icon
التغطية الحية

الجامعات شمال غربي سوريا.. تنوع ونجاحات في مواجهة التحديات

2021.02.14 | 05:54 دمشق

whatsapp_image_2020-12-07_at_8.03.01_pm.jpeg
"جامعة حلب الحرة" تخرج دفعة جديدة من مختلف الاختصاصات (تلفزيون سوريا)
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

شهدت الجامعات في شمال غربي سوريا خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً، جسدته بشكل واضح الاتفاقيات المبرمة مع بعض الجامعات التركية للدفع بعجلة التعليم قدماً في المنطقة، وخلق فرص أوسع للطلبة.

وخلال الأشهر الماضية أبرمت الجامعات في المنطقة، ولا سيما جامعة حلب الحرة عدة اتفاقيات مع المؤسسات المعنية بدعم التعليم، وهو ما وفر فرصاً للطلبة بمتابعة تحصيلهم العلمي العالي في الجامعات الدولية.

وقبل أيام أعلنت مؤسسة تعليم بلا حدود/ مداد عن قبول جامعة غازي عنتاب التركية، ثمانية طلاب من خريجي جامعة حلب الحرة، لإكمال تحصيلهم العلمي العالي، ودراسة الماجستير في الجامعة المذكورة.

وسبق ذلك، عقدَ وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة اتفاقاً مع جامعة ماردين التركية، قضى بإقامة ثلاثة امتحانات يوس في الداخل السوري، ومساعدة الطلاب الحاصلين على قبول جامعي في جامعة ماردين، للدخول إلى تركيا لمتابعة الدراسة.

 

 

وبعد أسبوع من المرسوم الرئاسي لأردوغان بافتتاح كلية طب ومعهد صحي في الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، أعلنت المجلس المحلي يوم أمس السبت عن بدء التسجيل للفصل الثاني من العام الدراسي 2020 -2021، على 90 مقعداً للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة والطلاب الذين اجتازوا اختبار اليوس ( YÖS).

اقرأ أيضاً: بدء التسجيل في كلية الطب بالراعي.. الشروط والمواعيد والرسوم

 

أبرز الجامعات.. التوزع والأقسام

تتوزع الجامعات شمال غربي سوريا في كل من محافظة إدلب، وريف حلب الشمالي والشرقي، وتتنوع ما بين خاصة، وحكومية، كجامعة إدلب وجامعة حلب الحرة، فضلاً عن افتتاح معاهد عليا من قبل جامعة غازي عنتاب التركية، في ريف حلب أيضاً.

 

 

وافتُتحت جامعة إدلب بشكل رسمي بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على مركز مدينة إدلب في مطلع عام 2015، وتضم عدة كليات أبرزها الطب والهندسة، كما تضم المعهد التقاني للإعلام، والمعهد التقاني للحاسوب، ومعهد العلوم المالية والإدارية، وغيرها.

 

 

اقرأ أيضاً: جامعة إدلب تكرّم أكثر من 100 متفوق من خريجيها | صور ـ فيديو

 

65550301_2459849927567152_6524611426399551488_o.jpg
جامعة إدلب

 

وأما جامعة حلب الحرة، فقد أعيد افتتاحها في عام 2015 بقرار من الحكومة السورية المؤقتة، وانتشرت كلياتها حينذاك في كل من حلب وإدلب وريف حمص والغوطة ودرعا، وبعد سيطرة قوات النظام على معظم تلك المناطق، تركز نشاطها في شمال غربي سوريا، ومقرها الرسمي حالياً في مدينة اعزاز شمالي حلب.

وذكر رئيس جامعة حلب الحرة الدكتور عبد العزيز الدغيم لموقع تلفزيون سوريا أن الجامعة تضم الآن 13 كلية و4 معاهد متوسطة.

اقرأ أيضاً: "جامعة حلب الحرة" تخرج دفعة جديدة من مختلف الاختصاصات (صور)

وأوضح "الدغيم" أن مباني الجامعة تتنشر في كل من مدينتي اعزاز ومارع، حيث تتركز كليتي الطب البشري والصيدلة في مارع، وباقي الكليات في اعزاز، وهي: طب الأسنان وكليات الهندسة والعلوم والاقتصاد والشريعة والحقوق والتربية والآداب، إلى جانب معاهد الإدارة والحاسوب والإعلام والمعهد الطبي.

وافتتحت الجامعة عدة برامج للدراسات العليا في مجموعة من الكليات، منها الاقتصاد والحقوق والتربية والآداب والهندسة، وتخرج من قسم الدراسات العليا أكثر من 80 طالباً بشهادة ماجستير و4 بشهادة دكتوراه، وفقاً لـ "الدغيم".

وبلغ عدد طلاب الجامعة في الوقت الحالي 7200 طالب، في حين تخرّج منها أكثر من 2300 طالب من مختلف التخصصات.

وفي منطقة اعزاز أيضاً، أسست جامعة الشام العالمية، في عام 2015 وانطلق عامها الدراسي الأول 2016 / 2017 بأربع كليات وهي: كلية العلوم السياسية وكلية الاقتصاد والإدارة وكلية الشريعة والقانون وكلية الهندسة وتضم (الهندسة المعلوماتية - الهندسة المدنية - هندسة الميكاترونيكس - الهندسة الكيميائية).

وأفاد جاسم السيد، مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في جامعة الشام، لموقع تلفزيون سوريا، بأن عدد الطلاب حالياً في الجامعة يبلغ حوالي 1200 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 200 طالب دراسات عليا / ماجستير.

وأوضح "السيد" أن الجامعة خرّجت في العام الدراسي قبل الماضي 57 طالباً، والعام الماضي حوالي 100 طالب وطالبة من كل الكليات.

اقرأ أيضاً: لدخول الجامعات التركية.. إقبال على دراسة "اليوس" في إدلب وحلب

اقرأ أيضاً: الشمال السوري.. مشاركة 3 آلاف طالب بامتحان "يوس" التركي

وفي العام الدراسي 2017/2018 افتتحت الجامعة، كلية التربية، قسم معلم صف، وفي العام الدراسي الحالي تم افتتاح قسم الإرشاد النفسي، وعدة أقسام في كلية الهندسة ومنها هندسة الاتصالات والهندسة الزراعية.

من جانبها افتتحت جامعة غازي عنتاب التركية عدة معاهد لها في مدن جرابلس واعزاز والباب وعفرين بريف حلب، وهو ما انعكس إيجاباً على الطلبة في المنطقة.

اقرأ أيضاً: جامعة غازي عنتاب تفتتح أقساماً جديدة في الشمال السوري.. ما هي؟

وخلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، قال الأستاذ عبد اللطيف محمد، أمين سر معاهد جرابلس العليا، أن المعاهد العليا التابعة لجامعة غازي عنتاب، افتتحت في المنطقة عام 2018، وتضم 9 أقسام من المعاهد (برمجة حاسوب - شريعة - لغة تركية - إدارة - حماية وأمن - إسعافات - رعاية مرضى - معالجة فيزائية - قبالة).

وتخرج من المعاهد العام الماضي، ما يقارب 125 طالباً من 5 أقسام، وذكر "محمد" أن الكليات التابعة لجامعة غازي عنتاب، تتوزع على مدينة إعزاز (كلية الشريعة)، ومدينة عفرين (كلية التربية)، ومدينة الباب (كلية الاقتصاد والإدارة والعلوم السياسية).

ejj-7ulxkaagtrk.jpg

 

رسوم الطلاب وأجور المعلمين

يعمل في جامعة حلب الحرة أكثر من 120 أكاديمي، نصفهم من حملة الدكتوراه، كما يعمل في الجامعة أكثر من 100 موظف إداري، يتوزعون على الإدارة المركزية والكليات المختلفة.

وتتماشى رواتب الإداريين في الجامعة مع سلم الرواتب في الحكومة السورية المؤقتة، بمعدل وسطي 200 دولار أميركي شهرياً.

وتبلغ قيمة رسوم الطلاب في جامعة حلب، حوالي 130 دولارا سنوياً بمعدل وسطي، وتغطي تلك الرسوم من 60 إلى 65 بالمئة من نفقات الجامعة، وفقاً لـ عبد العزيز الدغيم.

وأما في جامعة الشام العالمية، فتبلغ الرسوم 150 دولاراً سنوياً لطلاب الهندسات، و100 دولار لباقي الكليات، وأشار مسؤول العلاقات العامة في الجامعة إلى وجود منح في بعض الكليات، ومنها قسم الهندسة الزراعية.

وأضاف جاسم السيد "هناك إعفاء من الرسوم لذوي الشهداء والأرامل والمطلقات، والفقراء وحسم 50 بالمئة للإخوة، والزوج وزوجته، والأبناء".

وذكر أن "السكن والطعام كان مجاني في السنوات السابقة، وفي هذا العام تم فرض رسوم 300 ليرة سنوياً"، مضيفا أن السكن الجامعي يستوعب حوالي 300 طالب.

اقرأ أيضاً: جامعات تركية تقبل طلبة دراسات عليا تخرجوا من جامعتين بإدلب وحلب

اقرأ أيضاً: جامعة إدلب تهنّئ طلابها المقبولين للدراسة في الجامعات التركية

بدوره قال أمين سر معاهد جرابلس العليا، فيما يتعلق برسوم معاهد جامعة غازي عنتاب أن "الأقساط تقريباً ليست كبيرة على الطلاب، وغالباً ما تُدفع عنهم بمنح. ونتمنى أن تكون هذه المنح دائمة ومستمرة طيلة العام كي تساعد الطلاب على الاهتمام والاستمرار في التحصيل العلمي"، مضيفاً أن أجور الكادر في الجامعة يبلغ وسطياً 3500 ليرة تركية.

أما كلية الطب البشري والمعهد العالي للعلوم الصحية في مدينة الراعي، التابعين لجامعة العلوم الصحية التركية (Sağlık bilimleri) في إسطنبول، فقد خصصتا 60 مقعداً للمتقدمين في كلية الطب بكلفة 1000 دولار أميركي للسنة الواحدة، في حين خصص المعهد 30 مقعداً لقسمين فيه هما الأطراف الصناعية وتقويم العظام، بكلفة 500 دولار أميركي للسنة الواحدة.

وحول الرسوم السنوية المرتفعة نسبياً والتي أعلنت عنها كلية الطب والمعهد الصحي في الراعي، أوضح الأستاذ علي رضا مدير التربية والتعليم في الراعي لموقع تلفزيون سوريا بأنه سيتم مناقشة الرسوم السنوية يوم غد الإثنين لأنها فوق قدرة الأهالي في المنطقة.

 

عوامل طوّرت "جامعات الثورة"

قال عميد كلية الطب بجامعة حلب الحرة ورئيس الحكومة السورية المؤقتة سابقاً الدكتور جواد أبو حطب أن جامعات الثورة كانت تنتشر في درعا والغوطة وحمص، ونتيجة الحصار والتهجير تم نقلها إلى الشمال السوري.

وأكد خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن أهم العوامل التي ساهمت في تطور الجامعات، هو اعتبارها جزءاً من المؤسسات الوطنية الدافعة لاستمرارية الثورة، والتنمية ورفد الثورة بالكوادر.

ولفت إلى أن جامعة حلب الحرة تتخذ في مدينة اعزاز شمالي حلب مقراً رئيسياً لها، في حين تقع كلية الطب والصيدلة في مدينة مارع.

وتعمل كلية الطب على تأسيس مخابر ترقى للمخابر في المشافي التركية، وذكر الدكتور "أبو حطب"، أن "عام 2021 سيكون مميزاً بالنسبة لكلية الطب، حيث يتم العمل على بناء 14 قاعة جديدة بدعم من صندوق الائتمان، وتطوير المخابر، كما سيتم تطوير الجامعة بشكل عام، من خلال زيادة عدد القاعات، فضلاً عن الاتصال وعقد الاتفاقيات مع الجامعات الخارجية، وتطوير برنامج الدراسات العليا".

اقرأ أيضاً: أطباء جامعة حلب في الشمال السوري.. ماذا بعد التخرّج؟

ومن وجهة نظر رئيس جامعة حلب الحرة الدكتور "الدغيم" فإن أهم ما ساهم في تطوير الجامعة واستمرار عملها هو "إرادة العمل والصمود للأكاديميين والطلاب في المناطق المحررة، والحاجة المجتمعية للجامعة والخريجين".

 

 

وأوضح أن استمرار عمل الجامعة يأتي في إطار "تحدي النظام"، الذي أراد نشر الجهل، وتهجير الطلاب"، داعياً المنظمات والهيئات للوقوف مع جامعة حلب في تحقيق أهدافها بـ "تعليم الشباب ورفد المجتمع بالخبرات اللازمة لإعادة بناء ما دمره نظام الأسد".

اقرأ أيضاً: الجبهة الشامية تكرم 55 مقاتلاً تخرجوا من جامعات الشمال السوري

ولعب إنشاء العلاقات مع الجامعات التركية، دوراً في تطوير جامعات الشمال السوري، حيث قال "الدغيم" إن الاتفاقيات بين الطرفين ستفتح المجال أمام الطلاب لمتابعة دراستهم وخاصة الدراسات العليا.

وتطرق إلى توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة حلب، وجامعة ماردين التركية، لقبول الطلاب السوريين، والسماح لهم بمتابعة دراستهم العليا في الكليات المماثلة في جامعة ماردين، كما أكد قبول ثمانية طلاب من خريجي جامعة حلب في أقسام الدراسات العليا بجامعة غازي عنتاب.

 

 

مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في جامعة الشام العالمية، جاسم السيد، أكد أن حالة الاستقرار النسبي في المنطقة شمالي حلب، وزيادة أعداد طلاب المرحلة الثانوية، ووجود كوادر تدريسية جيدة في الجامعات، وتطور البنى التحتية من مخابر وقاعات، كلها عوامل طوّرت عمل الجامعات في المنطقة.

وقامت جامعة الشام في هذا الإطار بالتعاقد مع مدرسين سوريين في تركيا وقدمت لهم التسهيلات لدخولهم إلى سوريا، بهدف المشاركة في عملية التدريس، كما اعتمدت خطط دراسية تناسب الوضع الحالي للطلاب واختيار المناهج وفق معايير عالية.

وأردف "الجاسم" بأن الخطوات المتبعة حالياً من قبلهم لتطوير الجامعات، تتمثل بافتتاح كليات تناسب سوق العمل في الجامعة، وربط الجامعة بالمجتمع، وعقد اتفاقات شراكة بين الجامعات سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ورفد الجامعات بكوادر جديدة من خلال افتتاح قسم الدراسات العليا.

 

العقبات

يمكن القول إن عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعات الشمال السوري، إلى جانب ضعف الإمكانيات المادية، وتردي الوضع الأمني، تعد من كبرى العقبات التي تواجه الجامعات.

ويؤكد الدكتور "أبو حطب" أن الملفين الأمني والمالي من أبرز العقبات، إضافة لمشكلات السكن الجامعي وضعف القدرات، والوضع المعيشي السيئ لمعظم الطلاب، فيما ذكر أن الاعتراف بالشهادات الصادرة عن الجامعات، عملية معقدة، يدخل فيها العامل السياسي.

ولخص "جاسم السيد" العقبات بعدم وجود اعتراف بالشهادات الصادرة عن الجامعات، لسبب سياسي بالدرجة الأولى، وبالرغم من ذلك، توجد مساعي لعقد اتفاقيات مع الجامعات المعترف بها لقبول الخريجين، ومتابعة دراساتهم العليا.

 

 

ومن العقبات أيضاً، عدم وجود دعم مالي مستقر في معظم الجامعات، وأضاف "السيد" أنهم حاولوا في جامعة الشام إقامة علاقات تعاون، وتوقيع مذكرات تفاهم مع الجامعات السورية في الشمال، ومع الجامعات التركية، ونجحت بالتعاون مع منظمة IHH التركية، بتأمين قبول 27 من طلابها في جامعة كاربوك الحكومية التركية لإكمال دراستهم في مرحلة الماجستير، وبالإضافة إلى مساع للحصول على اعتراف تركي بالجامعة.