icon
التغطية الحية

كورونا إدلب وحلب.. إصابات مضاعفة واستهتار عام وتحذيرات من كارثة

2020.09.16 | 10:39 دمشق

test.jpg
متطوع في الدفاع المدني ضمن عمليات تعقيم وتطهير أحد المستشفيات في إدلب (DPA)
إسطنبول ـ عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

حذّر أطباء وعاملون في الإغاثة الإنسانية من "كارثة حقيقية" قد تحصل في شمال غربي سوريا، نتيجة تضاعف أعداد المصابين بفيروس كورونا وعدم وجود إجراءات وقائية على مستوى الأفراد وعدم وجود قوانين صارمة لفرض هذه الإجراءات.

وارتفعت حصيلة المصابين بفيروس كورونا في مناطق سيطرة المعارضة إلى 422 حالة، بعدما أعلنت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة التابعة لوحدة تنسيق الدعم ليل أمس الثلاثاء عن تسجيل 77 حالة جديدة، وقبلها 80 إصابة يوم الإثنين.

مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم الدكتور محمد سالم، أشار في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن الأعداد المُعلنة من قبل شبكة الإنذار المبكر لا تمثل الحقيقة الكاملة بما يتعلق بأعداد المصابين، وأنه في حال ازدادت أعداد التحاليل اليومية فتسكون أعداد المصابين أكبر من ذلك.

 

dasdwergw.jpg
مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم الدكتور محمد سالم

 

وللتأكيد على مدى خطورة الوضع الحالي، يستدل الدكتور محد سالم بإحصائية يوم الإثنين عندما أُعلن عن 80 إصابة وهي الحصيلة اليومية الأكبر منذ تفشي الوباء في المنطقة، لافتاً إلى أن المخابر أجرت يومها 160 تحليلاً، ما يعني أن نصف التحاليل ظهرت إيجابية (مصابة).

 

عناقيد جديدة وكبيرة

وقال سالم إن من بين الـ 80 مصاباً يوم الإثنين، 6 أشخاص كانوا في حفل زفاف في قرية تركمان بارح بريف حلب الشمالي، وإمام مسجد في إحدى القرى، وسيدة في منطقة أريحا جنوبي إدلب حضرت حفلة عيد ميلاد، وشاب كان يوم اكتشاف إصابته مجتمعاً بأصدقائه.

وحذّر سالم من أن مثل هذه الحالات التي حصلت فيها مخالطة لأعداد كبيرة سينتج عنها عناقيد جديدة وكبيرة، وهذا ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتضاعف أعداد المصابين لحين الوصول إلى مرحلة فقدان السيطرة وحدوث "كارثة كبيرة"، من المتوقع أن تظهر بشكل واضح في نهاية شهر تشرين الأول القادم.

 

WhatsApp Image 2020-09-16 at 9.48.43 AM.jpeg
بازار في مدينة إدلب صباح اليوم الأربعاء 16/أيلول

 

وكان من ضمن الـ 80 إصابة يوم الإثنين، 24 من العاملين في القطاع الصحي، ما يشير إلى عدم التزام حتى الأطباء والممرضين بالإجراءات الوقائية الكافية.

 

200 ألف شخص في مخيمات تحوي إصابات

قال محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا لموقع تلفزيون سوريا، إنهم أحصوا إصابات بكورونا في مخيمات زوغرة قرب مدينة جرابلس ومخيمات أطمة وسرمدا وأبناء صوران والجهاد شمالي إدلب، ومخيمات قورقنيا بريف إدلب الغربي.

وأشار إلى أنه من بين الإصابات يوم الإثنين الفائت، 12 إصابة بفيروس كورونا في مخيمات جرابلس و4 إصابات في مخيمات محافظة إدلب. ليبلغ إجمالي عدد الإصابات المكتشفة في المخيمات حتى يوم الإثنين الفائت 33 إصابة بحسب ما أكده الدكتور محمد سالم.

 

سلبسيب.jpg
لقطة جوية لمخيم أطمة شمالي إدلب (تلفزيون سوريا)

 

وتضم هذه المخيمات التي ظهرت فيها إصابات بكورونا، أكثر من 200 ألف نازح ومهجّر، في ظروف معيشية سيئة أساساً وضمن مخيمات تحوي كثافة سكانية لا يمكن تطبيق إجراءات العزل فيها.

 

DSC02704.JPG
التجمعات في المخيمات المكتظة (تلفزيون سوريا)

 

مخابر PCR جديدة.. لكن مراكز الحجر الصحي غير مفعلة

أوضح مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم الدكتور محمد سالم بأن منطقة شمال غربي سوريا تحتوي على 15 مركز عزل للمصابين بفيروس كورونا، إلا أن بعضها يرفض استقبال المصابين بحجة عدم وجود تجهيزات كافية.

وبحسب سالم فإن من أول أسباب انتشار الفيروس هو عدم وجود قوانين ضابطة تُلزم المصابين بالبقاء في مراكز الحجر الصحي، فعلى سبيل المثال من ضمن 52 إصابة قبل يومين، وُضع 3 مصابين فقط في مراكز الحجر، ما يعني أن 49 آخرين تعهدوا ببقائهم لمدة 14 يوماً في منازلهم وهذا ما لم يحدث لدى معظمهم.

ولا يقتصر رفض استقبال المصابين على مراكز الحجر الصحي، بل يشمل ذلك مستشفيات تعهّدت بإنشاء أقسام مخصصة لعلاج المصابين، في حين يعمل مستشفى شام في تل الكرامة قرب مدينة سرمدا ومركز أريحا التابع لمنظمة بنفسج على استقبال المرضى.

وأشار سالم إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في القطاع الصحي، خاصة العاملين في جمع العينات للحالات المشتبه بها والمخالطة، حيث ظهرت 40 إصابة في يوم واحد من إجمالي العينات التي جمعها ممرض واحد فقط، ما يترتب على ذلك من خطورة ويمنعه من رؤية عائلته خوفاً عليهم.

 

 

وفي حين اعتمدت كامل منطقة حلب وإدلب على مخبر الترصد الوبائي في مدينة إدلب، كونه كان الوحيد الذي يحتوي على جهاز PCR المخصص لتحليل عينات كورونا، فستزداد أعداد المخابر المماثلة إلى 4 في الأيام القليلة القادمة.

وبحسب حلاج فإن الطاقة الاستيعابية للتحاليل ستزداد بعد أيام، عندما يتم افتتاح مخبر في عفرين وآخر في جرابلس بتمويل من منظمة الصحة العالمية، وستفتتح وزارة الصحة مخبراً في مدينة اعزاز ومركز حجر صحي بسعة 25 سريراً.

 

واقع الحال.. بحسب محضر غير منشور لاجتماع "فريق الاستجابة الوطنية"

حصل موقع تلفزيون سوريا على محضر اجتماع داخلي لـ "فريق الاستجابة الوطنية لجائحة كوفيد – 19 في سوريا" ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، والذي أكّد على أن "الوضع الميداني الحالي لا يوجد أي اعتبار لأدنى معايير السلامة والوقاية من هذا الفيروس والأشخاص يمارسون حياتهم الطبيعية من خلال الاحتفالات والاجتماعات في الأسواق والمدارس والمساجد".

وأشار محضر الاجتماع إلى أن الكادر الطبي والعاملين في المجال الطبي غير ملتزمين بقواعد السلامة والإرشادات على الرغم من كثرة الإصابات، ودعا الفريق المنظمات الداعمة لهذه المنشآت إلى فرض عقوبات قاسية على العاملين غير الملتزمين بقواعد السلامة.

اقرأ أيضاً: قرارات بإغلاق أماكن عامة في الشمال السوري منعاً لانتشار "كورونا"

وتعاني المنطقة من صعوبة كبيرة في تنفيذ أي إجراءات احترازية لمواجهة وباء كورونا، لأن "وزارة الصحة لا تملك السلطة أو الأدوات لتنفيذ الخطة الاحترازية"، بحسب ما جاء في المحضر.

وتحتوي المنطقة على 15 مركز عزل من أصل 31، لكنها "لا تعمل بطاقتها الاستيعابية الكاملة بسبب النقص في التجهيزات"، بالإضافة إلى وجود 7 مستشفيات بإجمالي 645 سریراً، منها 114 سرير عناية و86 منفسة، في حين من المخطط أن يصل عددها إلى 159 منفسة.

 

WhatsApp Image 2020-09-15 at 9.22.35 PM.jpeg

 

في مناطق سيطرة الجيش الوطني شمالي وشرقي حلب، يتم العمل على إنشاء مركزين للحجر الصحي قيد الإنشاء وهما مركز الزيادية ويضم 19 غرفة ومستشفى السلام الخاص ويضم 40 سريراً.

وفي منطقة مارع يتم العمل على مستشفى ميداني بسعة 25 منفسة، ومخيم للعزل في منطقة مارع بسعة 68 خيمة.

وقدّم فريق ملهم التطوعي منشأة لمدة 3 أشهر للاستجابة لجائحة كورونا، لكنها بحاجة إلى تجهيزات ومعدات طبية.

وأوصى فريق الاستجابة الوطنية باتخاذ قرارات صارمة في مدينة الباب حيث تتركز فيها الإصابات الأكبر، مثل إغلاق المدارس والأسواق والمساجد.

وبحسب الدراسة التنبؤية التي عرضها الفريق، والتي جاءت مطابقة تماماً للواقع الحالي من خلال الزيادة المخيفة للأعداد "التي قد تصل إلى الآلاف وبحاجة إلى أكثر من 80 ألف سرير مع الأخذ بعين الاعتبار عدم القدرة على إجراء التحاليل للكل".

 

مراكز طبية بدأت بإغلاق أبوابها في إدلب

مع الإعلان عن المحصلات اليومية خلال الأيام الـ 3 الماضية، بدأت مراكز ومستوصفات بإغلاق أبوابها بسبب ظهور إصابات في كوادرها أو لأن أحد المصابين من الأهالي كان قد زار المركز.

وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن مستشفى كفرتخاريم للأطفال والنساء أعلن إيقاف العمل مؤقتاً لحين الانتهاء من إجراءات التعقيم، وذلك بسبب ظهور إصابة لدى أحد كوادره، وطالب مراجعي المستشفى أيام 11- 12- 13 الشهر الجاري بحجر أنفسهم في منازلهم.

وكذلك الأمر بالنسبة لمستشفى القدس في مدينة الدانا والذي أغلق يوم أمس للمرة الثانية خلال شهر، لحين انتهاء عمليات التعقيم.

وأضاف المراسل بأن إصابات جديدة ظهرت ليل أمس في مستشفى النور في تفتناز ومركز سرمدا الطبي، لتكون المراكز المغلقة حتى يوم أمس هي، مستشفى القدس ومستشفى النور مستشفى كفرتخاريم ومستشفى سلقين المركزي ومستشفى الساحل التخصصي ومركز كورين ومركز قورقنيا ومستوصف مخيم أطمة

وذكر مكتب اعزاز الإعلامي بأن 18 إصابة بفيروس كورونا وصلت الليلة الماضية إلى المستشفى الوطني في مدينة اعزاز.