مذاكرات الثورة السورية
امرأة وثلاثة رجال وأربعة شهود حوصروا من قبل النظام والمتطرفين، وسلاحهم الوحيد هو الكاميرا. في بداية الأمر كان لدينا أسامة وهو ناشط سوري نفي إلى باريس منذ عام 2005. أما كارولين التي عملت في سوريا لمدة 15 سنة، فتعرفه حق المعرفة، ومن خلال السكايب، ساعدنا هذا الشاب على التواصل مع مجد وهي مواطنة وصحفية شابة تعمل على جبهة حلب، وعمر وهو صحفي في داريا وهي ضاحية قريبة من دمشق يحاصرها النظام. واقترحنا عليهم أن يقوموا بتصوير أنفسهم، ليوثقوا للثورة، ولصراعهم ضد نظام الأسد عبر فيديوهات شخصية قصيرة تشبه المذكرات. ومؤخراً، انضمت شابة اسمها جودي للمشروع وأخذت تحكي عن تجربة اعتقالها في سجون الأسد. وإزاء عدم اكتراث العالم بما يجري في سوريا، كانت الكاميرا هي السلاح الوحيد لهؤلاء. ولكن كيف خلقنا جسور الثقة بيننا وبينهم؟ وكيف تمكنوا من تصوير أنفسهم في ظل تلك الظروف؟ وكيف تواصلنا معهم في أجواء من الرعب المتواصل؟ إن صورهم اليومية كانت توثق لهذه الثورة التي حاصرها النظام والمتعصبون المتطرفون، وكذلك شبكات من القوى العظمى المعقدة.