شهدت الأسواق في عموم المحافظات السورية تغيرات إيجابية بعد سقوط الأسد في الثامن من شهر كانون الأول الفائت، إذ بدأت البضائع تتدفق إلى التجار والمستهلكين بأسعار منخفضة، وذلك بعد التخلص من الإتاوات التي كانت تفرضها الحواجز العسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن أسواق العاصمة دمشق تشهد حركة نشطة وغير مسبوقة بعد انخفاض أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، نتيجة لوصول كميات كبيرة من البضائع المستوردة والتخلص من الإتاوات التي كان التجار مجبرين على دفعها، مما كان يضطرهم إلى بيع بضائعهم بأسعار مضاعفة.
ونقلت الوكالة عن صاحب مطعم في دمشق قوله إن الأسعار اختلفت بشكل كبير، إذ طرأ انخفاض ملحوظ على المواد الأساسية اللازمة لعمله مثل الزيت والدجاج واللحوم والغاز والمحروقات، موضحاً أن نسبة انخفاض الوجبة وصلت إلى نحو 20 في المئة مقارنة بالفترة السابقة.
وأشار إلى أنه في السابق كانت أسعار الوجبات الجاهزة مرتفعة بشكل كبير، أما اليوم باتت في متناول الجميع، مضيفاً أن هذه البداية للحكومة الجديدة تدعو للتفاؤل بمستقبل أفضل.
وأكدت الوكالة أنه على الرغم من الأعباء المالية الضخمة والإرث الثقيل من الفساد الذي خلفه النظام السابق، هناك تفاؤل لدى السوريين بشأن المرحلة القادمة، خاصة فيما يتعلق بالزيادة المرتقبة على الأجور التي تعد بارقة أمل لتحسين القوة الشرائية ورفع مستوى المعيشة.
توجه حكومي للتركيز على أولويات المواطن
كشف وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ماهر خليل الحسن، عن ملامح خطة الوزارة للفترة المقبلة، مشيراً إلى أن العمل سيركز على أولويات المواطنين.
وأكد الحسن، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن مديريات التجارة الداخلية ستلزم الباعة بالإعلان عن الأسعار، ومراقبة جودة المواد الغذائية وصلاحيتها، ومدى مطابقتها للمواصفات.
وأضاف الحسن أن الأسعار ستكون "تنافسية وفق اقتصاد السوق الحر"، داعياً المواطنين إلى التبليغ عن أي أخطاء أو تجاوزات سواء في القرارات أو في التنفيذ، خصوصاً في ظل الواقع الاقتصادي الصعب وما وصفه بـ"حجم الترهل والفساد الكبير" الذي تركه نظام الأسد قبل إسقاطه.