icon
التغطية الحية

لليوم السادس على التوالي.. 3 زلازل تخرج أهالي سلمية من بيوتهم والنظام يتجاهل

2024.08.17 | 15:51 دمشق

مبنى "الثرايا" وسط مدينة سلمية ـ خاص
مبنى "السرايا" وسط مدينة سلمية ـ خاص
سلمية ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

"بالشارع منغفى على زلزال وبالبيت منصحى على هزة"، هذا ما قاله الشاب عبد الله (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) لموقع تلفزيون سوريا حين التقينا به خلال جولتنا الليلية في شوارع سلمية التي امتلأت بالناس الهاربين من بيوتهم بعد الزلزال الذي ضرب المدينة في أواخر ليل الثاني عشر من شهر آب/أغسطس الجاري، والذي تبعه زلزال آخر عند فجر اليوم التالي، ثم زلزال آخر يوم أمس الجمعة بالإضافة إلى العديد من الهزات المتكررة حتى اليوم.

زلزال سلمية.. ما الذي حصل؟

في الساعة 9:27 من مساء يوم الاثنين 12/8 حدثت هزة أرضية شدتها 3.9 درجة/ريختر بالقرب من بلدة طيبة الإمام شعر بها سكان الشمال السوري والساحل ومحافظتي حمص وحماة، كانت بمثابة تمهيد للزلزال الذي حصل في الساعة 11:56 بشدة 5.6 على عمق 7 كم وكان مركزه غربي مدينة سلمية بـ6 كم والذي استمر لمدة 12 ثانية، ثم تبعه زلزال آخر عند الساعة 3:29 صباحا بنفس منطقة المركز بشدة 5.2 ريختر، ولحقت بهما العديد من الهزات الخفيفة والمتوسطة الشدة لمدة أربعة أيام، إلى أن حدث زلزال ثالث بشدة 5.1 في يوم أمس الجمعة الساعة 1.30 ظهرا مركزها بالقرب من منطقة مركز الزلزالين السابقين.

تعتبر الزلازل الثلاث متوسطة الشدة نوعا ما إلا أن القرب الجغرافي من المدينة والعمق القريب من سطح الأرض جعل من تأثيراتهم تظهر بشدة، فأثارت الرعب في نفوس الأهالي.

شعور الخوف والقلق الذي يسيطر على أهالي المدينة منذ أيام، أعاد لهم العديد من الذكريات القاسية واللحظات المرعبة التي عاشوها أسابيع عدة بعد الزلزال المدمر الذي حصل في شباط /فبراير العام الماضي والذي حصد آلاف الضحايا في تركيا والشمال السوري، فكما يقول المثل الشعبي :"اللي بيحترق بالحليب بينفخ باللبن".

الآثار التي سببها الزلزال

من الناحية البشرية، أفاد مدير المشفى الوطني في المدينة اليومين الأولين 67 حالة هلع و 42 مصابا بجروح ورضوض و23 حالة كسور نتيجة التدافع، ثم 12 حالة هلع يوم أمس الجمعة.

أما من الناحية العمرانية فقد أدت الزلازل إلى تصدع الجدران في الكثير من الأبنية عدا عن زيادة الصدوع التي سببها زلزال العام الفائت، بالإضافة إلى سقوط العديد من الحجارة الخارجية للكثير من الأبنية وتهدم بعض الأسوار وتكسر الزجاج لبعض المحال التجارية والمنازل.

استياء من الإهمال "الحكومي"

رصد موقع تلفزيون سوريا في جولته آراء الأهالي حول المساعدات التي قدمتها لهم الجهات الرسمية والفرق التطوعية في المدينة، فكانت الأجوبة جميعها تشير إلى الإهمال الحكومي ونفي تلقي أي مساعدة من الجهات الرسمية أو حتى إرسال أناس مختصين من أجل الكشف على البيوت المتضررة والتأكد إن كانت صالحة للسكن أو لا.

في حين قامت بعض الجمعيات الخيرية والمنظمات الأهلية كجمعية خالد ومؤسسة الآغا خان وغيرهما بتشكيل فرق تطوعية وتقديم بعض المساعدات العينية كنصب بعض الخيم في الشوارع، أو تقديم الدعم النفسي وإرشادات التوعية في التعامل مع الزلازل والهزات.

الشابة علياء 29 سنة أخبرتنا قائلة :"لا أستغرب هذا الإهمال من قبل الحكومة، فالاستهتار الذي شهدناه منهم أيام الكورونا وخلال الحرب قطع الأمل لدينا في أن يغيروا معاملتهم لنا، بل على العكس الغريب هو أن يهتموا بنا".

يُذكر أن إعلام النظام السوري لم يقدم أي تغطية إعلامية لما يحصل في المدينة، بل اقتصر على تقديم بعض الأخبار العاجلة عن الهزات التي تحدث.

سهرات ليلية في الشوارع وسرقات للبيوت

يخبرنا الشاب أيمن (طلب عدم ذكر اسمه) عن بعض الأمور الأخرى التي تحصل في المدينة ليلا واصفا ما يحدث بالمضحك المبكي، حيث يفترش الناس أرصفة الطرقات ليلا مصطحبين معهم مستلزمات السهر كالطعام والشراب والموالح و"عدة المتة" التي لا يستغني عنها السلموني، حيث يقوم الناس بتشكيل مجموعات مع جيرانهم والسهر حتى الصباح بقصد التسلي والترويح عن النفس والتخفيف من القلق والخوف المنتشر بين الناس، والنوم بالتناوب من أجل مراقبة اهتزاز الأرض وحراسة البيوت من السرقات التي تحصل خصوصا في الليل، حيث يقول :" أصبحنا لا نأمن على أنفسنا ولا على ممتلكاتنا، فرغم المأساة التي نعيشها تنتشر السرقات في بعض أحياء المدينة التي تستهدف البيوت والدراجات النارية، فإن نحن بقينا في المنازل تخيفنا الزلازل، وإن خرجنا يغافلنا اللصوص".