icon
التغطية الحية

"إنقاذ سام".. قصة رهينة أميركي من سجون النظام السوري إلى صفحات كتاب

2024.09.10 | 18:48 دمشق

الرحالة الأميركي سام غودوين - المصدر: الإنترنت
الرحالة الأميركي سام غودوين - المصدر: الإنترنت
Fox2Now - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعود أصول المغامر الأميركي سام غودوين إلى مدينة سانت لويس بولاية ميسوري، وبعد تخرجه من الجامعة، انتقل إلى سنغافورة وعمل لدى شركة ناشئة في المجال التقني، وفي أثناء وجوده هناك، بدأ اهتمامه بالسفر والترحال يظهر.

ويقول غودوين عن تلك المرحلة : "كان دوامي يتسم بالمرونة، وخلف الشركة يقع أفضل مطار في العالم، ولذلك استغليت الفرصة لأدرس المنطقة قدر الإمكان".

بحلول صيف عام 2019، كان سام قد سافر إلى 180 دولة بعضها يشتمل على أماكن خطرة مثل أفغانستان وإيران والصومال وكوريا الشمالية.

ويضيف عن تجربته: "من أهم الأماكن التي تعلمت منها في أثناء تجوالي هي تلك الأماكن التي ينظر إليها الناس بشكل سلبي أو تلك التي يفترض منا الإعلام الغربي ألا نعجب بها، غير أنني حصدت أفضل تجاربي في تلك الأماكن، كما تغير رأيي بها بشكل كبير وأثرت على أفكاري ومنظوري لكثير من الأمور".

بداية المغامرة

ولكن في 25 أيار 2019، وفي أثناء سفره إلى سوريا، ألفى غودوين نفسه في خطر كبير، وعن ذلك يقول: "كنت أسير لأقطع دواراً في طريقي لمقابلة المرشد الذي اتفقت معه، وفجأة توقفت بجانبي سيارة بيك آب سوداء وخرج من مقعدها الخلفي مسلحان وطلبا مني الدخول معهما".

 

كان خاطفو سام من الموالين لبشار الأسد، وقد اتهموه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة والتعامل مع الإرهابيين، ثم نقلوه إلى قاعدة جوية ومن ثم إلى سجن في العاصمة دمشق.

وعن تلك التجربة يحدثنا فيقول: "كنت مكبل اليدين، ومعصوب العينين عندما استجوبوني في ظل ظروف سيئة، وفي مرحلة من المراحل أخبرني المحقق بأنني إن لم أشرع بقول الحقيقة فإن حياتي ستتغير 180 درجة وسيسلمونني إلى تنظيم الدولة".

في مدينته سان لويس، شعرت أسرة سام بالخطر فبلغت عن اختفائه للسلطات الأميركية التي نشرت تعليمات وأعربت عن تشاؤمها مما حدث.

يحدثنا سام عن ذلك فيقول: "أخبروهم ألا يسمحوا للصحافة بالاطلاع على الأمر، لأنه في حال حدث ذلك، فإن الخاطفين سيشعرون بنوع من أنواع الضغط وذلك تبعاً لهويتهم، ولهذا قد يقتلونني، أما الأمر الآخر الذي طلبوه من أهلي فهو أن يتدبروا أمر توقعاتهم".

أخبار طيبة وحظ أطيب

بعد مرور 27 يوماً، نقل غودوين إلى سجن آخر، تعرف فيه إلى نزيل موجود هناك ساعده على تهريب رسالة خارج السجن، وعن تلك الرسالة يقول غودوين: "نجحت الرسالة في اجتياز لعبة الهواتف الجيوسياسية، فوصلت إلى أبي في سانت لويس، لتكون أول مرة أتواصل فيها مع أهلي وأخبرهم بأني ما زلت على قيد الحياة".

حملت الرسالة أخباراً طيبة للأهل، إلا أن الحظ الطيب هو من أن أنقذ سام في نهاية المطاف، وكان لزميلة سابقة لشقيقته في الجامعة دور مهم في ذلك، وعنها يقول غودوين: "عمها صديق لرئيس فرع الأمن الداخلي بلبنان، واسمه الجنرال عباس إبراهيم، وكان بوسع هذا الرجل التوسط لإطلاق سراحي لدى نظرائه في الحكومة السورية، وعندما رافقني إلى الخارج استوقفني وقال لي: "كم أنت محظوظ يا سام، فقد وافق الرئيس الأسد على إطلاق سراحك".

في 26 تموز 2019، وبعد أن أمضى سام 62 يوماً في السجون السورية، بلغته أنباء عن اقتراب عودته إلى وطنه، وبينما لم يصدق كل تلك الأخبار، أتاه من أخرجه من السجن وأرغمه على ركوب سيارة دفع رباعي، تحركت نحو وجهة مجهولة، وعن ذلك يقول غودوين: "وصلنا إلى نقطة تفتيش أشبه بحاجز حدودي ذي شأن، وفي أثناء عبورنا، لكزني الضابط الموجود في السيارة على ساقي وقال لي: "صرت في لبنان يا سام، أي أنك أصبحت تنعم بالأمان الآن". لا يمكنني وصف مشاعري في تلك اللحظة التي لم يحلم بها كثير من الناس، بل إنها تمثل وبشكل رائع تجلياً لاستجابة الله لكل دعواتي".

عملت القوات الخاصة اللبنانية على تأمين عملية إطلاق سراح غودوين ونقله إلى بيروت، حيث التقى بوالديه في أحد مكاتب الأمن اللبناني.

بعد مرور خمس سنوات على تلك الحادثة، ينشر سام رسالته القائمة على اعتناق حالة اللايقين والتشكيك بكل شيء بين آلاف مؤلفة من البشر في مختلف أصقاع العالم، إذ إنه سرد قصته في كتاب: "إنقاذ سام" الذي نشر وصدر وأصبح يباع في كل مكان، وعن تلك التجربة يعلق سام بالقول: "لا أريد أن أصبح مشهوراً بسبب ما حدث لي، بل أريد لشهرتي أن تأتي من خلال الطريقة التي تعاملت فيها مع الأمور، وأتمنى ممن سيقرؤون هذا الكتاب أن يتبنوا طريقة التفكير نفسها وأن يطبقوها على حياتهم".

 

المصدر: Fox2Now