icon
التغطية الحية

صيدلانية مهجرة في إدلب تحقق حلمها وتطلق منشأةً لتصنيع منتجات العناية بالبشرة

2023.08.31 | 19:02 دمشق

صفاء الموسى تيمول
الصيدلانية صفاء الموسى في مشروعها "تيمول" لصناعة مستحضرات العناية بالبشرة - تلفزيون سوريا
إدلب ـ عز الدين زكور 
+A
حجم الخط
-A

منذ خمس سنوات انصرفت الصيدلانية صفاء الموسى، إلى الدراسات والتجارب العلميّة الرصينة، بمساندة زوجها المحامي فهد الموسى، لإطلاق مشروعها "تيمول كيدز" في تصنيع وإنتاج مستحضرات البشرة، لتكملَ شغفها الذي يمتدّ إلى أكثر من 15 عاماً، حين أعطت اهتماماً كبيراً للأمراض والأدوية الجلدية ومعالجة الحروق.

وأطلقت الموسى وهي صيدلانيّة مهجّرة من بلدة "طيبة الإمام" بريف حماة، مشروعها الأول لتحضير وتصنيع مساحيق البشرة، تمخّضت عن دراسات علميّة عالميّة، عرضتها على لجان مختصّة في وزارة الصحة العاملة في إدلب.

تقول الموسى لموقع تلفزيون سوريا: "بدأت منذ سنتين إجراءات التأسيس في إدلب والترخيص للمنشأة في وزارة الصحة، التي تابعت بكل اهتمام خطوات الترخيص والشروط الواجب توفرها في المنشأة ومناقشة ملفات التصنيع والتحليل والدراسات العلمية المطلوبة لكل مستحضر، ومراقبة المواد الداخلة في التصنيع بالإضافة لمناقشة الأسماء التجارية والأمبلاج والنشرات الطبية لكل مستحضر، ومن ثم إجراء التحاليل المخبرية في كلية الصيدلة بجامعة الشمال ومخابر وزارة الصحة لكل تحضير، وتم تدعيم جميع الملفات بدراسات علمية من المكتبة الوطنية الأميركية".

ومن منشأتها الصغيرة، في مدينة بنّش بريف إدلب، ومكان تهجيرها الجديد، تسعى صفاء في تحقيق شغفها بتأمين ترويج لـ"منتجها المحليّ"، الذي تعدّه مفخرةً لها ولجميع السوريين في المنطقة، إذ يكرّس من وجهة نظرها "قدرة المنطقة على الإنتاج والعطاء رغم التحديات الصعبة على جميع المستويات".

 

 

حلم إسقاط النظام

حين تخرّجت صفاء في العام 2001 ـ 2002 في جامعة دمشق ـ كلية الصيدلة، كان يراودها حلمانِ، يكمن الأول في تأسيس صيدلية ناجحةٍ في مدينتها "طيبة الإمام"، والثاني في تأسيس عائلة ومنزل، وفقاً لما تقول، وتردف: "حققت ـ بفضل الله ـ الهدفين الأوليَين، إلى أن انطلقت الثورة السورية، وأصبح حلم عائلتي الجماعي هو إسقاط النظام".

نحّى هذ الحلم، جميع أحلام "صفاء" المهنيّة جانباً لسنوات عديدة، إذ انخرطت في عملها الطبي مساندةً لثوّار المدينة، في وقتٍ كان زوجها المحامي والناشط فهد الموسى، إلى جنبها في ركب الثورة السورية، تحت خطر الملاحقات الأمنية والتضييق، قبل أن تعتقله أجهزة الأمن في العام الأول للثورة.

تحكي "صفاء" عن مشاركتها في بدايات الثورة في مدينتها "طيبة الإمام"، وتقول: "شاركت أنا وزوجي منذ بداية الثورة في مظاهرات طيبة الإمام لنقول كلمة حق في وجه حاكم ظالم ونظام فاسد، وبسبب مشاركتنا في المظاهرات، تم وضع صيدليتي تحت المراقبة الأمنية اليومية من قبل عبد الرزاق كيروان من مفرزة أمن الدولة في صوران وبعد نحو ستة أشهر من انطلاق الثورة تم اعتقال زوجي".

تعتبر "صفاء" أن قضية اعتقال زوجها من الأمن السوري حينئذ فتيل إصرار إضافي على متابعة نشاطها الثوري، وهو ما دفعها للمواصلة في المشاركة في المظاهرات السلمية برفقة أطفالها الصغار، إذ كانت تطالب إلى جانبهم بإطلاق سراح زوجها وجميع معتقلي الحراك السلمي في الثورة السورية.

وتتابع: "خلال هذه الفترة كانت صيدليتي مركزاً لتقديم المساعدات الطبية للمصابين، وعند تعرض طيبة الإمام للحملات العسكرية، كان الأمن يسأل عني وتم وضع اسمي على قوائم المطلوبين، في هذه الفترة عملت مع محامية على تأمين إطلاق سراح زوجي من الاعتقال بعد دفع رشى باهظة للقضاة، وبعد نحو سنة وتحديداً بتاريخ 26 تشرين الأول من العام 2012 تم إطلاق سراح زوجي وعلى إثرها قام عناصر الجيش الحر بتأمين خروجنا من طيبة الإمام حتى لا يتم اعتقالنا مرة أخرى، وخرجت مرغمةً من بلدتي بسبب الملاحقة الأمنية وتركت صيدليتي وبيتي الذي حرقه نظام الأسد انتقامًا منا، أما صيدليتي فقد تعرضت للنهب عند دخول الجيش إلى طيبة الإمام".

دراسات علمية حديثة

أنتج مشروع "صفاء" 9 مستحضرات تجميلية للبشرة، وهي مجموعتها الأولى المكوّنة من: "تيمول فيت مرمم، وتيمول كيز للاحمرار والتسلّخات، وتيمو برايت مضاد للتجاعيد، وتيمول وايت مفتح بشرة، وتيمول سوفت مؤخر نمو شعر، وتيمول سمايل مزيل تعرّق، وتيمول كير بالبابونج ترطيب عميق، وتيمول كير بالزعتر البري ترطيب عميق، وفازلين تيمول".

 

صفاء الموسى تيمول

 

وتوضح "صفاء" في حديثها لموقع تلفزيون سوريا أنّ الخطة المقبلة لمشروعها تتضمن مجموعة سيرومات للبشرة والشعر.

وتتابع حديثها: جميع المنتجات تم ترخيصها وفق المشابهات الأجنبية العالمية، لكن ما يميزها هو اعتمادنا على دراسات علمية حديثة من المكتبة الوطنية الأميركية باعتماد مكوّنات من زيوت طبيعية معصورة على البارد وخلاصات نباتية تعطي مؤازرة للمواد الفعالة وتزيد من تأثيرها الدوائي لتعطي جرعة عالية وسرعة في النتائج وبأسعار تنافس المنتجات الأجنبية الموجودة في السوق مع مراعاة الأسعار للقدرة الشرائية في المنطقة التي أنهكتها الحرب والتهجير".

 

صفاء الموسى تيمول

غياب سياسة حماية

في وقتٍ تبذل فيه "صفاء" مع فريقها التسويقي جهداً في ترويج المستحضرات في السوق المحليّة، يعترضها "غياب سياسة حكومية واضحة لحماية المنتج المحلي من فوضى الاستيراد من بلدان أجنبية أو من مناطق نظام الأسد للأصناف المماثلة"، وفقاً لما تقول.

وتضيف: "المطلوب أن تكون هناك سياسة حكومية لتأمين حماية فعلية للمنتج المحلي وتنظيم فوضى الاستيراد وتأمين إمكانية تصدير المنتجات المحلية للدول التي يتم الاستيراد منها"، وتربط في السياق ذاته: "فشل أي مشروع اقتصادي في المنطقة، بفشل حكومي، إذ يلقى على عاتق الأخيرة مسؤولية تنظيم الاقتصاد والصناعة".

 

 

وتجد أنّ "الشمال السوري بحاجة إلى هذه المنتجات، فبدلاً من استيرادها من الهند والصين أو من دول الجوار أو من مناطق سيطرة النظام، ونساهم في دعم اقتصاده أو اقتصادات تلك الدول، من الواجب علينا كصيادلة وأطباء وتجار دعم التصنيع المحلي لتحقيق الأمن الدوائي لمناطقنا وندعم الاقتصاد المحلي ونساهم في القضاء على البطالة".