icon
التغطية الحية

عائلات مغربية تسعى لإعادة أبنائها المسجونين في سوريا

2022.02.22 | 12:25 دمشق

عائلات المغاربة المحتجزين في سوريا والعراق تحتج أمام البرلمان المغربي
عائلات المغاربة المحتجزين في سوريا والعراق تحتج أمام البرلمان المغربي
لابريسنا لانتينا - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تنتظر رشيدة إدريس كلّ يوم أن يصلها أي شيء من أخيها مصطفى الذي فرّ إلى سوريا ليلتحق بجماعة جهادية، عام 2016، إلا أن هذا الشاب البالغ من العمر اليوم 25 عاماً محتجز في أحد سجون العراق، وهذا كل ما عرفته عنه عائلته بعد اتصالين هاتفيين أجراهما معها,

تعيش عشرات العائلات المغربية التجربة ذاتها، إذ خسر كل منها ابناً أو شقيقاً في معارك "الجهاد" الذي أعلن عنه تنظيم الدولة الذي سيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.

ولهذا تطالب تلك العائلات بإعادة هؤلاء إلى المغرب، إلا أن تلك المطالبات أضحت أشد إلحاحاً بعد الاشتباكات التي اندلعت، خلال الشهر الفائت، في أحد السجون الذي يخضع لإدارة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والذي يؤوي الآلاف من عناصر تنظيم الدولة الذين تعود أصولهم لأكثر من 50 دولة، ويقع ذلك السجن في منطقة غويران بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا.

وتعلّق رشيدة شقيقة مصطفى بالقول: "نريدهم أن يعودوا إلى المغرب، حتى لو حكم عليهم بالسجن المؤبد، إذ إننا نعترف بأنهم ارتكبوا خطأ، ولكننا نريد لهم أن يكونوا في سجن بوسعنا أن نقابلهم فيه، فهذا أفضل من حالة الشك التي نعيشها اليوم".

كان مصطفى يعمل ميكانيكياً في مدينة الدار البيضاء لكنه قرّر في عام 2013، أي عندما كان عمره 17 عاماً، أن يهاجر إلى أوروبا، وبعد إقامته لفترة قصيرة في ليبيا، تمكن من الوصول إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.

كانت آخر دولة أوروبية وصل إليها حسب ما ذكرته شقيقته هي سلوفينيا، وتشرح ما جرى معه: "كنا نتواصل كل يوم لغاية 31 كانون الأول 2015" إذ يومها بقيت تتحدث معه حتى فجر يوم رأس السنة، لكنه اختفى في اليوم التالي، ثم نشر آخر حالة له على حسابه في "فيس بوك" بعد مرور شهر على ذلك جاء فيها: "توفي مصطفى".

وتستكمل شقيقته القصة: "بعد ذلك تواصلت مع أصدقائه في أوروبا، إلى أن أخبرني أحدهم أنه سافر إلى غازي عنتاب في نيسان 2016، وفي تلك اللحظة بدأت أبحث عن النقاط الساخنة للنزاع".

أصبحت رشيدة مهووسة بفكرة العثور على شقيقها، وهي تعتقد بأنه محتجز في سجن الناصرية بالعراق، وذلك بعدما تلقت والدتها مكالمتين هاتفيتين صامتتين من هناك.

إلا أن خديجة فوزي وهي امرأة تعمل في مجال الحلاقة وبالكاد تتحدث العربية، كانت أوفر حظاً من رشيدة، لكونها تعرف على الأقل مكان ابنها جواد بوجعفر البالغ من العمر 24 عاماً، كما أنها تتحدث إليه عبر الهاتف في السجن المحتجز فيه بسوريا.

تقول خديجة إن جواد كان يدرس في جامعة الدار البيضاء، عندما ترك بيت أسرته، عام 2016، بحجة قضاء عطلة الصيف برفقة أصدقاء له في مدينتي تطوان وأغادير المغربيتين، حيث طلب المال من أهله وبعدها غادر.

وتعلق على ما حدث: "كان يكتب لنا طوال الوقت وكأنه في المغرب"، ولكن زار بيتهم في أحد الأيام بعض الأشخاص الذين أخبروهم أن جواداً سافر إلى تركيا ليعبر من هناك إلى الشمال السوري، مضيفةً: "طلبنا المساعدة من السلطات، وذلك لأن ما حدث أتعبنا وكنا نحس بالضياع، وهذا ما حرمنا من النوم والأكل".

يذكر أن نحو 1600 مغربي تركوا بلدهم ليتحولوا إلى "مجاهدين"، ويُعتقد بأن قرابة 724 مغربياً بينهم 217 رجلاً و120 امرأة و387 قاصراً محتجزون حالياً في السجون الموزعة بين سوريا والعراق، وقد رفع أفراد من عائلاتهم عرائض للبرلمان المغربي الذي شكل لجنة لمتابعة القضية.

السلطات المغربية أعادت "جهاديين" من مواطنيها لأسباب وصفتها بالإنسانية، وذلك في شهر آذار من العام 2019، حيث نقل ثمانية مغاربة من سجون "قسد" شمال شرقي سوريا، إلى سجون موجودة في إحدى دول شمال أفريقيا.

وذكرت مصادر مغربية أن عمليات الإجلاء تلك قوبلت بمقاومة من قبل العديد من الدول، بسبب الخطر المتمثل بالخبرة العسكرية التي اكتسبها هؤلاء الأشخاص إلى جانب تبنيهم لعقيدة متطرفة، ناهيك عن صعوبة التعرف عليهم في بعض الأحيان، نظراً لأنهم ليست لديهم وثائق ثبوتية.

مها غازي - خبيرة في مكافحة التطرف لدى المرصد المغربي للتطرف والعنف - تقول إنّ المؤسسات الإصلاحية لن تتمكن فجأة من استيعاب مئات من المتطرفين الذين يتمتعون بتدريب عسكري.
 

المصدر: لابريسنا لانتينا