ما هو مؤكَّد، أن بناء حالة حزبية جديدة لدى السوريين ليس بالأمر اليسير، لغياب الحوامل الأساسية للبناء المنشود، والاعتماد على الرغبات الكامنة في النفوس، والقائمة على النوايا الحسنة، بقدر ما تبدو ضرورية،
دفع السوريون ثمناً باهظاً من أجل حلمهم بوطن يستردون فيه حريتهم، ويعيشون فيه بكرامتهم، ولم يكن لهذا الثمن أن يكون باهظاً إلى هذا الحد، لو أن من يحكمون سوريا تصرفوا ولو للحظة واحدة بمسؤولية ما اتجاه سوريا والسوريين.
النزعة المتعالية لخطاب (الديمقراطيين) عن الثورة، بدلاً عن البحث والتفكير الموضوعي في عمق إشكالياتها، يقود بسهولة إلى القول: بإمكان أي امرىء أن يبحث عن ثوب على مقاسه ومزاجه، ولكن من غير المنطقي أن يبحث عن ثورة تحدد مصير شعب كامل وفقاً لمقاس أفكاره