icon
التغطية الحية

ببنادق الصيد أهالي النيرب يترصدون المسيرات المحملة بالمواد المتفجرة لإسقاطها

2024.08.22 | 06:43 دمشق

آخر تحديث: 22.08.2024 | 06:43 دمشق

شبان سوريون يختبئون تحت أشجار الزيتون في قرية النيرب ويحملون بنادق الصيد ليدافعوا عن سماء منطقتهم عند قدوم أي مسيرة محملة بالمواد المتفجرة
شبان سوريون يختبئون تحت أشجار الزيتون في قرية النيرب ويحملون بنادق الصيد ليدافعوا عن سماء منطقتهم عند قدوم أي مسيرة محملة بالمواد المتفجرة
The Middle East Eye- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في قرية النيرب الواقعة في شمال غربي سوريا، تخرج ثلة من الشبان في ساعة مبكرة صباح كل يوم، عند الساعة الرابعة فجراً تقريباً، حاملين بنادق الصيد التي يملكونها وذلك ليراقبوا السماء بحثاً عن أي مسيرة محملة بمواد متفجرة بقيت تهدد القرويين لمدة شارفت على السنة.

وعن ذلك يحدثنا عبد الرحمن المحمد، 29 عاماً، من سكان النيرب التي تقع على خط الجبهة بين ميليشيات النظام وقوات المعارضة، فيقول: "اعتدنا على استخدام بنادقنا لصيد الأرانب والطيور، بالإضافة لحماية منازلنا وممتلكاتنا من الكلاب الشاردة، لكن الآن، أصبحنا نستخدم البنادق لنحمي ممتلكاتنا من المسيرات".

منذ أواخر عام 2023، أصبح النظام السوري يرسل مسيرات مسلحة لشن غارات في شمال غربي سوريا، وخلال العام المنصرم، تكررت الهجمات بمسيرات على أهداف عسكرية ومدنية، إذ ضربت فلاحين يعملون في أراضيهم بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في فجر يوم 9 تموز، يوم هاجمت سبع مسيرات النيرب الواقعة في الريف الشرقي لإدلب، تعرضت سيارات مدنية للتدمير، ولذلك حمل أهالي القرية بنادقهم فتمكنوا من إسقاط مسيرتين من تلك المسيرات.

تصعيد خطير

وخلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام، سُجلت 60 هجمة انتحارية بمسيرات على 21 قرية، معظمها يقع في سهل الغاب التابع لريف حماة والمتصل بريف إدلب، وقتل بسبب تلك الهجمات ما لا يقل عن 11 شخصاً، وجرح 32 آخرون، بحسب الدفاع المدني السوري، ولهذا يشرح لنا الوضع أحد المديرين من هذه المنظمة التي تعرف باسم منظمة الخوذ البيضاء، واسمه حسن الحسن، فيقول: "كان ذلك تصعيداً خطيراً، فقد نفذت كثير من الهجمات المنفردة في وقت واحد من خلال مسيرتين إلى ست مسيرات، واستهدفت المسيرات المركبات المتحركة التي شملت سيارات الإسعاف وسيارات الطورائ والسيارات المدنية، بل حتى الدراجات النارية، ولا يوجد سبب واضح لهذا النوع من الهجمات التي استهدفت تلك المناطق".

وأضاف حسن بأن هجمات المسيرات التي ركزت بصورة أساسية على المناطق القريبة من خط الجبهة، تُعرض 70 ألف نسمة للخطر، بينهم 22 ألف نازح موجودين في القرى المستهدفة.

في حين ذكر المحمد بأن هدف النظام من وراء غارات المسيرات هو إرغام الأهالي على النزوح من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة قبل أن تبدأ قواته باجتياحها.

ولكن لم يتم التحقق من مصدر تلك المسيرات، كما أن بعض المراقبين يعتقدون أنها مصنعة محلياً، إذ يقول حسن: "إنها مسيرات تجارية يمكن وبكل سهولة أن تُحمّل بمواد متفجرة، وهي دقيقة وسهلة الاستخدام".

آثار لا تحتمل

ألحقت هجمات المسيرات الدمار بأرزاق من يعيشون في المناطق المستهدفة، فقد تحدث الأهالي عن الخراب الذي طال مصادر عيشهم، لا سيما في المناطق الزراعية، حيث دمرت المسيرات الطرق الرئيسية والحقول والبيوت والسوق المحلية والمتاجر.

وفي سياق متصل، وثق الدفاع المدني السوري استجابته لأربع عشرة هجمة في السابع من شباط الماضي، ولسبع عشرة هجمة في آذار ولثلاث عشرة هجمة في نيسان من هذا العام.

يحدثنا عن الوضع حسين العلي المعروف باسم أبي نزار وهو نازح من سراقب، فيقول: "قبل بضعة أسابيع، هاجمت مجموعة مسيرات النيرب وضربت أحدها سيارتي وهي شاحنة بيك آب موديل عام 1997، والتي أستعين بها في مجال الزراعة، لكن معظمها تضرر إلى حد كبير"، ولهذا اضطر أبو نزار لدفع كلفة إصلاح سيارته والتي بلغت 600 دولار، على الرغم من أن هذا المبلغ يعتبر عبئاً كبيراً عليه، وهذا ما دفعه للقول: "اشتريت السيارة لتساعدني في عملي، بيد أن قساوة الوضع المالي الذي نعيشه تجعل أي خسارة تصيبنا هي خسارة فادحة لا يمكننا احتمالها، ولكن بعد أن ضربت المسيرة سيارتي، أصبتها فأسقطتها وقضيت عليها".

 

المصدر: The Middle East Eye