نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، توغلاً جديداً في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث شرعت في عمليات تفتيش للمزارع، ورافقتها آليات عسكرية جرّفت الأراضي الزراعية.
وأوضح مراسل تلفزيون سوريا أن جيش الاحتلال دخل صباح اليوم برتل من الدبابات إلى بلدات العشة وأبو غارة ومزرعة الحيران وسرية الدبابات في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث نفّذ عمليات تفتيش وتجريف للأراضي.
وصرّح أحد السكان المحليين، في مقطع مصور، أن جيش الاحتلال قطع الكهرباء وعبث بالأراضي الزراعية في أثناء عملية الاقتحام، موجهاً مناشدة إلى الإدارة السورية الجديدة والأمم المتحدة للتدخل وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.
استمرار التوغل الإسرائيلي
وقبل أيام، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على سد المنطرة المائي في ريف محافظة القنيطرة، ضمن عملية توغّل جديدة داخل الأراضي السورية.
وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، كثّف الاحتلال الإسرائيلي عملياته داخل الأراضي السورية المتاخمة للمنطقة العازلة في الجولان المحتل. ومنذ نحو أسبوعين، توغلت قوات الاحتلال في الجانب السوري من جبل الشيخ، معلنة السيطرة على موقع عسكري مهجور.
ووصفت هذه الخطوة بأنها "إجراء أمني مؤقت" حتى التوصل إلى ترتيبات جديدة. وفي زيارة للموقع، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الجيش سيبقى في المنطقة "لحماية أمن إسرائيل"، من دون تحديد موعد للانسحاب.
زيادة الاستيطان الإسرائيلي في الجولان
يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على معظم أراضي الجولان السوري، باستثناء شريط ضيق في الجهة الشرقية يتبع خط الهدنة الإسرائيلي-السوري المبرم في 10 حزيران 1967، والذي عُدّل لاحقاً بموجب اتفاق "فض الاشتباك" في عام 1974. وقد ضمّت إسرائيل المنطقة الخاضعة لسيطرتها عام 1981، وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
وتكتسب المنطقة أهمية استراتيجية كبيرة، ما دفع إسرائيل للموافقة على خطة تهدف إلى مضاعفة عدد سكانها في الجولان، مدعية استمرار التهديدات التي تواجهها من سوريا، رغم التوجه المعتدل للسلطات السورية الجديدة. وقال نتنياهو: "تدعيم الجولان هو تدعيم لدولة إسرائيل، وهو أمر مهم خصوصاً في هذا الوقت. سنواصل ترسيخ وجودنا هنا وتطويره وتعزيز الاستيطان".