icon
التغطية الحية

حليف "قسد" يعود إلى الإدارة الأميركية.. من هو بريت ماكغورك؟

2021.01.06 | 16:49 دمشق

271556.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي جو بايدن منح المبعوث السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغورك، منصباً رفيعاً في مجلس الأمن القومي الأميركي.

وقالت مراسلة قناة "CNN" الأميركية في مجلس الأمن القومي فيفيان سلامة، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، إن "بايدن" عيّن "ماكغورت" مديراً لملف الشرق الأوسط وأفريقيا في المجلس، في حين لم يصدر أي إعلان رسمي بعد.

قرار "بايدن" قوبل بالترحيب من قبل ناشطين "كرد"، يرون في "ماكغورت" حليفاً استرتيجياً، ويعتبرون عودته "مكسباً" لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، ومن خلفها "الإدارة الذاتية" التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا.

وبارك مغردون لـ "ماكغورت" المنصب الجديد، معتبرين أن إدارته ستحمل "الخير" لـ "روج آفا"، على حد وصفهم.

من هو "ماكغورك"، ولما هذا الترحيب "الحار" بتسلّمه إدارة ملف الشرق الأوسط، وسوريا على وجه الخصوص؟

بريت ماكغورك

دبلوماسي ومحام أميركي، تنقل بين المناصب في عدد من الإدارات الأميركية التي تعاقبت على البيت الأبيض خلال السنوات السابقة، بدءاً من إدارة جورج دبليو بوش، وليس انتهاءً بإدارة الرئيس جو بايدن.

بدأ "ماكغروك" عمله السياسي عام 2004، كمستشار قانوني لسفير الولايات المتحدة في بغداد، ضمن إدارة جورج دبليو بوش، ليُعين في العام التالي مديراً لشؤون العراق في مجلس الأمن القومي الأميركي، وبعدها مستشاراً خاصاً للرئيس الأميركي ومدير شؤون العراق وأفغانستان، حين كان أحد الداعمين لزيادة عدد القوات الأميركية في العراق، والذي حصل بالفعل في كانون الثاني 2007.

وحظي "ماكغورك"، مع سياسيين اثنين آخرين، بفرصة الانتقال من إدارة بوش إلى إدارة باراك أوباما عام 2009، حين تولى منصب مستشار الرئيس الأميركي، ومستشار سفير الولايات المتحدة في العراق.

وفي 13 أيلول 2014، أعلن وزير الخارجية الأميركي حينها جون كيري، تعيين "ماكغورك" سفيراً ونائباً للمبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة"، ليُعاد تعيينه في تشرين الأول عام 2015، مبعوثاً رئاسياً خاصاً للتحالف، خلفاً للجنرال جون ألين، بعدما كان نائبه لأكثر من عام.

واحتفظ "ماكغورك" بمنصبه هذا حتى كانون الأول 2018، حين أعلن استقالته احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.

استقالة "ماكغورك": احتجاج أم حفظ لماء الوجه

قلل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب من شأن "ماكغورك"، عقب تقديم استقالته من منصب المبعوث الخاص للتحالف ضد تنظيم "الدولة"، حين أعلن أنه لا يعرفه، وأن استقالته جاءت كخطوة استباقية قبل موعد مغادرته للمنصب بأقل من شهرين.

ونشر ترامب تغريدة في الثالث والعشرين من كانون الثاني 2018، قال فيها: "بريت ماكغورك الذي لا أعرفه، تم تعيينه من قبل الرئيس أوباما في عام 2015. كان من المفترض أن يغادر في شباط القادم، لكنه استقال قبل مغادرته، الأخبار الكاذبة تصنع من مثل هذا الحدث الذي هو عبارة عن لا شيء أمراً كبيراً".

بالمقابل، لم يرد "ماكغورك" بشكل مباشر على تصريح "ترامب"، إلى أنه انتقده في عدة مناسبات، إذ وصف أحد تصريحاته، التي ذكر فيها أن القوات التركية و"قسد" بحاجة لأن "يتقاتلوا مثل الأطفال"، بأنها "شائنة وتنم عن جهل"، قائلاً: "200 ألف شخص بريء نزحوا. المئات قتلوا. تقارير موثوقة عن جرائم حرب. فرار سجناء ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية. الولايات المتحدة تقوم بعملية إجلاء وتقصف مواقع لها أو تسلمها إلى روسيا. ولدان في باحة؟".

وعاد وهاجم "ترامب" مرة أخرى حين اقترح الأخير إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا بعرض 20 ميلاً، بقوله: "المقترح غير قائم على أي تحليل. هذه المنطقة ستشمل جميع المناطق الكردية في شرق سوريا. لا توجد قوة جاهزة لتولي المسؤولية، ولا وقت لإنشائها، بينما تستعد القوات الأميركية للمغادرة".

واعتبر "ماكغورك" أن سيطرة "قوات المعارضة المدعومة من تركيا على المناطق الكردية سيؤدي إلى تهجير الآلاف من الأكراد، فضلاً عن تهديد المجتمعات المسيحية الضعيفة في هذه المناطق".

مذكرة توقيف تركية بحق "ماكغورك"

في كانون الأول من عام 2017، أصدر المدعي العام التركي في أنقرة مذكرة توقيف بحق "ماكغورك"، الذي كان يشغل حينها منصب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة".

واتُهم "ماكغورك" حينها بـ "محاولة قلب نظام الحكم التركي، وتغيير النظام الدستوري للجمهورية التركية من خلال العمل مع المنظمات الإرهابية المسلحة لحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي/ ووحدات حماية الشعب".

وطلب المدعي العام حينها من الجيش التركي اعتقال "ماكغورك" إذا وجد في سوريا أو العراق، واقتياده للمثول أمام المحكمة التركية.

ahvalnews.png
مذكرة التوقيف التركية الصادرة بحق "بريت ماكغورك"

ويُعرف عن "ماكغورك" معاداته لتركيا ولـ "الجيش الوطني"، وتأييده لمنظمة "بي كي كي" المصنفة ضمن قائمة الإرهاب التركية.

وهاجم "ماكغورك" الحكومة التركية في مناسبات عدة، كان إحداها حين كتب مقالاً أثار به حفيظة سياسيين أتراك، وفي مقدمتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن.

واعتبر في مقاله، الذي نُشر في كانون الثاني من عام 2019، أن تركيا "لا تستطيع أن تقاتل على بعد مئات الأميال من حدودها في أراضٍ معادية من دون دعم عسكري أميركي كبير".

كذلك زعم "ماكغورك" أن العديد من فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا "تخفي بين صفوفها متطرفين أعلنوا صراحة نيتهم ​​في محاربة الأكراد، وليس الدولة الإسلامية"، معتبراً أن تركيا "ليست شريكاً موثوقاً به في سوريا"، وأن دخول الجيش التركي ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا إلى مناطق تابعة لـ "قسد" في شمال شرقي سوريا، "سيخلق فوضى وبيئة يزدهر فيها المتطرفون".

بالمقابل، وصف "كالن" تحليل "ماكغورك" بـ "المعيب". وقال مخاطباً إياه: "اتهاماتك ضد تركيا هراء، فقط تكرار دعاية حزب العمال الكردستاني. لقد أنقذت تركيا حياة مئات الآلاف من العرب السوريين والأكراد والآشوريين وغيرهم. تريد أن تعطي حياة جديدة لحزب العمال الكردستاني. لن يحدث ذلك".