تم تنظيم حفل فني بعنوان "هنا غزة" في قاعة الشعب ببغداد، حيث قدمت فرقة عشاق الأقصى الفلسطينية عرضًا غنائيًا ينبض بالسلام الذي تفتقده غزة.
جاء هذا الحفل ضمن سلسلة فعاليات تضامن العراق مع أشقائهم في فلسطين واستنكارًا للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم في غزة.
وقد قدم السفير الفلسطيني في العراق، أحمد الرويضي، خلال الحفل شكره وتقديره للمشاركين في هذه الفعاليات التضامنية التي تدعم الشعب الفلسطيني.
ويعد هذا الحفل تعبيرًا عن الموقف العراقي تجاه فلسطين وأحداثها، مع التمني أن تعود فلسطين حرة وعربية، إذ يؤكد أن نضالها من أجل التحرر ليس مقرونًا بالموت.
صرخات احتجاج
تمتاز الأغاني التي قدمت في هذا الحفل بأنها صرخات احتجاج تطالب شعوب العالم بالتدخل لوقف الضربات الهمجية التي تستهدف الإرادة الفلسطينية وتهدف لتدمير الحياة.
تعبّر الأصوات عن الحزن العميق إزاء ما يحدث في أرض الوطن، حيث تمنى أعضاء الفرقة العودة إلى غزة والمشاركة في القتال إلى جانب إخوتهم الصامدين في ساحة المعركة.
ومع ذلك، فإن الموسيقا والغناء يعتبران سلاحًا آخر يستخدم لمحاربة العدو الغاشم ولنقل الرسائل الفنية الهادفة إلى العالم بأسره.
حيث يؤكد المشاركون بأن الظلم والاستبداد قد يستمران لفترة محدودة، ولكن الليل سينجلي والقيود ستنكسر، وفقًا لسامر الوني، مدير فرقة عشاق الأقصى للأغنية الوطنية.
أما مريم سليمان من فلسطين، فتعرب عن تضامنها وصمودها من خلال كلماتها وأغانيها التي تتغزل من خلالها بوطنها فلسطين، وتسافر إلى بلدان العالم لتناشد بوقف الحرب وتدعو إلى تحقيق السلام الذي يستحقه البشر جميعًا.
رسالة سلام
تحدث المايسترو علاء مجيد عن الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي قدمت في الحفل، مؤكدًا أنها تحمل رسائل تضامنية قوية وتعبر عن المقاومة في الثقافة الموسيقية الفلسطينية. وأشار المايسترو إلى أهمية هذه الأعمال الفنية في تسليط الضوء على تاريخ فلسطين وصمود شعبها في مواجهة الاحتلال. وبحضور جمهور كبير من الحضور، أراد المايسترو أن يعبّر عن تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني، معبرًا عن احترامهم لشجاعتهم وقدرتهم على التحدي في مواجهة العدو الصهيوني الذي يسعى للقضاء على إرادتهم واستيلائه على أراضيهم.
وأضاف المايسترو: "الأغاني الوطنية هي رسائل سلام قوية يوجهها الفنانون إلى العالم، تدعو إلى الحياة والسلام بدلاً من الموت والحرب". وأكد علي خصاف، أحد الفنانين المشاركين، أن الكلمة واللحن والموسيقا لها القدرة على رفع معنويات المقاتلين وتعزيز انتمائهم لوطنهم. وأشار إلى أن الكلمة تشبه الرصاصة التي تستهدف قلوب الناس وتزرع فيهم روح المقاومة من أجل الحرية والسلام، وهي ضرورة لا غنى عنها في هذا الصراع.
وتحدث خصاف أيضًا عن مساهمته الفنية في تسليط الضوء على معاناة الأطفال في هذا الصراع، من خلال أعماله التي تعبّر عن الواقع وتناشد العالم بحقوق الأطفال المسلوبة تحت ظل الحروب. وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الأغاني والمقطوعات الموسيقية منبرًا للتضامن مع فلسطين ولنشر رسالة السلام والعدالة في العالم.
قضيَّةٌ إنسانيَّة
أكد أحمد سليم، مدير مدرسة الموسيقا والباليه، على الواجب الإنساني الذي يقع على عاتق كل عراقي للمشاركة في التظاهرات النبيلة تضامنًا مع إخوتنا في قطاع غزة، خاصة بعد تصاعد الأحداث المأساوية.
وأعرب عن استيائه من صمت الدول تجاه هذه الكوارث الإنسانية، من دون أن يتدخلوا رسميًا لوقف هذه الهجمات وحماية الشرائح الضعيفة والمظلومة من العنف.
من جانبه، أشار محمد عبد الرحمن، المسؤول عن الفرق الفنية في دائرة الفنون الموسيقية، إلى أن حضوره في هذا الحدث يهدف إلى إدانة أشكال العنف والقمع والظلم التي يتعرض لها سكان غزة، سواء كانوا أطفالًا، أو نساءً أو رجالًا أو شيوخًا. وناشد الدول بالتحرك بشكل جدي تجاه هذه القضية الإنسانية، والوقوف بقوة لوقف هذه الانتهاكات وإعمار المناطق المتضررة وإعادة الحياة إلى السكان المظلومين في غزة.