ما مستقبل الوظائف في عالم الذكاء الصناعي؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين في هذه الثورة العلمية التي قد تغير مجرى حياتنا المهنية. فمع انتشار التقنيات الذكية والروبوتات، يخشى الكثيرون أن يحل الذكاء الصناعي محل العمل البشري. وهو ما يؤدي بالتأكيد إلى تغيير مجرى سوق العمل وقائمة الوظائف اللازمة في المستقبل القريب. لذلك، سنتناول في هذا المقال مستقبل الوظائف في عالم الذكاء الصناعي، وكيفية التعامل معها للاستفادة منه.
مقدمة عن الذكاء الصناعي
الذكاء الصناعي هو مصطلح شامل ينطبق على التطبيقات التي تستخدم برامج حاسوبية لأداء مهام مُعقدة ومحاكاة القدرات الذهنية لدى الإنسان، مما يجعله قادرًا على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات المنطقية. يُمكن استخدام الذكاء الصناعي في مجالات مختلفة مثل الطب، والأعمال، والطاقة، والمرور، والأمن، وغيرها، حيث يُمكنه معالجة البيانات الضخمة وتحديد النماذج والاتجاهات وتنفيذ العمليات بسرعة ودقة عالية. [1][2]
تاريخ تهديد الوظائف البشرية
تاريخًا طويلًا من التغيير الصناعي الخطير لفرص العمل البشرية. بدأت هذه القضية في القرن التاسع عشر مع ظهور الآلات الميكانيكية، ولكن بظهور الذكاء الصناعي فإن هذا التحدي يصبح أكثر تعقيدًا. على الرغم من أن الذكاء الصناعي يوفر العديد من الفوائد، فمن المؤكد أن هناك بعض الوظائف البشرية التي يمكن أن تتأثر بشكل كبير. [3][4]
الذكاء الصناعي وأمان الوظائف
تقنية الذكاء الصناعي حتى الآن لم تعد تهديدا لوظائف البشر، بل تعد فرصة لتطوير المجالات المهنية وتحسين الإنتاجية. وعلى الرغم من أنها ربما تؤدي إلى تغيير في الوظائف المهنية، إلا أن العالم يحتاج إلى تطوير المهارات اللازمة للعمل في المجالات التي ستستفيد من تلك التكنولوجيا. وقد صرح م. كمال الجوهري، الخبير في التكنولوجيا، قائلا: "لقد قمنا بتطوير لغات البرمجة والتعلم الآلي لتلبية الحاجة المتزايدة للمطورين والباحثين في هذا المجال، ومن الممكن أن تغير التكنولوجيا خريطة العمل في بعض المجالات، ولكن من المهم الاستعداد وتحديث المهارات المهنية". [5][6]
المخاطر المحتملة للذكاء الصناعي
تعتبر المخاطر المحتملة للذكاء الصناعي من خلال فقدان بعض الوظائف وتهديد الأمن السيبراني بسبب الاستخدامات الخاطئة لهذه التقنية. وقال "جورج غيبرت"، رئيس شركة "Quantumrun" المتخصصة في الأبحاث والتوقعات المستقبلية، "إن هذه المخاطر تتطلب بذل جهود كبيرة من مجتمع الأعمال والحكومات والجامعات والمجتمعات لإدارتها بشكل مناسب وتقليل التأثيرات السلبية المحتملة". [7][8]
تقدم الذكاء الصناعي في كل مجال
الذكاء الصناعي يتقدم بخطاً سريعة في كل مجال، فهو يستخدم في الطب والتصنيع والزراعة وحتى في الفنون والألعاب الإلكترونية. وفي الواقع، فإن التكنولوجيا الحديثة لا تستطيع الاستغناء عن الذكاء الصناعي كما يقول رئيس أبحاث شركة مايكروسوفت، "إذا لم تكن تستخدم الذكاء الصناعي في شركتك في الوقت الحالي، فأنت تتخلف عن الزمن"[9][10]
الذكاء الصناعي وسوق العمل المستقبلي
تؤثر التكنولوجيا والذكاء الصناعي على سوق العمل والوظائف المستقبلي بشكلٍ كبير. فعلى الرغم من أن هذا النوع من التكنولوجيا يزيد من الإنتاجية والابتكار في العديد من القطاعات، إلا أنه يشكل تهديدًا للعمالة البشرية التي تملك مهاراتٍ محدودة. لذلك، يجب الاستعداد لمستقبل الذكاء الصناعي من خلال تحسين المهارات وتعلم التقنيات الحديثة. [11][12]
التكنولوجيا وقوة الذكاء الصناعي
يتساءل الكثيرون عما إذا كانت التكنولوجيا والذكاء الصناعي ستهدد وظائفهم في المستقبل، وهو ما يغذي المخاوف من خسارة العمل. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن الذكاء الصناعي سيبدد هذه المخاوف ويؤدي إلى إنتاج المزيد من الوظائف ذات القيمة المضافة. حيث يتم الآن تحسين الروبوتات ووظائفها لتكون مؤهلة للقيام بمهام أكثر تعقيدًا وتعزيز الإنتاجية في جميع الصناعات. كما قال ثوناس فريدمان "بالنسبة للأفراد، فإن الذكاء الصناعي سيزيد من عدد الوظائف المزدهرة التي تتطلب الإبداع والإتقان". [13][14]
أغنياء الذكاء الصناعي هم الفائزون الأكبر
نتائج الدراسات تشير إلى أن الأثرياء هم الفائزون الأكبر في عالم الذكاء الصناعي. فقد وجدت دراسة أجريت في 2017 أن اثني عشر في المئة من كل وظيفة تم تحليلها تعتمد على المهارات الخاصة بالذكاء الصناعي. وفي الوقت نفسه، تشير الإحصائيات إلى أن الثروة المرتبطة بالذكاء الصناعي تتراكم في يد مجموعة من الشركات الكبرى التي تمتلك البيانات الضخمة والموارد اللازمة لتدريب النماذج الذكية. [15][16]
الاستعداد لمستقبل الذكاء الصناعي
استعدادًا لمستقبل الذكاء الصناعي، يجب علينا الاستعداد لما سيحدث في سوق العمل. وفقًا للباحث الدكتور عبد الله طهري، فإن أي شخص يرغب في البقاء في سوق العمل، يجب عليه العمل على اكتساب المهارات التي تهم في المستقبل، مثل التعلم المستمر، وتطوير القدرات التكنولوجية اللازمة. كما ذكر الدكتور طهري "لا يعني الذكاء الصناعي نهاية عصر الإنسان، بل هو مجرد تطور في تقنيات التشغيل". [17][18]
نظرة مستقبلية على الذكاء الصناعي والوظائف.
على الرغم من التحديات التي يواجهها العمال في هذا الوقت، إلا أنه يمكن أن يكون هناك مستقبل إيجابي ومشرق للعمل. فتطور التكنولوجيا يعني أن هناك فرصًا لخلق وظائف جديدة وابتكار العمليات ذات القيمة المضافة. يمكن أن يؤدي الذكاء الصناعي إلى توفير طريقة جديدة للعمل، والحفاظ على البشر في مهن جديدة ومتنوعة كما قال بعض الخبراء "العمل المستند إلى الذكاء الصناعي قد يزيد الأداء بنسبة 40٪." [19][20]