icon
التغطية الحية

أسماء.. فتاة سورية تكسر عكازاتها وتمشي بعد سنين من الإعاقة

2022.11.17 | 15:52 دمشق

الشابة السورية أسماء
الشابة السورية أسماء
UNICEF - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ولدت أسماء، 16 عاماً، وهي تعاني من شلل نصفي، وخضعت منذ طفولتها لعمليات جراحية كثيرة إلى جانب خضوعها للعلاج الفيزيائي بعد المشكلات التي تعرض لها ظهرها، وهي تعيش اليوم برفقة أهلها وثلاثة من أشقائها في مدينة حماة السورية، وعن وضعها تقول: "كان المستقبل غير مضمون، إذ كنت أحس باليأس والعجز".

أما أسرتها فلا تكاد تستطيع تأمين الأساسيات، ولهذا تعتمد على إحسان الغرباء في دفع تكاليف علاج أسماء الذي لم يحسّن من وضعها، وهذا ما جعلها تتعب وتيأس، فقررت التوقف عن العلاج.

تخبرنا أم أسماء عمّا ألمّ بابنتها، فتقول: "أصبحت أسماء منعزلة وصار من الصعب التعامل معها"، فقد كانت تعاني بسبب وضعها الصحي، ولهذا صارت ترفض التواصل مع الآخرين، كما ساء وضعها مع المشي بمرور الوقت، فلم تعد ترتاد المدرسة من جراء تنمر الآخرين عليها بسبب إعاقتها، وتشرح أسماء ذلك بقولها: "لم يكن بوسعي أن أقف بشكل مستقيم أو أن أمشي بشكل جيد".

وفي عام 2020، سمعت أم أسماء من إحدى جاراتها عن برنامج الحماية الاجتماعية الذي تطلقه منظمة اليونسيف والمخصص للأطفال الذين يعانون من إعاقات شديدة، حيث يقدم هذا البرنامج معونات مالية منتظمة بلا أي شروط لهؤلاء الأطفال إلى جانب خدمات إدارة الحالة. ولهذا سارعت الأم لتسجيل ابنتها في هذا البرنامج، فتم تعيين روان لتدير حالة أسماء.

girl-hugging-woman

أسماء برفقة روان مديرة حالتها داخل بيتها بمدينة حماة السورية

تاريخ الصورة 27 أيلول 2022

في البداية لم تقتنع أسماء بأن بوسع روان مساعدتها، إلا أن روان تمكنت من التواصل معها، وعنها تقول أسماء: "أصبحنا صديقتين بعد مدة". كما خصصت الأسرة جزءاً من المبلغ الذي حصلت عليه من قبل هذا البرنامج لإجراء عملية جراحية عاجلة لأسماء، ثم حولتها مديرة حالتها لمعالج فيزيائي مختص، فصار بوسعها اليوم أن تمشي بلا عكازين.

تعلق الأم على ذلك بقولها: "لقد تغيرت حياة أسماء بمساعدة البرنامج، حيث تخلت عن حالة الاكتئاب ورفضها لتناول الطعام في بعض الأحيان لتصبح شابة مفعمة بالتفاؤل، ولهذا أحسّ بامتنان كبير"، في حين تضيف أسماء وهي تبتسم: "شعرت بفرق كبير بعد مرور ثلاثة أسابيع على العلاج، وصار بوسعي أن أمشي من جديد".

ولتعزز أسماء من ثقتها بنفسها ولتتعلم كيف تدعم نفسها عند تعرضها للتنمر، حولتها مديرة حالتها إلى خدمات الدعم النفسي، وتشرح أسماء ما حدث بالقول: "خلال الجلسات مع الاستشاري، تعلمت كيف أؤمن بنفسي وأمضي قدماً".

وبعد تلك الجلسات، أحست أسماء بأنه بوسعها العودة إلى المدرسة لتلحق ما فاتها من العلم، وعن ذلك تقول: "على الرغم من تخلفي عن الدراسة لمدة سنة ونصف فإنني سعيدة بعودتي للمدرسة".

وعن أسماء، تحدثنا مديرة حالتها روان، فتقول: "لم تكن أسماء تستجيب عندما التقيت بها لأول مرة، أما اليوم، فقد أصبحنا نتواصل بشكل دوري، وبات من السهل عليها إطلاعي على أفكارها ومخاوفها"، ما يعني أن روان لعبت دوراً محورياً في دعم أسماء وفي إعادة جذوة الحياة لإرادتها ولحبّها للعيش. كما قامت روان بإحالة أم أسماء لجلسات مخصصة للأهالي حتى تساعدها على التواصل مع ابنتها بشكل أفضل.

إن التحول الجسدي والنفسي الذي مرت به أسماء من خلال هذا البرنامج جعلها تحس بأنها جزء من المجتمع وساعدها على لعب دور في مجتمعها، مثلها مثل أقرانها. لذا، وبكل سعادة، تختتم أسماء حديثها عن تجربتها بالقول: "لقد غيرني البرنامج ومنحني فرصة لأعود للحياة، حيث صار بوسعي اليوم أن أكمل تعليمي وأن أحقق حلمي بأن أصبح محامية تدافع عن المظلومين".

المصدر: UNICEF