icon
التغطية الحية

ترميم التكية السليمانية بدمشق.. مخاوف طرد الحرفيين تزداد وتغيير في خصوصية المكان

2024.02.23 | 10:27 دمشق

آخر تحديث: 23.02.2024 | 12:12 دمشق

التكية السليمانية
التكية السليمانية بدمشق ـ تلفزيون سوريا
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تنفذ شركة "دياري" الذراع العقارية التابعة للأمانة السورية للتنمية عملية ترميم للتكية السليمانية بدمشق، بعد تهجير الحرفيين من محالهم إلى دمر بحجة تدهور الحالة الفنية لمعظم الأبنية فيها، وسبق ذلك توجيه إنذارات لهم بالإخلاء في شهر تشرين الأول عام 2022.

وبموجب الإجلاء نُقل 40 حرفيا من التكية الصغرى إلى "الحاضنة الثقافية" في منطقة دمر بدمشق، وسط مخاوف من عدم السماح لهم بالعودة بعد انتهاء عمليات الترميم، إذ ألغت وزارة السياحة التابعة للنظام عقود الاستثمار مع الشاغلين نهاية عام 2022.

وقالت مصادر مطلعة على عملية الترميم لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "التكية السليمانية سيكون بها مرأب من جهة حي الحلبوني وألعاب أطفال وتصاميم لشلالات مياه بداخلها بخلاف ما كانت عليه".

وتعمل شركة "دياري" (أسست عام 2015) حالياً، على تنفيذ خدمات الصرف الصحي والكهرباء ورصف أرضية التكية وإعادة تأهيلها ضمن خطة تنتهي في عام 2025.

تغيير في خصوصية التكية السليمانية

وأوضحت المصادر، أنّ "الترميم الجديد سيحافظ على هوية المكان التاريخية لكنه لن يحافظ على خصوصيته ومحتوياته كما كان سابقاً"، وذلك في إشارة إلى احتمال عدم السماح للحرفيين بالعودة كما كان حالهم سابقاً، إذ ستفرض عليهم وعلى من يشغل أي حيز ضمن التكية بدلات إيجار مرتفعة لا تتناسب مع مردود حرفهم.

وتوقعت المصادر استمرار إغلاق التكية السليمانية لسنوات طويلة من جراء البطء في عمليات الترميم التي تشهدها دون وجود مبرر لذلك، وهو ما سينعكس سلباً على من كان يعمل بها من حرفيين وورش حرفية.

وتمنع المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام الدخول إلى التكية السليمانية التي تظهر كـ "منطقة مهجورة تنتظر حلتها الجديدة من دون هويتها وخصوصيتها القديمة".

وكانت التكية السليمانية قد بنيت عام 1554، في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وتتألف من قسمين هما: التكية الكبرى، والتكية الصغرى.

 

وفي عام 1970، خُصصت التكية الصغرى لإقامة سوق للمهن اليدوية والأنتيكا، ومُنح الحرفيون المحالَّ بأجور رمزية وكانت تحوي أيضاً معمل الزجاج اليدوي، وورشاً لصناعة الموزاييك والفضة والذهب والحلي، إضافة إلى حياكة حرير البروكار.

يشار إلى أنَّ التكية السليمانية تقع وسط العاصمة دمشق على المدخل الغربي بين شارع القوتلي ونهر بردى، ويحاذيها المتحف الوطني ووزارة السياحة، والمديرية العامة للآثار والمتاحف. وتُعتبر من أهم المقاصد التجارية والسياحية التاريخية.

أسماء الأسد تضع يدها على التكية السليمانية

العام الماضي، أنذرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري مستأجري "التكية السليمانية" في العاصمة دمشق لإخلاء محالهم وإغلاقها بشكل نهائي قبل بداية العام 2023 بغرض ترميم التكية التي من المفترض أن ترعى شؤون ترميمها ومستأجريها وزارة الأوقاف لا وزارة السياحة باعتبارها وقفاً إسلامياً، إلا أن التحقيق في خلفيات الحدث ينتهي عند الأمانة السورية للتنمية التي تديرها أسماء الأسد.

وبعد إخلاء محال الحرفيين في التكية، كشف بعضهم لموقع تلفزيون سوريا أن الأمانة السورية أجرت المحال التاريخية إلى مجموعة من المقربين من السلطة بينهم زوجات وبنات ضباط في جيش النظام السوري. وأصبح الحرفيون موظفين في محالهم القديمة، بعد دخول متجر أسماء الأسد الفاخر "أبهة" ليكون بديلا عن أعمالهم.