نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي تقريراً لمعالجة الآثار المعقدة لتغير المناخ والتدهور البيئي وعلاقتها بالصراعات في الشرق الأوسط، مركزاً على ثلاث دول عربية تشهد صراعات منذ عدة سنوات.
وركز التقرير، الذي جاء بعنوان "إنجاح عملية التكيف" وحمل توصيات لصانعي السياسيات لمواجهة التدهور البيئي، على سوريا والعراق واليمن، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تشهد تدهوراً بيئياً وتغيراً في المناخ، مع تراجع في معدلات الأمطار ومصادر المياه.
ارتفاع كبير في درجات الحرارة
وعن سوريا، قال التقرير إن سوريا في خطر متزايد بعد أكثر من عقد من الحرب التي دمرت البنية التحتية، موضحاً أن البلاد تشهد بالفعل ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، مضيفاً أنه من المتوقع أن يرتفع المتوسط السنوي لدرجات الحرارة بمقدار 2 - 4 درجات مئوية بحلول العام 2050.
وأضاف أن درجات الحرارة القصوى في سوريا ستتجاوز 35 درجة مئوية لفترة أطول، وستبدأ في وقت مبكر من الربيع المقبل، وستستمر لفترة أطول حتى الخريف، فيما قد تصبح درجات الحرارة اليومية البالغة 40 درجة مئوية أكثر تكراراً.
وفيما يتعلق بمعدلات سقوط الأمطار، أشار التقرير إلى حدوث تغيير طفيف في معدلات سقوط الأمطار في البلاد، مع احتمال زيادة بحصول موجات من الأمطار الغزيرة، وستكون أكثر حدة.
وتوقع التقرير أن يستمر ارتفاع مستوى مياه سطح البحر الأبيض المتوسط، مع عواصف أكثر شدة مقارنة بالأعوام السابقة.
وعن مناسيب المياه في نهر الفرات، رجّح التقرير انخفاضها، نتيجة تراجع الواردات المائية.
سوريا أكثر عرضة لخطر كوارث المناخ والاحتباس الحراري
وفي آذار الماضي، نشرت "لجنة الإنقاذ الدولية" تقريراً أشارت فيه إلى أن سوريا هي إحدى 10 بلدان حول العالم الأكثر عرضة لخطر الكوارث المناخية والاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن "الجفاف الشديد وزلزال شباط الماضي، الذي أثر على مئات الآلاف من السوريين، سلط الضوء على التحديات المرتبطة بالاستجابة لحالات الطوارئ في بلد يواجه هشاشة عالية".
وأكد تقرير "لجنة الإنقاذ الدولية" أن "العواقب الكارثية لتغير المناخ موجودة بالفعل في سوريا، حيث الكوارث الطبيعية الأكثر تواتراً وشدة والطقس القاسي، تدمر سبل العيش، وتزيد من حدة الصراع العنيف، وتجبر الناس على الفرار من ديارهم".