كان وما زال بيان جنيف الصادر عن المبعوث الأممي إلى سوريا حينذاك كوفي أنان، ما زال إلى اليوم يعدّ بمنزلة إنجيل الحل السياسي في سوريا، وقد كان مخاضه صعبا بالتفاوض بين روسيا وأميركا، هنا رواية مفيدة تماما لمعرفة تفاصيل اللقاءات التي جرت بين روسيا وأميركا والتي قادت للتوصل إلى بيان جنيف.
حيث يذكر السفير الأميركي إلى روسيا مايكل ماكفول تفاصيل هذه اللقاءات في كتابه من الحرب الباردة إلى السلام البارد، إذ يشير إلى أنه وبالتوازي مع مفاوضات الولايات المتحدة ثنائية الطرف مع الروس، كانت الأمم المتحدة وَجامعة الدول العربية قد كلفت الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في شباط عام 2012 بالعمل مع جميع الأطراف وَإعداد خطةٍ للانتقال السياسي. وَبعد مضي شهرٍ على تكليفه، كان أنان قد أعد خطة سلامٍ من ست نقاطٍ، وَالتي يُقال إنَّ الأسد قد صدَّق عليها خلال اجتماعه مع أنان في 27 آذار. وَكان من بين النقاط الست نقطتان مفصليتان حاسمتان: "الالتزام بالعمل مع المبعوث ضمن عمليةٍ سياسيةٍ سوريةٍ شاملة لتحقيق التطلعات وَالمطالب المشروعة للشعب السوري" وَ"الالتزام بوقف القتال وَتحقيق وقف كافة الأطراف لجميع أشكال العنف المسلح على وجه السرعة تحت إشراف الأمم المتحدة. وَمن ثم دعا أنان جميع الجهات الخارجية الفاعلة في الحرب الأهلية – "مجموعة العمل من أجل سوريا" – للاجتماع في جينيف في 30 حزيران، 2012، للموافقة على طريقٍ مشتركٍ نحو الأمام. فهم الجميع أنَّ الاتفاق الروسي-الأميركي سيكون شرطاً أساسياً لحدوث أي تقدمٍ في جينف.
لدى اجتماع كلينتون مع لافروف للحديث عن اتفاق جنيف، كان لدى كلينتون وَلافروف الكثير من القضايا الجوهرية لمناقشتها.
" لقد سيطرت سوريا على شق الشؤون الدولية في نقاشنا كما ذكر لافروف في مؤتمره الصحفي. وَقد شعرت أن موقف كلينتون قد تغير.. إذ قالت إنها تتفهم موقفنا. وَقد اتفقتا مع هيلاري كلينتون على السعي للوصول إلى اتفاقياتٍ حول سوريا تحقق التقارب بيننا".
يضيف ماكفول "لقد قضت كلينتون بقية تلك الأمسية يتملكها التخبط وَالاضطراب الحانق، وَبقيت على تلك الحال إلى آخر أيامها في سان بطرسبرغ. فقد بدا لي أن ما سمعته من لافروف في اجتماعهما المغلق لم يرق لها. إذ إنها قد اعتقدت أن لغة الصياغة في بروتوكول جنيف لم تكن كافية بما يخصّ عزل الأسد. لقد أحسست بالإخفاق يلوح في الآفاق. لقد تساءلتُ فيما إذا كانت قلقةً من كون لافروف قد استمع بانتقائيةٍ إلى ما قالته. أم هل كان لافروف يلعب لعبةً ما يا ترى، محاولاً حصر كلينتون قبل اجتماع جينيف المقرر في اليوم التالي؟ لقد جاءنا الجواب بسرعةٍ كبيرة، وَلم تكن الأجوبة جيدةً لمساعينا الدبلوماسية وَلا للشعب السوري.
كانت التوقعات في جينف أن يمارس الغرب الضغط على المعارضة لتتفاوض مع النظام الحاكم فيما سيقوم الروس بإقناع الأسد وَالدائرة التي تضم الشخصيات المقربة منه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات
وَفي جينيف، اجتمعت كلينتون مع أنان، ولافروف، وعدة وزراء خارجيةٍ آخرين، الأمين العام للأمم المتحدة، وَرئيس جامعة الدول العربية للمناقشة وَمن ثم إصدار "البيان النهائي لمجموعة العمل من أجل سوريا". هذا وَقد تضمنت هذه الخطة المؤلفة من ست نقاطٍ مجموعةً من الممارسات لتحقيق وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار في سوريا، إضافةً إلى سلسلةٍ من الخطوات التي ستفضي إلى تحولٍ سياسيٍ "يقوده السوريون"، مما سيلزم جميع الأطراف على "التنافس بعدلٍ وَمساواةٍ في الانتخابات"، إضافةً إلى اعتماد "ديمقراطية التعددية الحزبية" وَالتي لن "تقتصر على الجولة الانتخابية الأولى". كما وَدعا بيان جنيف أيضاً إلى تشكيل "مجلس حكومةٍ انتقاليةٍ" تقوم بقيادة البلد مؤقتاً أثناء تفاوض الأطراف للتوصل إلى اتفاقيةٍ سياسيةٍ معتمدةٍ لإنهاء الحرب وَقيادة عملية الانتقال السياسي. وَمع أنه لم يوجد في جنيف أيٌّ من السوريين – سواءٌ من الحكومة أو المعارضة – إلا أن مجموعة العمل من أجل سوريا قد أكدت في خطتها أنَّ "الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل البلد". لقد كانت التوقعات في جينف أن يمارس الغرب الضغط على المعارضة لتتفاوض مع النظام الحاكم في حين سيقوم الروس بإقناع الأسد وَالدائرة التي تضم الشخصيات المقربة منه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
لقد تم التطبيل للبيان الصادر في جنيف على أنه نجاحٌ باهرٌ وَهام، على صعيدي المساعي الدبلوماسية الدولية وَالعلاقات الأميركية-الروسية. هذا وَعلى الرغم من البداية المتوترة وَالمتقلقلة عقب عودة بوتين إلى الكرملين التي حدثت في وقتٍ سابقٍ ذلك العام، فقد كنا الآن نتعاون معاً في خطةٍ مشتركةٍ لحل أكبر أزمةٍ أمنيةٍ وَإنسانيةٍ واجهها العالم يومئذ، أو هذا ما قلناه.
بيدَ أنَّ الروح وَالتوقعات الإيجابية استمرت لأقل من يوم. فسرعان ما بات من الجليّ أنَّ كلاً من لافروف وَكلينتون يفسر البيان بشكلٍ مختلفٍ تماماً. فقد كانت كلينتون وَشركاؤها قد نجحوا، في جنيف، في إضافة عباراتٍ إلى الاتفاقية تنصّ على أنَّ كيان الحكومة الانتقالية، المؤلفة من ممثلين لحكومة الأسد وَللمعارضة، سوف يتم تشكيله "استناداً إلى موافقة الجانبين". بالنسبة لنا، فقد عنى لي ذلك رحيل الأسد، نظراً لاستحالة موافقة المعارضة على السماح لشخصٍ تعتبره مجرم حربٍ بالانضمام إلى السلطة الانتقالية. فكما صرحت كلينتون بصراحةٍ في جينيف، "لقد اتفقنا جميعاً على دعم المبادئ وَالتوجيهات التي وضعها كوفي أنان لتحقيق انتقالٍ سياسيٍ للسلطة يقوده السوريون، بما في ذلك الهدف بجعل سوريا دولةً ديمقراطيةٍ تعدديةٍ تدافع عن حكم القانون للبلاد وَتحترم الحقوق العالمية لجميع الناس وَالجماعات المحلية، بغض النظر عن جنسهم أو انتماءاتهم العرقية، أو الطائفية...وَتشكيل هيئة حكومةٍ انتقاليةٍ تمارس جميع السلطات التنفيذية، وَالتي ستكون واسعة الاحتوائية وَيتمّ اختيارها بموافقةٍ مشتركةٍ من الجانبين.. فهذه هي المبادئ التي شكّلت الأساس الذي قامت عليه جميع التحولات الديمقراطية في العالم، كما أنها تقدّم الفرصة المثلى لإعادة السلام وَتحقيق احتياجات وَتطلعات الشعب السوري". فبقاء الأسد في السلطة وَالتحول الديمقراطي كانا أمرين متعارضين متنافيين. كما وَكتبت كلينتون في مذكراتها الشخصية بوضوحٍ أكبر عن الأمر، لقد كان البيان "مسوّدة مخطّط رحيل الأسد".
بيد أنَّ لافروف قد نظر إلى البيان بطريقةٍ معاكسةٍ تماماً. فانتقد كلينتون لاقتراحها البيان الذي دعا لمغادرة الأسد، إذ أخبر المراسلين قائلاً "لقد بدأ بعض المشاركين في الاجتماع بتشويه البنود المتفَق عليها.. عبر تصريحاتهم العامة". فخلال ثمانٍ وَأربعين ساعةً، تبدّل الأمر من "أفضل الاجتماعات على الإطلاق" بين كلينتون وَلافروف في سان بطرسبرغ إلى المناوشات الكلامية وَالجدال مجدداً في جنيف.
لقد أصبت بخيبة أمل إلا أني لم أتفاجأ. فقد أمضينا أشهراً عديدةً نلاحق الروس، وَنطلب منهم دعم قرارات مجلس الأمن غير الفعالة التي تدين المذابح التي ارتكبها الأسد في حق المدنيين الأبرياء، وَنرجوهم أن يضغطوا على الأسد ليقوم بوقف إطلاق النار، وَنتوسل إليهم أن يستخدموا نفوذهم لإحضار الأسد إلى طاولة المفاوضات، دون أن نعترف أبداً أنهم كانوا يرومون نقيض أهدافنا طوال الوقت. لقد واصلنا التودد إلى الروس لاعتقادنا بعدم امتلاكنا أي خياراتٍ أفضل. فنحن لم نكن لنقدم على استخدام القوة من دون الحصول على قرارٍ من مجلس الأمن بذلك. وَتقريباً لم نمتلك ولو طريقةً فعالةً واحدةً للتأثير على الأسد بشكلٍ مباشر. مما جعلنا نعود للتركيز على إشراك الروس في الأمر، حتى وَلو أدرك الجميع شدة انخفاض احتمالات نجاحنا.
فما توالى من اجتماعاتٍ عديدةٍ مع مسؤولي الحكومة الروسية خلال عام 2012، بما في ذلك الاجتماعات التي قمت بها مع أكبر وَأهمّ خبيرٍ روسيٍ في شؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، قد عزز تشاؤمي. ففي ذلك الوقت، كان بوغدانوف نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وَأفريقيا في وزارة الخارجية، وَكان قد أمضى خدمةً وظيفيةً في الشرق الأوسط استمرت لعقودٍ من الزمن، كان من بينها فترتان وظيفيتان طويلتان في دمشق، جولاتٌ في اليمن وَلبنان، وَتخلل ذلك عمله كسفيرٍ لمرتين، مرةً في إسرائيل، وَمن ثمّ في مصر. فقلةٌ قليلةٌ جداً في العالم هم من توازي معرفتهم بالشرق الأوسط ما يعرفه بوغدانوف. أيضاً، كان نائبه، سيرغي فيرشينين، خبيراً بكل ما هو عربي.
لقد شعرت أني انسجمت بسرعةٍ مع بوغدانوف أثناء عملي كسفير. لقد بدا لي شخصاً منفتحاً وَجذاباً. كما وَكان بوغدانوف شخصاً كنت ألتقيه بين مكانٍ وَآخر في المدينة، في المناسبات الثقافية في سباسو هوس وَالحفلات الموسيقية في الكونسرفاتوار. لقد كان رجل فكرٍ حقيقيٍ – متعلماً، راقياً، وَمثقفاً. كما وَكان أيضاً دبلوماسياً حذقاً وَماهراً، رجلٌ لم يكن أبداً ليتجاوز في حديثه النقاط التي أراد التحدث عنها في السياسة، إلا أنه كان يتجاوز بحريةٍ خطوط الحكومة عندما يكون في صدد إعطاء تحليلاتٍ.
لقد كان بيننا مراسيمُ متبعة. إذ كنت ألتقي به في مكاتبه لأسلم مبادرتي الدبلوماسية. وَكان يقدم لنا الشاي الأسود وَالبسكويت القديم. وَكنا نجلس على كراسٍ جلديةٍ كبيرة وَنتحدث مطولاً غالباً باللغة الروسية. وَبعد قيامي بنقل وَتبليغ النقاط التي أردت التحدث عنها وَتلقي إجابته الرسمية عنها، كنت أطلب من بوغدانوف أن يعطيني تقييمه للوضع الراهن في سوريا. وَكان يجيب عن أسئلتي التحليلية بلهفةٍ. فقد كان لديه الكثير ليقوله، نظراً لسعة معرفته وَاطّلاعه. إذ إنَّ السوفييت كانوا قد كرسوا موارد حقيقية جمّة لتطوير خبرتهم حول الشرق الأوسط. وَقد أثبت بوغدانوف ما يمكن لهذا النوع من الاستثمار أن يقدمه. فقد كان يعرف جميع الأطراف المؤثرة في سوريا، سواءٌ في الحكومة أو المعارضة. كما وَعرف أيضاً جميع الجهات الفاعلة الإقليمية في العالم العربي. لقد تعلمت الكثير من محادثاتنا الطويلة، حتى وَإن لم يُترجم هذا الاكتساب المعرفي أبداً إلى تقدمٍ سياسيٍ مباشر.
لقد أكدت اجتماعاتي مع بوغدانوف ثلاث سماتٍ محوريةٍ للسياسة الروسية في سوريا. أولاً، وَكما أوضح بوتين لأوباما في لوس كابوس، لم تكن روسيا مستعدةً لدفع جهودها من أجل تحقيق تسويةٍ سياسيةٍ تتضمن رحيل الأسد. فعلى الرغم من محاولة بعض القادة الأوروبيين الالتفاف وَالتنميق، فإن خطة جنيف لم تغير من موقف روسيا حول هذه النقطة. وَبرأيي، فقد كنا بحاجةٍ لأن نتفهم هذا الاختلاف الجوهري وَالتوقف عن الجري وراء الآمال بأننا سنتمكن من جعل بوتين يغير رأيه. فالأمل ليس باستراتيجيةٍ يمكن اتباعها.
وصفت كلينتون مؤتمر جنيف في مذكراتها "لقد تحول إلى جدلٍ مستعرٍ بيني وَبين لافروف"
ثانياً، لقد خلصت من تتلمذي على يد بوغدانوف بقناعةٍ تفيدُ بأننا كنا نبالغ في تقدير نفوذ وَتأثير روسيا على الأسد وَالدائرة المحيطة به. بالطبع، امتلك الروس قنوات تواصلٍ أفضل مما كان لدينا مع الديكتاتور السوري وَدائرته الداخلية. لكن، لا يجدر بالمرء أن يخلط في عالم الدبلوماسية بين امتلاك الفرصة للتكلم وَبين القدرة على الإقناع. فالوصول وَالتواصل لا يساوي النفوذ. كما وَلم أستشعر أنَّ الروس كانوا يمتلكون تأثيراً حقيقياً على كبار المسؤولين في حكومة الأسد أو في الجيش السوري، الذين من الممكن إقناعهم بإزاحته لإنقاذ النظام. ففي وقتٍ سابقٍ عندما كان ما يزال يُنظرُ إلى التحول في مصر على أنه تحولٌ ناجح، شرحت له أننا قمنا باستخدام علاقاتنا المتينة مع عددٍ من جنرالات الجيش المصري لمساعدتنا على إزاحة مبارك خارج السلطة. فما الذي يمنع روسيا من القيام بمثل ذلك مع من يعرفونهم في الجيش وَالمخابرات السوريين؟ فكما جسست الأمر، لم أكن متأكداً إذا ما كانوا يمتلكون علاقاتٍ كهذه، نظراً لأن روابط روسيا مع هؤلاء في سوريا لم تكن بقوة علاقاتنا مع نظرائهم المصريين من جهةٍ وَلعدم انشقاق أيٍ من أفراد الدائرة الداخلية المقربة من الأسد من جهةٍ أخرى. إذ إنَّ الأسد كان قد قام بإنشاء شبكةٍ معقدةٍ تنافسيةٍ بين كبار قادة أجهزته الاستخبارية ليشجع الجميع فيها على التجسس على بعضهم بعضاً. ففي اللحظة التي سيبدأ فيها منشقٌّ ما بإعداد خطةٍ ضد الأسد، سيقوم شخصٌ آخر في عالم الاستخبارات السورية بالإبلاغ عنه.
وَسرعان ما انكشف الغطاء عن الدبلوماسية التي أصدرتها اجتماعات جينيف 2012 – أو جينيف 1 كما صار يشار إليها. فقد وصفت كلينتون مؤتمر جنيف في مذكراتها "لقد تحوّل إلى جدلٍ مستعرٍ بيني وَبين لافروف". وَخلال الأشهر القليلة اللاحقة، استمر الجدل، ضمن اجتماعاتٍ مغلقةٍ دوماً في حين تسربت بعض تفاصيله إلى العلن أحياناً. وَفي آب عام 2012 قدم كوفي أنان استقالته مشمئزاً من التعنت الذي لزمته جميع الأطراف، خصوصاً التعنت الذي ساد بين الأميركيين وَالروس. وَبينما كانت موسكو وَواشنطن تتشاحنان، كان الأسد يقوم بتذبيح عشرات آلاف المدنيين الأبرياء. فجميع أطراف الحرب قد لزمت مواقفها متشبثةً بها، وَكذلك فعلت الجهات الخارجية الداعمة لها. لقد كنا في حاجةٍ لتغيير المسار. كنا في حاجةٍ للتخلي عن تركيزنا المتحور على روسيا وحدها على أنها النافذة الأقرب للتوصل إلى اتفاقيةٍ مع سوريا. هذا وَكما جاء فيما كتبته إلى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وَالبيت الأبيض في السابع من كانون الأول، 2012، رداً على مسودةٍ حول الاستراتيجية الروسية، "بخصوص سوريا، فنحن بحاجةٍ (وفقاً لما أراه) لإعادة التفكير جوهرياً بمنهجنا المتبع معها – فهذه الملاحقة الدؤوبة للروس لأكثر من 18 شهراً قد أثبتت إخفاقها. فعلى ماذا ارتكزنا في إيماننا بأنه من الممكن أن نحصل على نتيجةٍ مختلفة؟" أعرف أنّ بعضهم قد وافقوني الرأي، إلا أنَّ بدائل إنهاء ملاحقتنا للروس لم تكن جذابةً أيضاً.