مسلسل مغتربون.. تبني السطحية على حساب الواقعية الاجتماعية

2024.06.29 | 05:50 دمشق

آخر تحديث: 29.06.2024 | 05:50 دمشق

5222222222
+A
حجم الخط
-A

يأتي مسلسل "مغتربون" ليضعنا في مأزق فني واجتماعي يتطلب منا تقييمًا دقيقًا لما يقدمه من رؤى حول حياة اللاجئين السوريين وتجاربهم. رغم أن المسلسل لم ينته بعد، فإن النقد حتى الآن يشير إلى تبنيه لقضايا سطحية تفتقر إلى العمق والتعقيد الذي ينبغي أن يتضمنه تناول هذه القضايا الهامة.

المسلسل الذي أثار اهتمامًا بين الجمهور بسبب موضوعه الحساس الذي يتناول حياة اللاجئين السوريين. ومع ذلك، يثير السؤال عن مدى قدرة هذا المسلسل على تقديم صورة دقيقة ومعقدة للواقع الاجتماعي للمجتمعات السورية المتأثرة بالحروب والنزوح.

من خلال شخصياته، يبدو أن كاتب السيناريو يعتمد على تصوير الشاب السوري بصورة رجعية وذات وجهين، حيث يُظهره في مواقف تتنافى مع قيمه الشخصية والعادات التقليدية. هذا التصوير السطحي يعكس نقصًا في الفهم العميق للثقافة والتقاليد السورية، ويساهم في تشويه صورة الشاب المحترم.

يتعامل المسلسل مع العديد من القضايا الشخصية والصراعات الدرامية، دون التركيز بشكل كافٍ على قضايا النزوح والتهجير التي تعد الأكثر أهمية وتعقيدًا. هذا التوجه يقلل من قدرة المسلسل على تقديم رؤى نقدية عميقة ومعمقة حول التحديات التي يواجهها اللاجئون.

يثير اختيار المواضيع الجانبية المطروحة تساؤلات حول استغلال معاناة السوريين واللاجئين لأغراض ترفيهية دون هدف محدد، وعلى الرغم من الجهود الجيدة في تناول قصص اللاجئين، إلا أن "مغتربون" يظهر تفضيلًا للعناصر الدرامية السطحية والصراعات الشخصية على حساب تناول قضايا النزوح بعمق. يبدو أن الاهتمام بالعلاقات الشخصية والمشاكل الدرامية يسيطر على السرد، مما يقلل من قدرة المسلسل على تقديم تحليل شامل ونقدي لتجارب اللاجئين.

المسلسل يبدو أنه يستخدم مأساة اللاجئين كأداة لجذب الجمهور بدلًا من تقديم رؤى فعالة أو حلول للقضايا الاجتماعية الهامة. يُركز بشكل كبير على الأحداث الدرامية المؤثرة بدون الاهتمام بتقديم صورة دقيقة أو تعقيد الواقع الذي يعيشه اللاجئون.

مع استمرار عرض المسلسل، يبقى السؤال الملح عن ما إذا كانت الحلقات القادمة ستقدم أفكارًا أعمق وأكثر تعقيدًا تعكس بشكل أفضل وضع اللاجئين والمغتربين، كما يُزعم، أم سيستمر في عرض أفكار جانبية تبتعد عن الموضوع الرئيسي؟