مع بدء الاستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، كان الفرنسيون يخططون للبقاء في سوريا إلى أمد طويل، ما دفعهم لاستقدام العديد من علمائهم وباحثيهم لدراسة واقع البلاد، وإعداد الخطط لاستثمار مصالحهم.
انطلق الباحث والأكاديمي البولندي "يان بيسترون" من مدينة نابولي إلى بيروت عام 1926 عبر البحر باحثاً عن روح الشرق، المختلف والمتميز عن الغرب، في وجهة إلى عموم سوريا، لينقل إلى قرائه مشاعره وما جال بخاطره، ومتفحصاً بعين الباحث المتقصي ما يراه ويشاهده.
يعد كتاب الحركات الإسلامية في سوريا من بين الكتب المهمة التي ألفها باحثون أجانب عن الحالة المجتمعية السورية في أواخر العهد العثماني وما تلاها من الانتداب الفرنسي، حتى مرحلة الاستقلال وحكومات ما قبل الانقلابات العسكرية حتى نهاية فترة انقلاب الشيشكلي.
إن الحديث عن تغلغل الرأسمال الأجنبي في سوريا خلال مئة سنة، يعني أن نعود في التاريخ إلى ما قبل نشأة الدولة السورية منذ مرحلة ضعف الدولة العثمانية حتى انهيارها، مروراً بفترة احتلال منطقة بلاد الشام بما فيها سوريا من قبل فرنسا وبريطانيا.