كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير نشرته أمس الجمعة، عن اللحظات الأخيرة لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد قبل هروبه إلى موسكو، وذلك استناداً إلى مقابلات مع 12 شخصاً مطلعاً على تفاصيل فرار الأسد وتحركات عائلته.
هروب تحت جنح الظلام
تحدث التقرير عن الأحداث التي وقعت عشية سقوط العاصمة دمشق بيد فصائل المعارضة، إذ غادر الأسد منزله في حي المالكي مع ابنه البكر، حافظ، على متن مركبة مدرعة روسية، تاركاً خلفه أقارب وأصدقاء في حالة من الفوضى.
وُصفت المشاهد عند منزله بأنها كئيبة؛ نقاط الحراسة كانت مهجورة، والمباني فارغة، وملابس عسكرية مبعثرة تملأ الشوارع.
بحلول منتصف الليل، كان الأسد وابنه في طريقهما إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
وأوضحت المصادر أن الأسد لم يصدر أوامر بالاستسلام إلا بعد مغادرته دمشق، مفضلاً أن يترك الجيش يحرق المكاتب والوثائق الحساسة قبل انسحابه.
عند وصوله إلى القاعدة، انتظر الأسد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي قبل أن تسمح له روسيا بالتوجه إلى موسكو. لاحقاً، انضمت ابنته زين إليه قادمة من الإمارات، حيث كانت تدرس في جامعة السوربون في أبوظبي.
الأولوية للثروة أم العائلة؟
رافق الأسد في رحلته إلى موسكو اثنان من أبرز المقربين الماليين، يسار إبراهيم ومنصور عزام، وفق ما أورد التقرير.
المصادر اعتبرت أن اختيار هؤلاء المرافقين يعكس تركيز الأسد على حماية ثروته المهربة بدلاً من أفراد عائلته، الذين فرّ كل منهم لاحقاً بطرق مختلفة.
بين من تُركوا خلفه كان أخوه ماهر الأسد، الذي فر إلى العراق بعد اكتشافه فرار بشار، كما اختبأ بعض المقربين منه في السفارة الروسية بدمشق، في حين سعى آخرون للجوء في دول مجاورة أو أوروبية.
صمت قاتل وأتباع في حالة غضب
أكد التقرير أن الأسد لم يخاطب أتباعه الذين تعهد بحمايتهم، ولم يحذر حتى أقرباءه من هروبه المرتقب، ليترك هذا التصرف كثيرين في حالة من الذهول والغضب، خاصة أنه واصل وعوده بالانتصار حتى اللحظات الأخيرة.
قبل أيام من هروبه، أفاد التقرير بأن الأسد أصبح يائساً، حتى أنه أعرب عن استعداده للجلوس مع المعارضة السياسية في جنيف، وهو ما لم يلق اهتماماً من الجانب الروسي.