icon
التغطية الحية

أفران دير الزور تفتقر لرغيف الخبز

2020.09.10 | 22:43 دمشق

khbz.jpg
فرن داخل مدينة دير الزور- إنترنت
 دير الزور ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يواصل رغيف الخبز أزمته في مناطق سيطرة نظام الأسد بدير الزور، المحافظة التي شكّلت عبر الأزمنة المنتِج الأكبر للقمح في سوريا، ليفترش أهلها اليوم أرصفة الشوارع بانتظار الحصول على مخصصاتهم من الأرغفة، في فرصة ليست بالضرورة أن تواتيهم في اليوم التالي.

 وقوف العشرات من النساء والأطفال والعجزة ضمن طوابير تتجاوز المئة متر، لساعات طويلة، والمبيت ليلاً على أرصفة الدور طمعاً بالحصول على الخبز في اليوم التالي، أضحى من المشاهد المألوفة لأهالي البلد منذ قرابة سبعة أسابيع.

اقرأ ايضاً: أزمة الخبز تتفاقم في دير الزور.. من المسؤول؟

"أم محمود" تقطن في حي "الجورة" الذي بات يشكّل اليوم أكثر أحياء دير الزور اكتظاظاً لكثرة النازحين فيه، تصف معاناتها لموقع تلفزيون سوريا فتقول: "توفي زوجي بقصف للنظام على أحد أحياء دير الزور، و لدي طفلان، ولا أستطيع الوقوف طويلًا أمام الفرن لأنهما وحيدان في المنزل".

وتستطرد "لذلك أنا مجبرة على شراء الخبز من السوق السوداء بسعر 300 ليرة سورية بدل 100".

أما محمد، فيقول لموقع تلفزيون سوريا، "أنا موظف، وملتزم بدوامي في الوظيفة لأني مهدد بالطرد في أية لحظة، نتيجة التفقّد الدقيق الذي يجريه النظام على دوامنا".

ويضيف "لا يمكنني الوقوف أمام الأفران لفترات طويلة للحصول على الخبز، لذلك أضطر في أغلب الأحيان لشراء الخبز من (التنور) بسعر 75 ليرة للرغيف الواحد".

ويعزو أبو محمد عدم شرائه خبز السوق السوداء لأنه "بارد و رديء الجودة (يتكسر)" ويحتاج له ولعائلته ثمانية أرغفة يوميًا، أي نحو 600 ليرة، ما يعني أنهم يستهلكون نحو 18 ألف ليرة قيمة خبز في الشهر الواحد، "نصف راتبي تقريباً" يقول أبو محمد.

اقرأ أيضاً: أهالي دير الزور يشتكون من رداءة مادة الخبز في مناطق سيطرة النظام

والحال ليست أفضل في مدينة البوكمال، أقصى جنوب شرقي دير الزور، حيث يعمل فيها فرنان فقط، هما "الفرن الآلي" و"فرن مبارك"، وهما لا يكفيان مطلقاً، لا سيما أن إنتاج الفرن الآلي يذهب أكثره لقوات النظام والميليشيات الإيرانية المسيطرة على المدينة.

و يقول "موفق"، أحد أبناء منطقة "دوار المصرية" بمدينة البوكمال، إن الأفران بعيدة جدًا عن مكان إقامته، فيضطر لشراء الخبز من السوق السوداء، بحيث يدفع 300 ليرة مقابل 7 أرغفة، في حين تبلغ قيمتها -في حال الحصول عليها من الفرن- 50 ليرة فقط.

 

أزمة الخبز الأخيرة برزت، بحسب الأهالي، نتيجة تقليص مخصصات الأفران من الدقيق من قبل النظام، ما يدفع أصحاب الأفران لخَبز نصف مخصصاتهم من مادة الدقيق وبيع النصف الآخر في السوق السوداء، بحيث يتوافق مع مصاريف الفرن والعاملين والوقود (تسعيرة كيس الطحين المخصص للأفران 9 آلاف ليرة، ويتم بيعه بحوالي 125 ألف ليرة لأصحاب أفران "التنور" ولمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، شرقي نهر الفرات).

في السياق ذاته، أصدرت وزارة التجارة الداخلية التابعة لنظام الأسد قرارًا ينص على توزيع مادة الخبز على السوريين عبر "البطاقة الذكية"، وتحديد حصة كل أسرة من الخبز، بحيث يتم توزيع الخبز عن يومين بما يعادل 4 ربطات لكل أسرة، عبر البطاقة الذكية، لتخفيف الازدحام عن الأفران.

وبحسب صحيفة "الثورة" الرسمية، فإن الوزارة أقرت آلية البيع الجديدة ابتداءً من يوم غدٍ الجمعة، 11 أيلول.