icon
التغطية الحية

بمبادرة سعودية.. 30 طفلاً في الشمال السوري يسمعون للمرة الأولى

2024.04.28 | 19:18 دمشق

آخر تحديث: 29.04.2024 | 11:11 دمشق

534534
بمبادرة سعودية.. 30 طفلاً في الشمال السوري يسمعون للمرة الأولى
إدلب – فيفيان البيوش
+A
حجم الخط
-A

إنها "ولادة جديدة إلى الحياة".. بهذه العبارة يختصر ذوو الأطفال مشاعرهم تجاه أطفالهم بعد إجراء عمليات القوقعة السمعية لهم في تركيا بمبادرة سعودية، وذلك في ظل افتقار المراكز الطبية في الشمال السوري لإمكانية إجراء تدخل طبي بهذا الحجم.

وكان وفد طبي سعودي من منظمة الأمين المساندة الإنسانية بالتنسيق مع مؤسسة بن سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استقبل، الأسبوع الماضي، أطفالاً سوريين صُمّاً في الأراضي التركية، وأجرى عمليات زراعة حلزون لهم.

ولاقت مشاهد الأطفال السوريين وهم يسمعون للمرة الأولى في حياتهم تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ لجأ بعض الأطفال فور سماع الأصوات المحيطة بهم إلى الصراخ، وبعضهم بكى عند سماع أصوات أفراد عائلاتهم والكوادر الطبية.

استطاعت منظمة الأمين المساندة الإنسانية بالتنسيق مع مؤسسة بن سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جلب وفد طبي سعودي لتنفيذ العديد من الخدمات الطبية وأبرزها عمليات زراعة القوقعة السمعية للأطفال في المشفى الأميركي في مدينة الريحانية التركية، كما استطاعت منظمة الأمين التنسيق مع الجانب التركي لإدخال الأطفال ومرافقيهم إلى تركيا لإجراء العمليات اللازمة لهم. 

يقول المنسق الطبي الميداني لمنظمة الأمين في الداخل السوري الطبيب طراف الطراف إن المنظمة تكفلت بدخول 60 طفلاً من المحتاجين لهذا النوع من العمليات والمؤهلين للسمع بعد إجرائها، وذلك على دفعتين، ونجحت إلى الآن في إدخال الدفعة الأولى الأولى البالغة 30 طفلاً حالياً. 

كما أن المنظمة ستشرف على عملية إعادة تأهيل الأطفال بعد سماعهم للمرة الأولى في حياتهم إثر تركيب جهاز السمع، فالطفل لن يفهم الأصوات ومعانيها من تلقاء نفسه، وقد تستمر عملية إعادة التأهيل لعامين كاملين، ولذلك تعمل منظمة الأمين الآن على إنشاء مركزين تخصصين لإعادة التأهيل، مركز في إدلب وآخر في عفرين.

ويضم كل مركز متخصص في النطق لمتابعة التأهيل السمعي للطفل، إلى جانب أطباء مختصين في الأذن والأنف والحنجرة لتقديم الرعاية الصحية المناسبة للأطفال في مرحلة التأهيل. 

ويضيف الطبيب الطراف في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا بأن القوقعة المركبة للأطفال تعتبر جهازاً متطوراً في عمله، كما في آلية تركيبه، فهو يركب على دفعة واحدة بخلاف الأجهزة التقليدية التي يتم تركيبها على مرحلتين تفصل بينهما مدة زمنية تصل إلى 15 يوماً. 

300 طفل أصم مؤهل لاستعادة السمع

وبحسب مديرية صحة إدلب فإن منطقة إدلب تحوي 370 حالة من المحتاجين لإعادة التأهيل السمعي في المنطقة بينهم 300 مؤهلون لاستعادة السمع من خلال عملية تركيب الجهاز السمعي، إلا أن الشمال السوري يفتقر للإمكانيات اللازمة لإجراء هذا النوع من العمليات، فضلاً عن سعر القوقعة السمعية المرتفع، والذي يتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف دولار أميركي للقوقعة الواحدة.

ويفتقد الشمال السوري إلى الكثير من الأجهزة والتقنيات التي تمكنه من تنفيذ عدة أنواع من العمليات الجراحية، ويتم تحويل الحالات الضرورية إلى تركيا لتلقي العلاج، إلا أن حالات عدم السمع غير مشمولة في نظام الإحالة للمرضى السوريين إلى المشافي التركية، لكن منظمات تبذل جهوداً للتغلب على الواقع الصحي الصعب، مثل الجمعية الطبية السورية الأميركية التي نفذت في وقت سابق عمليات لعدة أطفال في مستشفى باب الهوى، كما تعمل منظمة الأمين الآن على إجراء عمليات لثلاثين طفلاً، إلا أن تلك الجهود تبقى ضئيلة في ظل تحدي العمر اللازم لنجاح العملية، وإلا سيكبر الطفل دون أن يسمع.