icon
التغطية الحية

في اليوم العالمي للمرأة.. أصوات نسائية ما تزال تعاني في سوريا بعد الزلزال

2023.03.09 | 15:44 دمشق

الفنانة السورية سلام حامد ترسم جدارية على منزل دمره الزلزال في جنديريس ـ رويترز
الفنانة السورية سلام حامد ترسم جدارية على منزل دمره الزلزال في جنديريس ـ رويترز
Relief Web - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يعيش في شمال غربي المنطقة 4.6 ملايين نسمة، 60% منهم نازحون داخلياً، وأغلبهم من النساء والأطفال، غير أن الزلزال الذي وقع مؤخراً زاد من سوء الأوضاع بالنسبة للنساء في شمال غربي سوريا، بسبب القيود المفروضة على فرص العمل وكسب الرزق أمامهن هذا في أحسن الأحوال. أما بالنسبة لأغلب الحالات، فقد باتت الأرامل يعانين في تأمين لقمة العيش لأولادهن بعد مقتل الزوج في الحرب، والذي يعد رب الأسرة ومعيلها في المجتمعات السورية المحافظة.

قبل وقوع الزلزال، كانت منظمة بيبول إن نيد People in Need تقدم المعونات للآلاف من الناس في شمال غربي سوريا عبر التمويل الذي يصلها من الاتحاد الأوروبي. إذ عبر توزيع قسائم لحوالات نقدية على الناس، تمكنت هذه المنظمة من دعم النازحات، واستمرت على ذلك المنوال بعد وقوع الزلزال، من خلال الاستجابة لحالات الضعف التي زادت عقب الكارثة.

"علي تحمل العبء"

في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 من آذار تخبرنا أمينة وهي أرملة وأم لخمسة أولاد تعيش في إدلب، فتقول: "أحصل على قسائم من منظمة بيبول إن نيد بما يساعد أسرتي على تلبية احتياجاتها، بيد أن احتياجاتنا كبيرة، وقد زادت كثيراً منذ وقوع الزلزال الذي أعتبره أكثر شيء مروع رأيته في حياتي، بيد أن الأوضاع تسوء وتصبح أصعب شهراً بعد شهر".

اقرأ أيضا: متطوعة في الخوذ البيضاء "تنتصر" على من طالبوها بالبقاء في المنزل | فيديو

قتل زوج أمينة بغارة جوية، واضطرت ابنتها وصهرها بعد وقوع الزلزال للهرب من بيتهما الذي دمرته الحرب في السابق. ونظراً لعدم وجود من يستقبلهما، دعتهما أمينة للانضمام إلى أسرتها، واقترضت المال من صديقاتها حتى تؤمن لهما الطعام، وعن ذلك تقول: "إنه لوضع مأساوي، ولكن علي تحمل هذا العبء".

النساء السوريات.. قصص متشابهة

طوال سني الحرب الاثنتي عشرة التي لما تنته بعد في سوريا، تحملت نساء مثل أمينة أعباء كبيرة تمثلت بإعالة أسرهن ودعمها لتخرج من الصدمة التي لا يمكن لأحد تخيلها. وهنا تتذكر فضيلة التي تعيش في ريف إدلب اللحظة التي قصفت فيها طائرة حربية الحي الذي تعيش فيه، إذ بعد مرور ثوان على ذلك، هرولت تلك المرأة إلى الشارع لتأتي بكل من بوسعها أن تؤويه من النساء والأطفال في بيتها. وهكذا، تتشابه قصص الغارات الجوية والزلازل، والخوف والمأساة، بشكل مخيف، لدرجة باتت معها ملامح الدمار عصية على التمييز، ولهذا صارت فضيلة تشير إلى الدمار الذي ألحقه الزلزال بمحيط ببيتها وكأنه وقع بفعل غارة جوية أو قصف.

إن قوة النساء السوريات هي التي حافظت على لم شمل الأسر والعائلات، بيد أن مهمتهن صارت مضنية، كما أن التعافي بعد الزلزال سيكون صعباً، بما أن الأدوار التي أنيطت بكل جنس بشكل صارم لابد وأن تقيد خيارات النساء في مجال العمل ضمن سوق عمل مزدحم بالأصل، إذ من بين مجمل القوى العاملة في سوريا، تمثل النساء نسبة أعلى من الربع بقليل.

تعلق فضيلة على الوضع بالقول: "بعد وفاة زوجي توليت شؤون أسرتي وصرت أعيلهم، حيث حصلت على عمل في مجال تصنيع الأغذية، إلا أنه لم يكن مجزياً خلال السنتين الماضيتين بسبب ارتفاع الأسعار وضعف الدخل، أما في السابق، فقد كان بيتي أشبه بسوق للخضار، بيد أن الأمور غدت صعبة اليوم".

خلال العام الفائت، بدأت فضيلة بالحصول على منح مالية من قبل منظمة بيبول إن نيد التي استمرت على هذا المنوال بعد وقوع الزلزال، وعن ذلك تقول: "إنه لمشروع عظيم وقد ساعدنا كثيراً، إذ صار بوسعي شراء كل الأغذية التي نحتاجها، وأصبح بمقدوري أن أعطي بعضاً منها لابني. ولقد استعنت بأول منحة مالية حصلت عليها لشراء الوقود من أجل التدفئة، ولولا حصولنا على هذا الدعم، لما تمكنت من تدفئة بيتي في البرد الشديد"، إذ يعتبر الغذاء والمأوى والوقود من الحاجات الأساسية التي تعد أولوية بالنسبة للعائلات التي خسرت بيوتها بسبب الزلزال.

تتابع فضيلة بالقول: "تقيم غالبية الأسر في الخيام خوفاً من تعرض البيوت للانهيار، ولهذا صار الخوف يهيمن على حياتنا، فلقد نصبت ابنتي خيمة بالقرب من بيتها، وعلى الرغم من صغرها، ازدحمت بالناس الباحثين عن مأوى هناك".

مضى أكثر من شهر على وقوع الزلزال، إلا أن الطريق نحو التعافي لابد وأن يكون شاقاً أمام السوريات اللواتي تحملن الكثير أصلاً، إذ تحولت الآلاف من النساء في شمال غربي سوريا إلى معيلات أساسيات لأسرهن، لذا بوسعهن الاستفادة من المنح المالية التي تساعدهن على أداء هذا الدور. ولذلك ستواصل منظمة بيبول إن نيد دعم النساء المحتاجات عبر الاستعانة بالتمويل الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، من خلال الأموال التي توزعها المنظمة بصورة دورية، إلى جانب مشروع المال من أجل المأوى والذي سيساعد الأسر على إصلاح الأضرار الطفيفة في بيوتهم التي بقيت صامدة بعد الزلزال.

المصدر: Relief Web