يبيع صرافو الشوارع في دمشق الدولار بأسعار أقل من نشرة البنك المركزي، مستغلين غياب مراكز صرافة مرخصة أصولاً، إلى جانب امتناع البنك المركزي عن تصريف العملات، في حين تقوم شركات الفؤاد والمتحدة وسيريا لايت بتصريف الدولار بسعر أقل من سعر الصرف الرسمي البالغ 13000 ليرة سورية لكل دولار.
من بيع اليانصيب إلى تصريف الدولار
وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ أغلب من يعمل في تصريف الدولار في شوارع العاصمة هم من مَن كانوا يعملون في بيع اليانصيب السوري قبل سقوط النظام السابق، وقد تحولوا اليوم إلى صرافي دولار في الشوارع.
وأكدت المصادر، بأنّ قسما كبيرا من هؤلاء الصرافين يعملون لدى تجار لديهم كميات كبيرة من العملة السورية يرغبون في تحويلها إلى دولار بأقل الخسائر.
وأضافت المصادر أن بعضهم يستغل غياب الرقابة لترويج العملات المزورة، حيث يمكن شراء الدولار الأميركي بسعر أقل من أسعار البنك المركزي ومراكز الصرافة المرخصة.
في المقابل، قال عدد من صرافي الشوارع في ساحة يوسف العظمة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا إنهم يعملون وحدهم ويصرفون الدولار بسعر 12500 ليرة لكل دولار ومن ثم يبيعونه بسعر 12750 ليرة.
ويعمل عدد من هؤلاء الصرافين لصالح بعض أصحاب محال الجوالات الذين يزودونهم بالليرة السورية لتصريف الدولار مقابل الليرة بـ 12500 ومن ثم البيع بـ 12650 ليرة.
أسعار أقل من نشرة البنك المركزي
مع سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الأول الفائت، انتشرت في شوارع دمشق بسطات صرافة العملات الأجنبية وسط صرخات تنادي "صراف" في مشهد غير مألوف في سوريا التي كانت تجرّم قانونياً من يتعامل بالدولار الأميركي.
ويستغل هؤلاء الصرافون الجدد السكان في دمشق من خلال تصريف الدولار بأسعار تقل عن سعر التصريف الحكومي بـأكثر من 1500 ليرة سورية لكل دولار وفي ظل عدم وجود قوانين أو جهة تضبط موضوع التعامل بالدولار وتصريفه بشكل قانوني وضمن الأطر الرسمية أو الخاصة.
هند المحمد، وهي من سكان دمشق كانت واحدة من هؤلاء الذين تعرضوا للاستغلال، "اضطريت صرّف الدولار بـ 11500 ليرة لكل دولار أميركي"، مشيرةً إلى أنّ هذا السعر كان الأفضل بين باقي الصرافين.
أما عصام المبيض، فقد فشل في تصريف ما لديه من دولار لدى شركات "الفؤاد والمتحدة وسيريا لايت"، بسبب امتناعهم عن تصريف الدولار في وقت سابق، بينما يصرفون اليوم الدولار بسعر 12300 ليرة، بينما سعر البنك المركزي 13 ألف ليرة.
وقال المبيض لـ موقع "تلفزيون سوريا" "صرّفت الدولار بـ 11600 ليرة من صراف في ساحة المحافظة بعد جدال طويل حول سعر التصريف"، موضحاً أن الصراف قال له "إذا مو عاجبك السعر روح صرف من البنك المركزي".
ويبلغ سعر تصريف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية 13000 ليرة للشراء و13130 ليرة للبيع، وفق نشرة رسمية أصدرها البنك المركزي يوم الأحد الفائت، هي الأولى في عام 2025.
وشهدت الليرة السورية ارتفاعاً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار الأميركي منذ إسقاط رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد في 8 من كانون الأول الفائت، وذلك بعد انهيارات عديدة ومتتالية شهدتها منذ عام 2011.
الصرافة العشوائية في دمشق
ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا التعافي الجزئي في سعر الليرة ليس حقيقياً في ظل التحديات والمشكلات العديدة التي يعاني منها الاقتصاد في سوريا، وأن الاستقرار في سعرها مرهون بالاستقرار السياسي والاستثمار وتحرك عجلة الاقتصاد.
وإلى جانب صرافي الشوارع، بدأت بعض المحال التجارية بوضع إعلانات على واجهاتها تشير إلى وجود تصريف للعملات الأجنبية بأسعار تقل عن سعر التصريف الرسمي وتتراوح بين 12600 و12700 ليرة لكل دولار، وفق رصد موقع تلفزيون سوريا.
وفي جولة بدمشق تبين أنّ هؤلاء الصرافين يستغلون الناس في عملية التصريف بأسعار تقل عن السعر الحكومي بنحو 1500 ليرة سورية لكل دولار أميركي. إضافةً إلى رفضهم الالتزام بسعر البنك المركزي الذي ما زال غائباً عن ضبط مشهد انتشار الصرافة العشوائية في الشوارع.
ويرى مختصون بالاقتصاد، أن البنك المركزي مطالب بممارسة دوره بشكل أكبر على أرض الواقع، وألا يسمح لشركات الصرافة وصرافي الشوارع بالتلاعب بسعر الدولار وسط عدم التزام أغلب شركات الصرافة بالسعر المحدد وفق نشرة البنك المركزي وتصرف وفق أهوائها الشخصية.
كذلك، فإنّ مهنة الصرافة العشوائية تحرم خزينة الدولة من عوائد مالية نتيجة عدم دفعها الضرائب، وفق الصحفي الاقتصادي مختار الإبراهيم، والذي دعا في تصريح صحفي إلى تنظيم مهنة الصرافة ضمن مكاتب صرافة نظامية مرخصة بحيث تعود عوائدها الربحية على الخزينة العامة وتدفع ضرائب.