليصل إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن. ففي غضون 24 ساعة، دخلت القوات الإسرائيلية لبنان ضمن عملية برية، كما أطلقت إيران 200 صاروخ تقريباً على إسرائيل، في حين توعد بنيامين نتنياهو بالثأر من عدوته اللدود.

ثم إن رئيس الوزراء اليميني الإسرائيلي الضليع بالسياسة الأميركية صد الرئيس الأميركي مرات عديدة.

فقد وصل التعنت الإسرائيلي إلى مرحلة الحضيض خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لم تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بشكل مسبق عن الغارة الجوية التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، على الرغم من ترجيح انتقام إيران بشكل واضح.

بعد ذلك، كشف البيت الأبيض عن مخطط مؤقت لوقف إطلاق النار، وأصر على مشاركة إسرائيل في هذه العملية، وذلك ضمن تصريح أشاد به أحد كبار المسؤولين الأميركيين ووصفه بالتقدم الهام.

بيد أن الاتفاق بالكاد استمر حتى الليل، إذ خلال سفر نتنياهو إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال اليوم التالي، أنكر مكتبه وبصورة قاطعة موافقته على الاتفاق، مع رفضه له بوصفه مجرد: "مقترح أميركي-فرنسي لم يكلف رئيس الوزراء نفسه عناء الرد عليه حتى".

خلاف بايدن مع بيبي

خرجت مشكلات الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي للعلن منذ مطلع هذا العام، إذ خلال شهر آذار الماضي، سمع بعض الناس عبر مكبر صوت مفتوح بايدن وهو يعرب عن استيائه من إسرائيل بسبب قطعها تدفق المساعدات إلى غزة، وذلك عندما خاطب زملائه بالقول: "قلت له يا بيبي... سنعقد أنا وأنت اجتماعاً لنتفاهم".

وبعد أشهر على تلك الحادثة، وعندما سئل بايدن عن الجهود التي بذلها نتنياهو للتوصل إلى صفقة تخص الأسرى، وهل كانت تلك الجهود كافية أم لا، رد بايدن بكل صراحة: "لا".

ولكن بالرغم من كل هذا الرعب، لم يكن الرئيس مستعداً للاستعانة بأي نفوذ تحت تصرفه لإجبار نتنياهو على التنازل، وبعد وابل الصواريخ الإيرانية التي ضربت إسرائيل يوم الثلاثاء، سمعنا الرئيس الأميركي يكرر بأنه: "داعم لإسرائيل بشكل كامل.. كامل.. كامل".

ولكن، حتى التقريع الخجول الذي وجهه بايدن لنتنياهو، وتعليقه لشحنة من القنابل المرسلة إلى إسرائيل خلال هذا العام، لم يعد كل ذلك إلا بنتائج عكسية، إذ اتهمه معارضوه بخيانة أقرب الحلفاء لأميركا في الشرق الأوسط، في حين انتقده بعض الديمقراطيين لعدم تدخله بما فيه الكفاية.

وديعة بايدن

خلال شهر آذار الماضي، رفضت الولايات المتحدة عرقلة قرار أممي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، وفي ذلك توبيخ نادر الحدوث أثار رد فعل غاضب من إسرائيل، ولكن بعد مرور أيام على ذلك، أعلنت إدارة بايدن بأن إسرائيل لم تخرق القانون الدولي عند استعانتها بالأسلحة الأميركية.

وكما يعرف نتنياهو جيداً، فإن بايدن يخضع لضغط شديد بسبب الانتخابات التي أصبحت على الأبواب على الرغم من انسحابه من السباق الرئاسي، وذلك لأنه يحرص على الحد من تداعيات النزاع الذي يحدث داخل بلده.

ثم إن قطع إمدادات الأسلحة عن إسرائيل لإجبارها على وقف إطلاق النار من شأنه إثارة عاصفة سياسية لن تعمل إلا على تقوية موقف ترامب، إذ خلال شهر آب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن موافقتها على مبيعات أسلحة بلغت قيمتها 20 مليار دولار، وتشمل العشرات من الطائرات الحربية وصواريخ جو-جو المتطورة.

وفي نهاية الأمر، لابد أن تعتمد وديعة بايدن برمتها على من سيفوز ويصل إلى البيت الأبيض في شهر تشرين الثاني، إذ من شأن فوز كامالا هاريس أن يبرر قراره بالانسحاب أمام الجيل الجديد. إلا أن فشله في السياسة الخارجية يهدد فرص هاريس بالفوز، كونه حملها سلسلة من الأزمات التي من دواعي سرور ترامب أن يعلقها حول رقبتها.

يزعم ترامب بأن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا "لم تكن لتحدث" لو كان هو الرئيس، وهذا القول يعجب الناخبين الذين لا تهمهم الشؤون الخارجية إلا بقدر ضئيل، هذا إن كانت تهمهم أصلاً.

تحتل السياسة الخارجية مرتبة متدنية ضمن قائمة الأمور التي تقلق الناخب الأميركي، لكن الشعب الأميركي لا يسعه إلا أن يراقب كيف تراجع نفوذ واشنطن تحت إدارة بايدن، وكيف أصبح الأمان أقل في هذا العالم مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات.

 

المصدر: The Times