icon
التغطية الحية

الدفاع المدني يستنفر فرقه.. خطط طوارئ ومشاريع عدة لمواجهة كورونا

2020.07.13 | 11:16 دمشق

107763086_1651561724999576_3579122709095708170_o.jpg
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يستنفر الدفاع المدني في شمال غربي سوريا فرقه التطوعية لاستكمال حملات التعقيم في الأماكن العامة، ضمن خطط طوارئ أعدّها للحد من انتشار فيروس كورونا بعد تسجيل 4 إصابات في صفوف الكوادر الطبية في الداخل السوري. وأطلق الدفاع المدني مشاريع صناعية عدة لتأمين أجهزة التنفس الصناعية والكمامات وواقيات الوجه وغيرها من مستلزمات مواجهة الوباء.

ونشر الدفاع المدني صوراً لعشرات الفرق التطوعية التي تواصل عمليات التطهير خاصة في المخيمات البالغ عددها 1277 مخيماً وتضم أكثر من مليون مهجّر ونازح، بالإضافة إلى تطهير المراكز الامتحانية مع دخول الامتحانات لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية أسبوعها الثاني.

وقال رائد الصالح مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) لموقع تلفزيون سوريا: إن فرق الدفاع المدني لم توقف عمليات التطهير والتوعية من فيروس كورونا منذ انطلاق الحملة في الـ 18 شهر آذار الماضي. وحتى السابع من شهر تموز الفائت أجرى 80 فريقاً يضم كل واحد منها 5 متطوعين، عمليات تعقيم وتطهير في 16 ألفاً و842 موقعاً في شمال غربي سوريا، بينها 2528 عملية تعقيم في المخيمات، و1217 مهمة في المشافي والنقاط الطبية، و2548 مهمة تطهير في المدارس و6079 مهمة في المساجد.

 

 

وأشار الصالح إلى استمرار حملات التوعية والتي كانت تتم بالتوازي مع عمليات التطهير، حيث نفّذت فرق الدفاع المدني عمليات توعية في 3 آلاف موقع منذ 18 آذار وحتى 7 تموز، شملت الملصقات واللوحات التعريفية بالفيروس وسبل الوقاية منه.

ونظراً لاستحالة تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي في مخيمات المهجرين والنازحين وضعف الدعم الطبي والخدمي في هذه المخيمات، يولي الدفاع المدني اهتماماً خاصاً بها.

وبعد إعلان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة "مرام الشيخ" يوم الخميس الفائت، عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في إدلب، وارتفاع العدد يوم السبت الفائت إلى 4 إصابات؛ كثّفت فرق الدفاع المدني عملها في حملات التعقيم والتوعية وتزامن ذلك مع استمرار امتحانات طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، حيث عملت الفرق على غسيل المراكز الامتحانية وتطهيرها واتخاذ إجراءات وقائية كتوزيع كمامات للطلاب قبل الدخول والتأكد من حرارتهم.

 

ما المواد المستخدمة في التعقيم؟

يوضّح مدير الدفاع المدني طبيعة المواد المستخدمة في عمليات التعقيم، فالاسم العلمي للمادة المستخدمة في التعقيم هو (benlı) وليس لها أي آثار جانبية وهي مقدمة من وزارة الصحة في تركيا، وتم تدريب متطوعين من الدفاع المدني على استخدامها وخلطها من قبل الجانب التركي، وليس للمادة أي آثار جانبية وبعد ساعة يمكن الدخول إلى المكان الذي تم تعقيمه.

 

خطة طوارئ طبية للإسعاف ومشاريع لصناعة أجهزة التنفس والكمامات

قال رائد الصالح في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إن الدفاع المدني هو جزء من خطة الطوارئ التي تم العمل عليها بوقت سابق مع مديريات الصحة والمنظمات الطبية للتدخل في حال تم تسجيل إصابات بشكل فوري، بهدف السيطرة على الوباء ومنع انتشاره. كما تم التنسيق مع القطاع الطبي لتجهيز سيارات إسعاف ونقاط إخلاء للمصابين بالفيروس إلى مراكز الحجر الصحي.

ويعمل الدفاع المدني على عدة مشاريع وهي مشاريع إبداعية للاستجابة لوباء كورونا، منها استخدام الطابعات الثلاثية لصناعة أجهزة التنفس الصناعية، حيث تم تجهيز وصناعة أول جهاز وهو الآن ضمن مرحلة الاختبارات، إضافة لذلك يجري العمل على صناعة واقيات الوجه البلاستيكية لكنها بانتظار الانتهاء من الاختبارات النهائية للبدء بتصنيعها، حيث سيتم صناعة 2000 قطعة يومياً للكوادر الطبية وكوادر الخوذ البيضاء.

وضمن أبرز المشاريع الصناعية لمواجهة كورونا، أعلن مدير الدفاع المدني عن إنشاء خط لإنتاج الكمامات في الشمال السوري، والمعمل قادر على إنتاج ستة آلاف كمامة ثلاثية الطبقات في الساعة وبمواصفات قياسية، ومن المخطط أن ينتج المعمل تسعة ملايين كمامة في تسعة أشهر بهدف تأمين احتياجات المنطقة، وستوزع الكمامات على الكوادر الطبية والطواقم والفرق والعمال المجبرين على الاحتكاك بشكل مباشر مع المدنيين، وبدأت الفرق حالياً توزيع الكمامات على الطلاب قبل دخولهم للامتحانات.

وأشار الصالح إلى أن مشاريع أخرى للدفاع المدني ما زالت ضمن مرحلة التجارب والبحث، منها إنشاء أماكن تطهير للأشخاص، وأخرى لصناعة خوذ قادرة على كشف حرارة الجسم وكشف المصابين عن بعد، وهي تساعد على حماية الكوادر الطبية ومتطوعي الخوذ البيضاء.

وفي العاشر من نيسان الماضي أطلق الدفاع المدني السوري ومديرية صحة إدلب، وبالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية المحلية، مبادرة تطوعية تحت اسم "متطوعون ضد كورونا" لتوفير الاستجابة على عدة مراحل ومستويات، في حال انتشار فيروس كورونا.

وأعرب رائد الصالح عن التخوف الكبير من انتشار الفيروس بين المدنيين في منطقة تعتبر من أكثر المناطق كثافة من حيث السكان، نتيجة لحملات التهجير التي طالت ملايين السوريين، واستحالة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي لاسيما في المخيمات، وهو ما يتطلب الالتزام بأقصى درجة ممكنة من إجراءات الوقاية والسلامة التي عملت فرق الدفاع المدني على نشرها وتعميمها بين المدنيين خلال الشهور الماضية.

ووجّه مدير الدفاع المدني رسالة للأهالي بضرورة الالتزام قدر المستطاع بإجراءات الوقاية وعدم الاستهتار، "لأن انتشار الفيروس يعني كارثة حقيقية ولاسيما في المخيمات التي بلغ عددها نحو 1277 مخيماً تُؤوي أكثر من مليون مدني يعانون من تردي أوضاعهم الاقتصادية وفقدان الخدمات الأساسية".

وأضاف "نؤكد أن التزام المدنيين بإجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية قد يجنّبهم الفيروس لكنه حقيقة غير كافٍ ولا بد من تضافر جهود المنظمات الموجودة بالشمال السوري لتسخير إمكاناتها لتوفر الخدمات بالحد الأدنى للمدنيين الذي يعانون من تردي مستواهم المعيشي، كما أن المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة مطالبون بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه المدنيين في الشمال السوري وعدم تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم".