الحرب الإسرائيلية على غزة أصبحت بمعنى من المعاني حربا أميركية داخلية مع ازدياد عدد المظاهرات في شوارع المدن الأميركية المختلفة المطالبة بوقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين في غزة والعدد الأكبر الخارج في هذه المظاهرات خاصة داخل الجامعات الأميركية هم من الشباب الذين كانوا يصوتون تاريخيا للحزب الديمقراطي.
لقد دعم جيل Z (هو الجيل المولود بعد عام 2000) والناخبون من جيل الألفية - الذين تم تعريفهم بأنهم أولئك الذين ولدوا في الفترة من 1997 إلى 2012 ومن 1981 إلى 1996 على التوالي - المرشحين الديمقراطيين، وكان الشباب أساسيين في قلب الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وتأمين فوز بايدن في عام 2020.
ولذلك خسارة بايدن لهذا الصوت الشباب قد يكلفه البيت الأبيض مجددا في عام 2024 حيث تشير كل استطلاعات الرأي أن تعامل بايدن مع الحرب يهدد بتقليل الحماس له بين الناخبين الشباب قبل انتخابات عام 2024، مع انقسام العديد من الطلاب وغيرهم من الشباب حول كيفية استخدام أصواتهم وقوتهم التنظيمية، وعلى خلفية المخاوف بشأن عمر بايدن، أعرب الكثير من الطلاب الليبراليين عن انفتاحهم على مرشحي الطرف الثالث وإحباطهم من إعادة المباراة المحتملة بين ترامب وبايدن عام 2024 مما يشير إلى أنهم سيغيرون تركيزهم على التصويت التطوعي نتيجة لذلك.
ظل بايدن غير متردد في دفاعه عن إسرائيل، حيث كتب في مقال افتتاحي لصحيفة واشنطن بوست مردداً "طالما أن حماس تتمسك بأيديولوجيتها التدميرية، فإن وقف إطلاق النار ليس سلاما".
من المتوقع أن يشكل الناخبون من جيل Z وجيل الألفية ما يقرب من 40 في المئة من الناخبين في عام 2024، وقد استعرضوا بالفعل تأثيرهم على الانتخابات
وبالرغم من أن الأميركيين بشكل عام يقفون بقوة إلى جانب إسرائيل، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن هذه الآراء أصبحت مستقطبة بشكل متزايد عبر الحزب والجيل منذ ما قبل الحرب. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته NPR/PBS NewsHour/Marist في وقت سابق من هذا الشهر أن 48 في المئة من جيل Z والبالغين من جيل الألفية قالوا إن الرد العسكري الإسرائيلي كان “أكثر من اللازم”، مقارنة بـ 38 في المئة من الجمهور بشكل عام. ولا يوافق معظم الشباب على تعامل بايدن مع الحرب في غزة، وفقًا لاستطلاعات الرأي الوطنية التي أجرتها شبكة فوكس نيوز وجامعة كوينيبياك وكلية ماريست هذا الشهر. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة إن بي سي نيوز مؤخرًا أن 70 في المئة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب.
يعزى هذا الانقسام بشكل كبير إلى عدم موافقة الأجيال الشابة على السياسات اليمينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والحصار الإسرائيلي على غزة واحتلال الضفة الغربية، والمقارنات بين معاملة الأقليات في إسرائيل والولايات المتحدة والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
من المتوقع أن يشكل الناخبون من جيل Z وجيل الألفية ما يقرب من 40 في المئة من الناخبين في عام 2024، وقد استعرضوا بالفعل تأثيرهم على الانتخابات. وأظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الشباب كانوا متحمسين جداً لقضايا مثل الإجهاض، حيث يوجد تناقض واضح بين موقفي بايدن وترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري.
لكن تضاؤل نسبة المشاركة بين الناخبين الشباب قد يؤدي إلى تعقيد محاولة إعادة انتخاب بايدن، خاصة في الولايات الحاسمة الرئيسية مثل ميشيغان. فقد قلب بايدن الولاية في عام 2020، ووجدت استطلاعات الرأي التي أجرتها الشبكة أن 61 في المئة من ناخبي ميشيغان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يؤيدون حملته. لكن الدعم لبايدن بين الشباب كان يتضاءل قبل فترة طويلة من الحرب – حيث عبر طلاب جامعة ميشيغان عن خيبة أملهم بسبب الوعود التي لم يتم الوفاء بها بشأن سياسات مثل تغير المناخ والإعفاء من قروض الطلاب والمخاوف بشأن عمره.
هذا تأثير مضاعف للحرب على غزة على مستقبل الرئيس بايدن بين الجالية العربية المسلمة المتركزة في ميتشغان وبين جيل الشباب وهو ربما ما يضغط على الإدارة من أجل إعادة التفكير في طريقة تعامل بايدن مع الحرب في غزة.