icon
التغطية الحية

الفاكهة الاستوائية تهدد المحاصيل المحلية في الساحل السوري

2024.08.22 | 08:50 دمشق

آخر تحديث: 22.08.2024 | 10:46 دمشق

651651651651651651651651651651651
الفاكهة الاستوائية في سوريا
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تهدد زراعة الفاكهة الاستوائية المزروعات التقليدية السورية مثل الحمضيات بأنواعها، خصوصاً في مناطق الساحل السوري التي يعمل المزارعون على الاستعاضة عن أشجار البرتقال والليمون وغيرها بأشجار الدراغون والأفوكادو والشوكولا والقشطة.

وما إن تسير اليوم في أي قرية بمحافظة طرطوس أو اللاذقية لتسمع الكثير من الحالات التي اقتلع أصحابها أشجار الحمضيات لديهم وزرعوا فواكه استوائية بدلاً منها، كالأفوكادو والدراكون والشوكولا والقشطة وغير ذلك، رغبة بزيادة أرباحهم ولتغطية النفقات التي تكلفوا بها مقابل مستلزمات الزراعة، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.

زينة، سيدة تعيش في إحدى قرى منطقة القدموس في طرطوس، أكدت أنها تمتلك أرضاً مساحتها 5 دونمات كانت تزرعها بالحمضيات كالبرتقال والبوملي، إلا أن إصرار التجار على شراء الإنتاج بأقل الأثمان، أوقعها في حيرة استبدال ما تزرع أو الاستمرار بذلك الوضع الاقتصادي المزري.

وأشارت إلى أنها اقتلعت منذ نحو أربعة أعوام عدة أشجار من الحمضيات المزروعة لديها واستعاضت عنها بشتلات الأفوكادو والدراكون، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف زراعة مثل هذه الفواكه إلا أنها عادت عليها بأرباح كبيرة، فاليوم أرخص حبة من الفواكه الاستوائية تباع بسعر 7 آلاف ليرة، ما دفعها العام الماضي إلى اقتلاع ما تبقى لديها من أشجار حمضيات لاستكمال زراعة أرضها بأصناف جديدة من تلك الفواكه.

مزارع الحمضيات عماد بركات المطّلع والمتابع لواقع الزراعة في محافظة طرطوس، بيّن في تصريحه أن مزارع الحمضيات يحتاج إلى دعم مباشر من الجهات الحكومية وذلك لتجديد مزارع الحمضيات لديه لإعطاء إنتاج أفضل، لافتاً إلى وجود عدد كبير من أصحاب المساحات الزراعية الصغيرة التي تمتد من 5-10 دونمات استعاضوا عن محاصيلهم بالفواكه الاستوائية وخاصة الموز والدراكون، فهم غير قادرين على دفع تكاليف كبيرة على أراضيهم ذات المساحات الصغيرة التي لا تقدر أساساً على إنتاج الحمضيات بكميات كبيرة، لما يحتاج ذلك من تكاليف شراء أسمدة عضوية ورش مبيدات حشرية، وخاصة أن أشجار الحمضيات تعاني الكثير من الإصابات بسبب انتشار الحشرات، حيث إنه قام قبل عدة أيام برش مبيدات عناكب لأرضه التي تبلغ مساحتها 50 دونماً بكلفة وصلت إلى 20 مليون ليرة.

كم هي تكاليف زراعة الفاكهة الاستوائية؟

وفي السياق، أوضح بركات أن ذلك لا يقتصر على الحيازات الزراعية الصغيرة، وإنما قام الكثير من أصحاب البيوت البلاستيكية والصالات بالاستعاضة عن محاصيل البندورة والخيار والكوسا والفليفلة بفاكهة الدراكون، على الرغم من أن كلفة مثل هذه الزراعات مرتفعة جداً وتحتاج إلى 4 سنوات لتعطي ثماراً، وهي تتطلب مقدرة على العمل في أشهر الحر (تموز وآب)، لافتاً إلى مشكلة كبيرة لها آثارها على المستقبل وهي عدم معرفة الفلاح السوري بالتعامل مع زراعة الفواكه الاستوائية.

وأعطى بركات لمحة عن تكاليف زراعة الحمضيات وزراعة الفواكه الاستوائية، مبيناً أنه أنفق على أرضه المزروعة بالحمضيات ذات الـ50 دونماً نحو 100 مليون ليرة هذا العام أي إن كلفة الدونم الواحد تصل إلى مليوني ليرة وذلك على حسب نوعية السماد والمبيدات والشتلات المستخدمة، وتصل كلفة الكيلو الواحد من الحمضيات إلى 1700 ليرة، في حين تحتاج أرضه إلى نحو ملياري ليرة في حال أراد الاستعاضة عن المحاصيل فيها بزراعات استوائية، إذ يحتاج الدونم الواحد لزراعة الدراكون نحو 20 مليون ليرة كحديد فقط، في حين يصل سعر الشتلة الواحدة إلى 14 ألف ليرة، علماً أن الدونم قد يتسع إلى 1000 شتلة، لذا فإن توجه أصحاب الصالات والبيوت البلاستيكية نحو تلك الزراعات يكون أكبر على اعتبار أن الحديد لديهم وكل ما يحتاجونه هو اقتلاع المحاصيل الموجودة واستبدالها بأخرى.

من جهته بين رئيس اتحاد الفلاحين أحمد إبراهيم أن الفواكه الاستوائية لن تكون بديلة عن الحمضيات بالمطلق، فما يحصل أن أصحاب الأراضي في طرطوس يقتلعون أشجار الحمضيات الهرمة على أطراف أراضيهم ويستعيضون عنها بشتلات استوائية، علماً أن مديريات الزراعة تخالف من يقتلع شجرة من دون وجود أي مبرر لذلك، لافتاً إلى وجود توجه للتوسع بمثل هذه الزراعات ولكن بشكل مدروس بدقة.