أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن ترحيبها "بالرسائل الإيجابية" من "هيئة تحرير الشام"، مشددة على التزامها بدعم ومساعدة السوريين "لصياغة مستقبل جديد".
وفي تصريحات خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، أمس الأربعاء، قالت نائبة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إن الولايات المتحدة "تدعم عملية سياسية يقودها السوريون وتعود ملكيتها للسوريين، بما يتماشى مع روح قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأضافت شيا أن هذه العملية "يجب أن تؤدي إلى حكومة شاملة وممثلة تحترم بشكل كامل حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك النساء والمجتمعات المتنوعة في سوريا".
وأوضحت أن "عملية الانتقال السياسي والحكومة السورية الناتجة عنها يجب أن تضمن تحديد أي عناصر متبقية من برنامج الأسلحة الكيميائية، وتأمينها، وتدميرها بأمان تحت إشراف دولي".
وأعربت عن "تفاؤل الولايات المتحدة إزاء التعاون الحالي"، داعية إلى "استمرار التزام الجهات المعنية في سوريا للعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والأمم المتحدة، وشركاء آخرين من الدول وغير الدول لوضع خطة للقضاء الكامل والقابل للتحقق من أي عناصر متبقية من برنامج الأسلحة الكيميائية".
وأكدت الدبلوماسية الأميركية على أهمية "تحديد جهات اتصال سورية للعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لبدء تنفيذ هذه الخطة، وتوفير الضمانات الأمنية والسلامة لفرق المنظمة لأداء مهامهم في التحقق".
حماية المقابر الجماعية وردع الأفعال الفردية والانتقامية
من جانب آخر، قالت نائبة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إنه "من الضروري أيضاً أن تسمح الأطراف في سوريا للجهات التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى، والمجتمع المدني بالوصول لتوثيق المعلومات، وحماية المقابر الجماعية والسجون، وتقديم المساعدة للمفرج عنهم وعائلات المفقودين".
وذكرت أنه "كما ذكرنا سابقاً، شجعنا سماعنا عن زيارة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة إلى سوريا، والإعلان عن رئيس جديد للمؤسسة المستقلة للمفقودين"، داعية "الكيانات المؤقتة إلى العمل بشكل وثيق مع هذه المؤسسات وشركاء المجتمع المدني".
وشددت السفيرة شيا على أهمية "ردع الكيانات المؤقتة في سوريا الأفعال الفردية الانتقامية، والتعاون مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة لضمان المحاسبة".
رسائل إيجابية من "تحرير الشام" والتقييم من خلال الأفعال
وقالت نائبة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة "ترحب بالرسائل الإيجابية من هيئة تحرير الشام، لكننا في النهاية سنقيم التقدم من خلال الأفعال وليس الأقوال"، مضيفة أن واشنطن "تبحث عن أفعال وكلمات تسعى إلى تنفيذ سياسات تعطي الأولوية لرفاهية الشعب السوري".
وأشارت السفيرة شيا إلى الترخيص العام الذي أصدرته الولايات المتحدة من العقوبات لتوسيع نطاق التصاريح للأنشطة والمعاملات في سوريا، اعتباراً من 8 من كانون الثاني الجاري، مؤكدة أن هذا الترخيص "يؤكد التزامنا بضمان عدم عرقلة العقوبات الأميركية للأنشطة التي تلبي الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك توفير الخدمات العامة أو المساعدة الإنسانية".
ولفتت إلى أن "صلاحية هذا الترخيص تمتد لمدة ستة أشهر، بينما تستمر الولايات المتحدة في مراقبة الوضع المتغير على الأرض".
يجب ألا تستخدم سوريا كمنصة لتحقيق مصالح دول أخرى
وأكدت السفيرة شيا على التزام الولايات المتحدة "بمساعدة السوريين في هذه اللحظة الاستثنائية لصياغة مستقبل جديد لهم وبأيديهم"، مشددة على ضرورة "أن تكون جميع الجهات الخارجية مدركة للحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار في سوريا".
كما أكدت أنه "لا ينبغي استخدام سوريا كمنصة لتحقيق مصالح دول أخرى على حساب الشعب السوري"، مطالبة "الكيانات المؤقتة في سوريا بضمان ألا تشكل البلاد تهديداً لجيرانها، ولا أن تكون قاعدة للإرهاب، أو تقدم ملاذاً لجماعات مثل داعش".
وعن شمال شرقي سوريا، قالت السفيرة شيا إن "الحفاظ على أمن منشآت الاحتجاز ومخيمات النازحين، وإعادة المواطنين الأجانب إلى أوطانهم، يظل جزءاً أساسياً من منع عودة تنظيم داعش وتعزيز الاستقرار في المنطقة".
وأعربت نائبة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة عن تطلع الولايات المتحدة إلى "المساهمة في تأمين مستقبل أكثر إشراقاً للشعب السوري الذي يحتاج بشدة إلى دعمنا، ومساعدة سوريا على استعادة مكانتها المستحقة إقليميًا وعلى الساحة الدولية".